السبت 24 تموز , 2021 01:16

الاحتلال الاميركي وحقول النفط والغاز في سوريا

قوات أميركية في سوريا

لم ينس أحد ما قاله الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب "حيث سيكون النفط سنكون"، وهذا ما طبقه الأميركيون في المنطقة منذ ابتدأت قوتهم تتعاظم فيها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ولكن الأمر بلغ حد الوقاحة عندما قرر ترامب الإنسحاب من سوريا في العام 2018، ومن ثم عاد عن قراره، ليطلق التصريح الشهير، في خطاب أمام أنصاره في المسيسيبي، في تشرين الأول/ نوفمبر 2019 "سنحتفظ بالنفط السوري ونوزعه". وقرر البقاء في شمال شرق سوريا بناء على توصيات الأمن القومي الأميركي ورجال البنتاغون، وبناء عليه أُنشئت القواعد الأميركية في مواقع النفط والغاز، وبقي الإحتلال الأميركي.

يشكل احتياطي النفط في سوريا حجماً قدره 0.14  على المستوى العالمي. اذ كانت تنتج سوريا بحسب المصادر الصحفية 300- 400 ألف برميل يومياً، يستخدم منها حوالي 250 ألف بشكل محلي، ويتم تصدير الباقي، وأكد موقع "أويل برايس" في شهر تشرين الأول/ اكتوبر 2019، أن احتياطي النفط في سوريا يشكل نحو مليارين ونصف مليار برميل، ومقارنة بالسعودية على سبيل المثال، التي يبلغ احتياطيها 268 مليار برميل، تعد كمية غير ذات أهمية، إلا أنها قبل الحرب على سوريا كانت تكفي احتياجاتها المحلية، دون الحاجة للإستيراد.

أهم حقول النفط شرق الفرات
تتوزع حقول النفط  في سوريا بشكل عام في منطقة حمص وحول نهر الفرات، ولكنها تنتشر بكثافة في منطقة شرق الفرات. معظم نفط سوريا يتركز في شرق محافظة دير الزور، واكبرها حقل العمر المحتل من قبل الأميركيين، إضافة إلى بعض الحقول المحيطة ومنها حقل العزبة.
اليوم، تنتج قسد في منطقة الجزيرة، شرق الفرات، حوالي 30 ألف برميل، تهرب معظمها خارج البلاد. وأما باقي الحقول فقد تم تخريبها من قبل تنظيم داعش الإرهابي، ويلي العمر في الأهمية في شرق دير الزور حقل التنك. وتسيطر عليه أيضاً قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وبالتالي فهو يقع تحت سيطرة الإحتلال الأميركي.

في محافظة الحسكة، تتركز معظم حقول النفط على الحدود مع العراق وتركيا. وأما أشهر الحقول هناك هي في كركوك والسويدية ورميلان. يضم حقل رميلان أكثر من 1322 بئراً للنفط و25 بئراً للغاز، وتقع تلك الحقول بمناطق الشدادي والجبسة والهول في ريف الحسكة الجنوبي، بالإضافة للحقول الواقعة بالقرب من منطقة مركدة وتشرين كبيبية في ريف الحسكة الغربي، وجميعها ضمن سيطرة قوات قسد.

أما في منطقة غرب الفرات المحررة، يوجد حقلي الورد والتيم، ولكنها ذات إنتاج ضئيل مقارنة بالعمر والتنك، ويوجد في المنطقة حقول أخرى مثل حقول ديرو والجفرة والخراطة، وهي تنتج اليوم أكثر من ألفي برميل يومياً ولكنها لا تكفي حاجة الإستهلاك اليومي في سوريا، كما يوجد في غرب الفرات حقول للغاز، مثل حقل الجفرة وكونيكو.

في محافظة حمص يوجد أهم مصفاة للبترول ومشتقاته في المنطقة، والتي امتد اليها الإرهاب بأبشع صوره خلال الحرب على سوريا، واحد من أهم الحقول هو حقل الشاعر، وهو حقل للغاز وينتج نحو 3 ملايين متر مكعب يومياً، إضافة إلى حقول الهيل وآراك وحيان وحجار والمهر وأبو رباح في منطقة تدمر، والتي تقع ضمن محافظة حمص.

توجد على أطراف تدمر في البادية السورية قاعدة التنف الأميركية عند التقاء الحدود السورية- الأردنية- العراقية، كما يوجد في محافظة حمص حقول نفط تعيد تأهيلها الشركات الروسية وتنتج تقريباً تسعة آلاف برميل.

سوريا ستصبح ثالث دولة مصدرة للغاز في العالم
وبحسب صحيفة الوطن السورية فإن انتاج الغاز من حقول تدمر والحسكة، قد بلغ نحو 30.2 مليون متر مكعب يومياً في منتصف العام 2011، لكن مع حلول منتصف شهر آذار/ مارس، وقعت الدولة السورية عقوداً للتنقيب عن الغاز قبالة شواطئ طرطوس وبانياس، ويتوقع أنّه ما بين انتاج الغاز في محافظة حمص في تدمر ومنطقة قارة بالذات، وبين ما يتوقع العثور عليه من غاز على شواطئ بحر المتوسط، فإن سوريا ستصبح ثالثة دولة مصدرة للغاز عالمياً. 

إذن لا تقل أهمية انتاج الغاز في سوريا، عن أهميتها كموقع جغرافي لأهم خطوط نقل النفط والغاز في العالم، حيث تصل ما بين جنوب الكرة الأرضية وشمالها. ولهذا فقد شكّل انتاج الغاز بسوريا واحد من أهم مصادر استقطاب الإستثمارات الروسية والصينية خاصة، والتي تعد المنافس الأكبر للولايات المتحدة في عالم التجارة العالمية، إذ أن سوريا تمثل أحد أهم دول المقاومة والمعارضة للسياسات الأميركية والإسرائيلية في المنطقة العربية خاصة، وغرب آسيا عامة. 

وبهذا يمكننا أن نفهم ماذا يعني انتصار سوريا وعودتها للسيطرة على مقدراتها، وانتفاضتها كما العنقاء من تحت الرماد، وما تشكله من خطر على المشروع الأميركي- الغربي، ومقارعة هيمنته العالمية.

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة رأي الموقع


مرفقات


الكاتب: عبير بسام




روزنامة المحور