السبت 08 تشرين ثاني , 2025 12:29

السفير الإسرائيلي السابق: اتفاق جانبي مع واشنطن سمح بتجاوز وقف النار في لبنان

هرتسوغ دبلوماسي إسرائيلي سابق

في وقتٍ تتكشّف فيه خيوط العلاقات الخفية بين واشنطن وتل أبيب، يطلّ دبلوماسي إسرائيلي سابق ليكشف عن جانبٍ غامض من إدارة الحرب في لبنان، معلنًا أن الضوء الأخضر الأميركي لم يتوقّف عند حدود غزة. فخلف ستار التصريحات الرسمية عن وقفٍ لإطلاق النار، كانت هناك تفاهمات جانبية تُنسّق استمرار القصف الإسرائيلي على لبنان، وتُضفي عليه غطاءً سياسياً من إدارة بايدن.

يتناول المقال أدناه من إصدار معهد responsible statecraft، وترجمة موقع الخنادق، تصريحاتٍ مثيرة أدلى بها الدبلوماسي الإسرائيلي السابق مايكل هرتسوغ، كشف فيها عن وجود تفاهمات جانبية سرية بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تتيح لإسرائيل مواصلة الضربات الجوية في لبنان رغم إعلان وقف إطلاق النار نهاية العام الماضي.
وخلال ندوة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أوضح هرتسوغ أن هذه التفاهمات منحت إسرائيل "حرية التصرف ضد التهديدات"، في حال عجزت الأطراف الأخرى عن احتوائها، مشيرًا إلى أن الاتفاق طُبِّق تحديدًا في لبنان.

ويُفسَّر هذا الكشف سبب صمت واشنطن حيال الخروقات الإسرائيلية المتكررة، بما فيها الغارات شبه اليومية، التي أدت إلى ارتقاء أكثر من 100 مدني لبناني. كما يعزز فرضية أن الولايات المتحدة منحت تل أبيب تفويضًا ضمنيًا لاستمرار عملياتها ضد حزب الله.

ويكشف المقال أن شائعات الاتفاق الجانبي كانت متداولة منذ أشهر، لكن تصريحات هرتسوغ تمثل أول تأكيد رسمي لوجوده، ما يسلّط الضوء على ازدواجية الموقف الأميركي الذي يعلن دعم وقف الأعمال العدائية بينما يغضّ الطرف عن الانتهاكات الإسرائيلية.

ويشير المقال أيضًا إلى أن تصريحات هرتسوغ تأتي عشية زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث يتوقع أن تُطرح فكرة اتفاق أمني جديد بين سوريا وإسرائيل، شبيه بالتفاهمات الجانبية السابقة، يضمن لإسرائيل الحفاظ على "حرية التصرف" في أي تسوية مستقبلية.

النص المترجم للمقال

دبلوماسي إسرائيلي سابق: بايدن أعطى الضوء الأخضر لضربات إسرائيل في لبنان

السفير السابق قال إن حكومته توصلت إلى "تفاهمات جانبية" مع واشنطن لمواصلة قصف حزب الله

توصلت إدارة بايدن إلى "تفاهمات جانبية" للسماح لإسرائيل بمواصلة قصف أهداف في لبنان على الرغم من وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في أواخر العام الماضي، وفقًا لمايكل هيرتزوج، الذي كان يشغل آنذاك منصب سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة.

كشف هرتسوغ عن اتفاق المصافحة، الذي لم يُؤكَّد سابقًا، خلال ندوة عُقدت يوم الجمعة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى. وقال إن إحدى النتائج الرئيسية للاتفاق، الذي ساهم هرتسوغ في التفاوض عليه، هي الحفاظ على "حرية إسرائيل في التصرف ضد التهديدات" عندما تكون الأطراف الأخرى "غير راغبة أو غير قادرة" على احتوائها. وأضاف هرتسوغ: "لقد تحقق ذلك من خلال تفاهمات جانبية مع حكومة الولايات المتحدة. وقد طُبِّق في لبنان".

يُفسر هذا الكشف سبب التزام الولايات المتحدة الصمت النسبي خلال العام الماضي إزاء انتهاكات إسرائيل المزعومة لوقف إطلاق النار، بما في ذلك الغارات الجوية شبه اليومية وغارات الكوماندوز ضد ما تزعم إسرائيل أنها مواقع تابعة لحزب الله في جنوب لبنان. ويبدو أن هذه الهجمات، التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 100 مدني لبناني، تُمثل انحرافًا كبيرًا عن "الوقف الدائم للأعمال العدائية" الذي زعم الرئيس جو بايدن أنه سيتبع وقف إطلاق النار.

انتشرت شائعات حول اتفاق كهذا خلال العام الماضي، عقب تقارير إعلامية إسرائيلية عن وجود "رسالة جانبية" تُمكّن إسرائيل من "الدفاع عن نفسها" ضد التهديدات في لبنان، شريطة أن تُخطر القوات الإسرائيلية الولايات المتحدة مُسبقًا. إلا أن تصريحات هرتسوغ تُمثل، على ما يبدو، أول تأكيد رسمي للاتفاق السري، وأوضح مؤشر حتى الآن على أن إسرائيل تعتبر الاتفاق الجانبي تفويضًا مطلقًا لمواصلة حملتها الجوية الأحادية الجانب ضد حزب الله.

ولم يذكر هرتسوغ صراحة ما إذا كانت هذه "التفاهمات الجانبية" لا تزال قائمة في ظل إدارة ترامب ، والتي، مثل إدارة بايدن، تجاهلت إلى حد كبير الانتهاكات الإسرائيلية المزعومة لوقف إطلاق النار.

تُقدم تعليقات هرتسوغ أيضًا رؤى جديدة قبل زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن الأسبوع المقبل، حيث سيلتقي بالرئيس دونالد ترامب ويناقش، من بين أمور أخرى، إمكانية إبرام اتفاقية أمنية بين سوريا وإسرائيل. ووفقًا للسفير الإسرائيلي السابق، ترغب إسرائيل في تطبيق اتفاقية جانبية مماثلة على أي صفقة مع سوريا. وقال هرتسوغ: "من المهم أن يعلم الإسرائيليون أنهم قادرون على الحفاظ على حرية التصرف".


المصدر: معهد responsible statecraft

الكاتب: Connor Echols




روزنامة المحور