الإثنين 10 كانون الثاني , 2022 05:43

كيف قرأ الإسرائيلي نتائج مشاركة حزب الله في سوريا؟

حزب الله في سوريا

تكثر الدراسات في مراكز الأبحاث الإسرائيلية، التي تتحدث عن تطور كبير في استراتيجية المقاومة الإسلامية في لبنان، والتي كان أساسها من خلال مشاركته الفاعلة في الدفاع عن سوريا. ومنها الدراسة التي أعدها كلاً من المقدم في جيش الاحتلال "موشيه ألبو"، والرائد "عوديد أزنر"، اللذان تحدثا فيها عن "التعلم والتحول في حزب الله"، وقام بنشرها موقع الجيش.

فبنظرهما فإن مفهوم "النصر في الخسارة"، قد خضع لعملية إصلاح شاملة في السنوات الأخيرة لدى، بعد خضوعه لمجموعة من العمليات والإمكانات، التي أرست مبادئ قتالية جديدة، واستطاعت صياغة قدرات عملياتية وإدراكية (عقيدة قتالية) فيما يتعلق بالمعركة ضد إسرائيل.

وتبلور مفهوم ومبادئ القتال الجديد خلال الحرب على سوريا، الذي أدى إلى تغيير استراتيجية "الانتصار بالتضحية"، من خلال مثلث: الاستيعاب - الردع – الاستنزاف، الى إقامة توازن استراتيجي جديد مع إسرائيل من خلال مثلث: الهجوم، الردع، الدفاع والتآكل.  أي أن الحزب تحول من استراتيجية دفاعية، الى استراتيجية هجومية من خلال تطوير القدرة العملياتية على صياغة هجمات اسناد ناري وقوات خاصة.

وقد ساعد في ذلك، امتلاك الحزب لإمكانية الوصول إلى المعدات والقدرات، التي كانت مخصصة في السابق للجيوش الكلاسيكية: تكنولوجيا المعلومات، القوة السيبرانية، الطائرات بدون طيار، المدرعات، والمزيد. ومن جهة أخرى، أعطت الساحة السورية للحزب الحيز المكاني المطلوب لتجربة مفاهيم عمليات عسكرية جديدة، مع التعلم بشكل مكثف ومستمر ووثيق من قوة عسكرية كلاسيكية، فضلاً عن فرصة لإنشاء شبكة عملياتية فعالة لمحور المقاومة بقيادة إيران.

ليست كل القدرات المطلوبة لتحقيق هذا المفهوم، موجودة في ترسانة المقاومة (بحسب الباحثان). لكن الحملة في سوريا أوضحت ضرورة وجودها، خلال الحرب القادمة مع إسرائيل.

أما أبرز هذه القدرات:

_ قدرات نارية متطورة، من شأنها التسبب بأضرار إستراتيجية واسعة النطاق، في البنية التحتية لكيان الاحتلال الإسرائيلي.

_إسناد ناري دقيق، قوي وبشكل مكثف وغزير، واسع النطاق، طويل المدى.

_ قدرات هجومية للسيطرة على الأراضي متعددة الأبعاد (جوية، بحرية، برية، تحت الأرض، سيبرانية).

كيف ساهمت المعارك السورية في ذلك؟

خلال سنوات القتال، قام الحزب بتجربة عدد لا بأس به من الرؤى العملياتية والتكتيكية:

أهمية الضغط، مبادئ عمليات الهجوم والدفاع، السيطرة على الأراضي، القيام بهجوم دفاعي ومضاد للهجوم، تنفيذ عمليات إنزال. تنسيق القوى والمجموعات المختلفة في الدفاع والهجوم، التنسيق العملياتي مع القوات الصديقة، تأمين الاستخبارات الدقيقة المطلوبة للعملية، المساعدة بالنيران الدقيقة للقوة المناورة والقيام بمعركة هجومية.

وضربت أمثلة عديدة على ذلك: مثل معارك تحرير حلب، تحرير مدينة تدمر الصحراوية، والقتال في المناطق الجبلية.

 الدروس التي استفاد منها الحزب

_ ما هي إجراءات المعركة، وتكوين رؤية استراتيجية تكتيكية شاملة، وتعلم التفكير العسكري المتقدم بحكم القوة.

_ أهمية بناء نظام قيادة تحكم منظم على المستوى التكتيكي، كشرط لإجراء الحملة. وفي هذا السياق، أهمية الاستخبارات في الوقت الحقيقي لتحقيق ميزة تكتيكية في ساحة المعركة.

_ التعلم من مبادئ إدارة المعركة الروسية: أهمية إطلاق النار الجبهوي العام، وتنفيذ الضربات النارية الموضعية، لشل مراكز القيادة والسيطرة لدى العدو والقضاء عليها، إدارة المجموعات القتالية، تصور ساحة المعركة المشتركة (جو - أرض)، امتلاك قدرات متقدمة لجمع المعلومات الاستخبارية للأهداف ودعم جهد الهجوم، وإقامة شبكة اتصالات موثوقة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور