الأربعاء 24 أيلول , 2025 02:44

كتاب: التفكير النقدي والتحليل الاستخباري

كتاب: التفكير النقدي والتحليل الاستخباري

تغيّر العالم الذي يعمل فيه محلّلو الاستخبارات تغيرًا جذريًا على مدى 67 عامًا التي تلت بداية الحرب العالمية الثانية. فقد تحوّل الفاعلون العدائيون من جيوش كبيرة مصطفّة على ساحات المعارك إلى أفراد يختبئون في الظلال أو يظهرون في وضح النهار. كما أن الأوبئة والجائحات، إلى جانب الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والمجاعات، تمثل تهديداتٍ لا تقتصر على استقرار الدول، بل تمسّ وجود البشرية ذاتها. وكما يقول المثل الصيني، فإننا بلا شك نعيش في أوقات حافلة بالتحديات. 

تتطلّب هذه الأوقات قدرة متجددة على التفكير النقدي من أولئك المكلّفين بتقييم التهديدات والتحذير منها، وكذلك من المسؤولين المكلفين بالتصدّي لتلك التهديدات. يُعدُّ التعليم في قواعد وممارسات جمع المعلومات الاستخبارية وتحليلها – ما يُشار إليه غالبًا بالاستقصاء الاستخباراتي والتحليل – وسيلة لتحقيق ذلك. وفي هذا الإطار، نصّ قانون إصلاح الاستخبارات ومنع الإرهاب للعام 2004 على تحسين التعليم في مجال التحليل الاستخباراتي، مع بقاء نطاق هذا التعليم غير محدد بدقة. يقدم هذا الكتاب إطارًا عمليًا لأحد متطلبات القانون التعليمي: تحسين طريقة تفكير المحلّلين، وبالتالي، تصرف صانعي السياسات. فهو يؤكد أن الأشخاص المتمرّسين في التفكير النقدي أكثر قدرة على التعامل مع الأوقات الصعبة من غيرهم.

يوفر النموذج الفكري المطروح هنا أدوات محددة للتعامل مع التقنيات المزعزعة المتسارعة الظهور، التي كثيرًا ما تقع في أيدي الخصوم. وفي الوقت نفسه، تتيح هذه التقنيات للمحترفين الاستخباراتيين إمكانات جديدة لمواجهة الخصوم بطرق مبتكرة. والمفتاح هو معرفة أي من هذه التقنيات مزعزع بالفعل مسبقًا، وأيها يشكل تهديدًا، وأيها يمكن توظيفه للتخفيف من التهديدات. يشكل التفكير النقدي – كما هو مُعرّف ومُطوّر هنا، جزءًا من الحل، إذ يشجع على النظر بعناية في الأدلة المتاحة، وفحص الافتراضات المُسبقة، ومراجعة التداعيات البديلة للقرارات، وأخيرًا مناقشة الحلول والاحتمالات البديلة. باختصار، يزوّد المحترفين الاستخباراتيين بأداة أساسية في عملهم.

المحلّلون وحدهم هم من ينتجون الاستخبارات. على الرغم من أن التطورات التكنولوجية تساعد المحلّلين في تصنيف البيانات والمعلومات والأدلة وعرضها بطرق جديدة، إلّا أنها لا تقوم بالتحليل بنفسها. لكي يكون التحليل أكثر فاعلية، يحتاج المحللون إلى إطار عمل شمولي وتأملي يضيف الاستدلال المنهجي إلى التفكير الحدسي. يوفر "التفكير النقدي" هذا الإطار، بل يتجاوز ذلك إذ يؤثر إيجابيًا في كامل عملية التحليل الاستخباراتي. يمكن للمحلّلين الذين يتبنون التفكير النقدي أن يحسّنوا تحليلاتهم. تحدد هذه الورقة مفهوم التفكير النقدي في سياق التحليل الاستخباراتي، وتشرح كيف يؤثر في العملية الاستخباراتية بأسرها، وتستعرض كيف يعزّز فن التحليل الاستخباراتي، وتقترح طرقًا لتدريسه، وتستنتج كيف يمكن إقناع المحلّلين باعتماده عادة في عملهم.

لحميل الكتاب من هنا





روزنامة المحور