الثلاثاء 19 تشرين أول , 2021 02:15

رسالة الـ100 ألف مقاتل: تحجّم القوات وتحدد معالم المرحلة المقبلة

عين الرمانة

"حزب المجازر والتقسيم والكانتونات. حليف داعش والنصرة، وأكثر الغادرين حتى بحلفائه" دون أن يضطر لتسميته عرف اللبنانيون هوية "القاتل والمجرم والسفاح والتقسيمي" الذي قصده أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته التي كانت بمثابة تأسيس لمرحلة جديدة فرضتها الأحداث الأخيرة كونها "مفصلية وخطيرة وتحتاج إلى تحديد موقف".

مع بداية الحرب السورية وفي الفترة التي سبقت دخول جبهة النصرة والإرهابيين إلى البلاد وبدء مسلسل التفجيرات أعلن السيد نصرالله في خطاب له ان "لبنان لن يكون مسرحاً للتفجيرات والأعمال الإرهابية وحزب الله لن يسمح بذلك" وقتها أمّن حزب القوات الغطاء لجبهة النصرة والتكفيريين في لبنان وسوريا" لكن الحزب "دافع آنذاك عن المسيحيين قبل أن يُسمح للجيش اللبناني بالتدخل، وقد قدمنا خيرة وأجمل شبابنا في هذه المعارك... نحن، ما عم نربّح حدا جميل، لكن يجب أن ننقل الواقع والحقائق". يومها تدخل حزب الله مباشرة في الحرب السورية بطلب من الرئيس بشار الأسد واستطاع بذلك أن يغيّر الموازين على الأرض ويقلب الطاولة على المجموعات المسلحة والداعمين لها.  

في خطابه الأول بعد مجزرة الطيونة كشف السيد نصرالله عن مشروع القوات اللبنانية بجر البلاد إلى "الحرب الأهلية التي ستؤدي إلى تغيير ديموغرافي وأن المسيحيين في لبنان هم المادة التي يتم العمل عليها لزعامة شخص وهيمنة حزب وخدمة مشاريع خارجية". مؤكداً على "أن ما ظهر من تسليح وتدريب وهيكليات يعني أنّ هناك ميليشيات مقاتلة".

بمقارنة بسيطة يتضح التالي: كلا الحادثتين يخدمان المشروع نفسه. فمجزرة الطيونة ليست صدفة، بل هي حلقة بمسلسل الهيمنة الأميركية-الإسرائيلية على البلاد حتى لو تغيّرت الأدوات والظروف والأقنعة انما الهدف واحد. وإذا ما أرادت الولايات المتحدة دفع البلاد إلى الحرب الأهلية لن تجد أكفأ من قاتل طوني فرنجية، رشيد كرامي وداني شمعون وغيرهم الكثير من اللبنانيين. والذي تبرّع بالقيام بها، حيث "عرض عام 2017 خدماته على الوزير السعودي السابق (ثامر) السبهان للدخول في حرب أهلية".

بالنتيجة، فإن التعامل مع محاولات جر البلاد إلى مستنقع الحرب الأهلية لن يكون أقل حزماً وحدّة من التعامل مع مخطط حرق لبنان بالتفجيرات الإرهابية وتسليم الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع وباقي البلدات المدن اللبنانية إلى المجموعات الإرهابية وتنظيم داعش الوهابي الإرهابي. لذلك تطلب الأمر اتخاذ موقف متقدم يمكن وصفه بالتاريخي، كونها المرة الأولى التي يخاطب فيها السيد نصرالله حزباً في الداخل اللبناني بهذا السقف بغية ردع من تراوده نفسه العبث بأمن لبنان "على رئيس حزب القوات عدم الرهان على 15 ألف مقاتل قواتي، لأن الهيكل العسكري لحزب الله وحده يقارب المئة ألف من المقاتلين المدربين المجهزين".

هذا المشروع الذي أعدّه رئيس حزب القوات لشد عصب الساحة المسيحية واستدراج الساحة الشيعية إلى خطوط التماس بغية استغلاله في الانتخابات القادمة، أفشله خطاب الأمين العام لحزب الله. وان كان يظن حزب القوات انه باستطاعته توظيف ما حدث في الانتخابات النيابية المقبلة، فانه واهم، فما حصل أضعف موقفه وجعل القوى السياسية التي ترغب بالتحالف أو قد تتحالف معه مستقبلا أمام تحديات ومحاذير أمام بيئتها ومناصريها والذين باتوا يدركوا حجم المشروع الفتنوي الذي يقوده جعجع.

وبالتالي أوصل السيد نصرالله رسالة عابرة للحدود لتلك الجالسة في سفارتها على بعد كيلومترات قليلة من الضاحية ولذلك الكيان القابع خلف حدود فلسطين وادواتهما في لبنان ان "لا أحد يهددنا أو يجرّبنا، والسلام".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور