الإثنين 26 كانون الاول , 2022 04:06

الشهيدين مقلد وأبو جبر: تأسيس وعمليات نوعية في سرايا القدس

الشهيدان حميد وابو جبر

"نستذكر رجلاً تمترس في الدفاع عن شعبه وأرضه ومقدساته، نستذكر رجلاً تحمل المسؤولية بكل ثبات وعزم، وواجه كل الصعوبات وقاد العمل الجهادي لسنوات رغم قلة الإمكانات"، بهذه الكلمات تحدّثت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عن القائد العام لجناحها العسكري سرايا القدس في قطاع غزّة الشهيد مقلد حميد الذي استشهد الى جانبه أيضاً القائد في منطقة الوسطى نبيل أو جبر. 

فمن هما القائدان حميد وأبو جبر؟

ولد القائد مقلد حميد عام 1967، في مخيم "جباليا" شمالي القطاع. وحصل على دبلوم صناعي في معهد تابع لوكالة الغوث، أمّا القائد نبيل أبو جبر فقد ولد عام 1975 في مخيم "النصيرات" وسط قطاع غزة.

مرحلة الانتفاضة الأولى

انتمى القائدان إلى صفوف حركة الجهاد الإسلامي منذ بداية انتفاضة الحجارة عام 1987. بدأ القائد حميد بالتدرج في مسؤوليات الحركة الى أن أصبح عضوًا قياديًا في اللجنة الإدارية للمنطقة الشمالية، وكان يوزّع جريدة "الاستقلال". ومع تأسيس الجهاز العسكري الأول للحركة عام 1992 (القوى الإسلامية المجاهدة – قسم) التحق القائد حميد به وكان من بين المجاهدين الذين تصدوا لجيش الاحتلال وآلياته التي كانت تقتحم مخيم "جباليا" الى جانب عمله في إشعال الفعاليات الشعبية للانتفاضة عبر توزيع المنشورات الجهادية المحرّضة على مواجهة الاحتلال.

أمّا القائد "أبو جبر" فقد بدأ عمله في المجموعات العسكرية للحركة وهو ابن 15 من العمر، واختير في العام 1991 ليكون أحد أعضاء الجهاز العسكري. وفي العام 1992 ومع تأسيس "قسم" تسلّم القائد "أبو جبر" قيادة الجهاز العسكري في المنطقة الوسطى، وشارك في عدّة عمليات من بينها الإشراف المباشر على العملية الاستشهادية في مستوطنة "كفار داروم" في 9 نيسان / أبريل عام 1995 والتي أدت الى مقتل 8 جنود للاحتلال وإصابة 40 آخرين. وشارك عام 1994 الى جانب القادة محمود الخواجة وأيمن الرزاينة وعمار الأعرج في فتح النيران على "جيب" عسكري للاحتلال ما أسفر عن مقتل 3 جنود قرب مستوطنة "ميراج". كل ذلك جعل من القائد "أبو جبر" هدفاً للاحتلال فبدأت رحلة مطاردة القائد التي استمرت 11 عاماً.  

مرحلة الانتفاضة الثانية

عمل القائدان في مرحلة انتفاضة الأقصى عام 2000 على تأسيس سرايا القدس (الجناح العسكري الحالي للحركة)، مشكلان أولى المجموعات، ومخططين للعديد من العمليات النوعية. فالشهيد "حميد" وأشرف على أولى عمليات سرايا القدس الاستشهادية في تشرين الأول/ أكتوبر 2000. كما أشرف على العملية المشتركة للسرايا وكتائب شهداء الأقصى (الجناح العسكري لحركة فتح) في كانون الأول/ ديسمبر 2003 على طريق مستوطنة "كيسوفيم"، وأدت إلى مقتل ثلاثة جنود للاحتلال وإصابة أربعة آخرين. بالإضافة الى إشرافه على العملية النوعية في بحر غزة ضد سفينة تابعة لسلاح البحرية في جيش الاحتلال في تشرين الثاني/ نوفمبر 2002. وقد نفذها استشهاديان، وأصيب فيها أربعة جنود بإصابات خطيرة. وخطّط القائد "حميّد" لعملية داخل مستوطنة "نتساريم" وسط قطاع غزة في 29 آذار / مارس آذار2002 والتي أدت لمقتل مستوطنين وجرح أربعة آخرين. وأشرف أيضاً على زرع العبوات على طريق مستوطنة "نتساريم" في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 2002، وأدت إلى مقتل ضابط للاحتلال وإصابة آخر.

بدوره أشرف القائد "أبو جبر" وخطط أيضاً للعديد من العمليات النوعية، منها اشتباكين مسلحين على طريق "كارني – نتساريم" مطلع الانتفاضة. وتجهيز سيارة مفخخة عام 2001 استهدفت حاجزاً لجيش الاحتلال في منطقة "الدهينة" (جنوب القطاع). وتابع العملية في مستوطنة "كفار داروم" في أيلول / سبتمبر من العام 2001، وحينها اقتحمت مجموعة من سرايا القدس ثكنة لجيش الاحتلال وقد أدت هذه العملية إلى إصابة 5 جنود.

جهّز القائد "أبو جبر" لعملية الرّد على اغتيال الاحتلال لقائد سرايا القدس في الضفة الغربية إياد صوالحة، فنصب كميناً لدورية راجلة في التاسع من شهر تشرين الثاني / نوفمبر من العام 2002 عند مستوطنة "نتساريم ما أسفر عن مقتل ضابط للاحتلال وإصابة عدد آخر فيما عاد المجاهدون بسلام. يعتبر الشهيد مسؤولاً عن تفجير جيب عسكري بمنطقة "جحر الديك" شرق البريج (وسط القطاع) في 15 نيسان / أبريل 2003. وشارك القائد أيضاً في إطلاق قذائف الهاون على آليات الاحتلال.

كانت آخر عملية أشرف عليها الشهيد هي العملية المشتركة التي نفذها الاستشهاديان أسعد العطي (من سرايا القدس) ومحمد مصطفى (من كتائب شهداء الأقصى)، وحينها كان على اتصال مباشر مع الاستشهادي العطي من خلال جهاز خاص أثناء المعركة ومحاصرة  للاحتلال للاستشهادي.

الاعتقالات

اعتقل الاحتلال القائد "حميد" في شباط/ فبراير 1994، فأمضى عاماً ونصف في السجون، أما في العام 1996، اعتقلت السلطة الفلسطينية لمدّة 6 شهور، ومرة ثانية عام 1997 لمدّة عام وشهرين. ونجا القائد "حميد" من محاولة اغتيال عام 2002. فيما اعتقل القائد "أبو جبر" على يد السلطة الفلسطينية 4 مرات لتصل سنوات اعتقاله الى 5 سنوات.

الشهادة

في 25 كانون الأول/ ديسمبر 2003 استهدفت طائرات الاحتلال سيارة كان يستقلها القائدان "حميد" وأبو جبر" شمال مدينة غزّة، فاستشهدا.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور