الجمعة 26 تشرين ثاني , 2021 06:20

بين مطاري التيفور والشعيرات: كل الخيارات صعبة على امريكا، داعش، وإسرائيل

مطاري التيفور والشعيرات وكيان الاحتلال

زعمت بعض الصحف ووسائل الاعلام الخليجية، عن وجود اتفاق روسي إيراني يفضي الى نقل مكان تمركز المستشارين العسكريين الإيرانيين من مطار "التيفور" في شرق حمص، الى مطار الشعيرات قرب الحدود السورية اللبنانية. ويعود هذا الاتفاق بحسب هذه الصحف، الى رغبة موسكو في وقف كيان الاحتلال لهجماته الجوية على البنية التحتية السورية.

لكن، دون النظر الى صحة هذه المزاعم من عدمها، خصوصاً مع نفي وسائل إعلام إيرانية لحصول أي تغيير، في نقاط الانتشار بالمطار ومحيطه. فإن هكذا خطوة إن تمت، ليست في صالح كيان الاحتلال أصلاً، وذلك لاعتبارات عديدة أبرزها:

_ تبلغ المسافة ما بين هذين المطارين حوالي 67 كم، لكن مطار الشعيرات أقرب للحدود الفلسطينية منه الى التيفور. حيث يبعد 190 كم عنها، بعكس التيفور الذي يبعد 233 كم.

كما أن المطار الأول يبعد عن منطقة إيلات جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة حوالي 590 كم، وبالتالي يكفي لهذه المسافة إطلاق طائرات بدون طبار ذات مدى أقصى 1000 كم، ويمكنها إصابة أي نقطة داخل الكيان، خاصة منطقة غوش دان الاستراتيجية التي لا تبعد سوى 330 كم تقريبا.

مطار التيفور ذو أهمية من نوع آخر

إلا أن ما يزيد من احتمال أن تكون هذه المزاعم غير صحيحة، هو الأهمية التي يتمتع بها مطار التيفور بالنسبة للجيش السوري ولحلفائه على حد سواء، من خلال:

_ يشكل هذا المطار بالإضافة الى مطار الشعيرات شريان الدعم لوجيستي لقوات الحلفاء في وسط سوريا، وتتجه منهما شحنات الدعم باتجاه كافة المناطق.

_ يعد مطار التيفور عقدة الربط الرئيسية بين ريف حمص الشرقي ومنطقة البادية بشكل عام وبادية تدمر بشكل خاص. كما يشكل نقطة الرصد الأهم للجيش السوري ولحلفائه، حيث تتقاطع المعلومات العسكرية فيما بينهم، كما تؤمن أجهزة رادارات المطار ومنظومات الدفاع الجوي الموجودة فيه، إمكانات الرصد الجوي لمنطقة البادية السورية وصولاً إلى منطقة التنف (حيث تتواجد القاعدة الامريكية) ومشارف دير الزور. لذلك فإن سحب أو تبديل أي قوات في هذا المطار، أو إجراء تعيير جوهري بهذا الشكل الذي تزعمه هذه الوسائل الإعلام، سيحدث فراغاً تنتظره القوات الأميركية في قاعدة التنف وخلايا تنظيم داعش الوهابي الإرهابي المنتشرة في محيط القاعدة، ما يساعدها على شن هجمات في منطقة شرق حمص والبادية.

_ يعد هذا المطار هو الأكبر على صعيد المطارات العسكرية السورية، حيث يليه مطار الضمير. ويضم 54 حظيرة للطائرات، إضافةً لمدرج رئيسي ومدرجين ثانويين، طول كل منهما نحو 3 كيلومترات. ويحتوي على أنواع مختلفة من الطائرات مثل: ميغ-29، ميغ-27، سوخوي-35، ميغ-25، سو-22، سو-24. كما يحتوي على سرب احتياطي مكون من 24 طائرة مجهّزة للتحليق الفوري في أي لحظة، من خلال المدرج الاحتياطي الفرعي.

أما مطار الشعيرات فهو المطار الأساسي لطائرات السوخوي-22، ويحتوي على 40 حظيرة للطائرات، ومدرجي إقلاع بطول 3 كيلومتر، بالإضافة لمنظومات دفاع جوي من نوع سام 6، وتتمركز فيه قيادة الفرقة الثانية في الجيش السوري.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور