الثلاثاء 18 نيسان , 2023 03:26

تحليل خطاب: قادة اليمين الإسرائيلي يدعون لإزالة فلسطين

قائمة اليمين المتطرف في الانتخابات

لطالما وُجد يمين متطرّف وعنصري في تاريخ الحركة الصهيونيّة، لكن هذا التيار ظلّ لفترة طويلة أقليًّا، إذ كان اليمين القومي يراوح بين القرب منه والنأي بنفسه عنه، وفق الظروف. اللافت في الحكومة الإسرائيلية الحالية هو تحالف تيار اليمين المتطرّف مع اليمين القومي لتشكيل جبهة سياسيّة عُرفت بخطابها السياسي العنصري والمتشدّد.

عُرف رؤساء الأحزاب اليمينيّة في الكيان المؤقت بالخطاب السياسي العنصري والمتطرّف ضد فلسطين والشعب الفلسطيني، فهم لا يعترفون بوجود دولة فلسطين أو شعب فلسطيني، ويدعون علانيةّ لطرد الفلسطينيين إلى دول مجاورة، وتنفيذ تعاليم التوراة المتشدّدة في رؤية الدولة.

كان لفوز اليمين المتطرّف في الانتخابات دلالات عديدة ذات صلة بأيديولوجيا الكيان المؤقت، إذ رأى البعض أنه متّجه نحو صبغة واحدة وهي غلبة التطرّف الديني والسياسي، بعدما نال تحالف اليمين الأكثريّة في الكنيست. وقد عُرف اليمين المتطرّف بأن أيديولوجيتهم هي "إسرائيل الكبرى". ومصطلح "إسرائيل الكبرى" يعني أن أرض "إسرائيل" تشمل جميع الأراضي من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك الضفة الغربيّة. ويقول أصحاب تلك الأيديولوجيا "هذه أرضنا التوراتيّة، لدينا الحق في كل ما يوجد هنا".

وقد حصل تحالف نتنياهو على 67 مقعدًا في الكنيست المؤلف من 120 مقعدًا، خلال الانتخابات التي أجريت في 2 تشرين الأول/ نوفمبر 2022. نال حزب "الليكود" بقيادة نتنياهو على 32 مقعدًا، و"الصهيونية الدينية" برئاسة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير على 14 مقعدًا، وحزب "شاس" على 12 مقعدًا، وحزب "يهودوت هتوراه" على 9 مقاعد.

في المقابل، وفي المعسكر المعارض، حصل حزب "هناك مستقبل" برئاسة يائير لبيد على 23 مقعدًا، وحزب "المعسكر الرسمي" برئاسة وزير الحرب بيني غانتس على 12 مقعدًا، و"إسرائيل بيتنا" برئاسة وزير المالية أفيغدور ليبرمان على 5 مقاعد.

فيما حصلت القائمة العربية الموحّدة برئاسة منصور عباس على 5 مقاعد، وتحالف الجبهة الديمقراطية والقائمة العربية للتغيير برئاسة أيمن عودة وأحمد الطيبي على 4 مقاعد، وحزب "العمل" على 4 مقاعد.

وفي هذا الملف سنعرض خطابات لأبرز أعضاء التيار اليميني في الكيان المؤقت، والتي اتّسمت بالتطرّف ولاقت الكثير من الانتقادات الدوليّة.

بتسلئيل سيموتريتش

يرى "سموتريتش" أن الأساس في الخلاف بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو في وجود طموحَين قوميَّين متعارضَين في "الأرض المتنازع عليها"، ويُظهر هذا الواقع أنه لا يمكن الحفاظ عليهما معًا.

يجد أن "الشعب الفلسطيني" ليس سوى حركة مضادة للحركة الصهيونية، وأن هذا جوهرها. وأن استمرار وجود "تطلعَين قوميّين متعارضين في قطعة أرض صغيرة" سيضمن سنوات عديدة أخرى من الدماء، فقط عندما يتخلى أحد الطرفين عن تحقيق طموحه القومي سوف يتحقق السلام.

سيموتريتش يصرّ بشدّة على حق اليهود في "إقامة دولة مستقلّة"، في المقابل يجب على الفلسطينيين التخلّي كليًا عن هذا الهدف لصالح اليهود. "اليهود لن يتنازلوا عن طموحهم القومي في إقامة دولة مستقلة في هذه الأرض، الدولة اليهودية الوحيدة في العالم. لهذا السبب فإن من يجب أن يتخلى عن التطلّع إلى تحقيق هويته القومية هنا هو الجانب العربي".

ينكر سموتريتش وجود "شعب فلسطيني"، كما يعارض إقامة دولة فلسطينيّة، ويقول "ليس ثمة شيء اسمه شعب فلسطيني". لذلك يعتقد أنه يجب منح الشعب الفلسطيني ثلاث خيارات: إما المغادرة، إذ يقدّم بديلًا للفلسطينيين الذين سيجدون صعوبة في التخلّي عن تحقيق تطلّعاتهم القوميّة، بدفعهم للخروج من الأراضي المحتلّة إلى واحدة من الدول العربية المحيطة، أو السعي لمستقبل في أوروبا وأميركا الجنوبية أو دول أخرى، مقترِحًا تقديم تسهيلات كبيرة لكل من يرغب بالهجرة، بل حتى تقديم تحفيزات مادية واتفاقيات دولية مع دول تستقبل اللاجئين الفلسطينيين بأكبر التسهيلات الممكنة، أو قبول حكم دولة يهودية أو القتال والهزيمة.

يدعم سموتريتش هدم المسجد الأقصى المبارك لبناء الهيكل الثالث خلال السنوات المقبلة، كما يشجّع على ارتكاب أعمال إجرامية بحق الفلسطينيين، فقد سبق وأعلن أن باروخ غولدشتاين (منفذ مذبحة الحرم الإبراهيمي) "ليس ارهابيًا".

سموتريتش المسؤول عن إدارة الضفة الغربية المحتلة، سبق وأشعل فتيل موجة تنديد وإدانة بعد أن قال إنه "لا يوجد تاريخ أو ثقافة فلسطينية". وسُمع وهو يقول في مقطع مصوّر من كلمة ألقاها في مؤتمر في فرنسا وتم تداوله على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي "هل هناك تاريخ أو ثقافة فلسطينية؟ لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني".

يؤيّد سموتريتش ضم المناطق المتنازع عليها وإضفاء الشرعيّة على البؤر الاستيطانية التي أُنشئت على أراضٍ مملوكة لفلسطينيين لم توافق عليها الحكومة. كما سبق ودعا في العام 2016، إلى فصل الأمهات العربيات واليهود في المستشفيات الإسرائيلية، وقال: "من الطبيعي ألا ترغب زوجتي في الاستلقاء بجانب شخص أنجب للتو طفلاً قد يقتل طفلها بعد 20 عامًا أخرى".

قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إنه يجب "محو" قرية حوارة الفلسطينية التي تعرضت قبل أيام لهجمات المستوطنين وسط تنديد دولي. وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن سموتريتش كان يرد على سؤال عن سبب إعجابه بتغريدة لنائب رئيس مجلس المستوطنات شمالي الضفة الغربية دافيدي بن تسيون التي دعا فيها "لمحو حوارة اليوم".

يتطلّع سموتريتش إلى دولة يهودية دينية قائمة على الرؤية التوراتيّة، وعلى غرار تطبيق النظريات الرأسمالية والاشتراكية يدعو إلى تطبيق التوراة، ويقول: "جربوا الكثير من النظريات الاقتصادية، جربوا الرأسمالية والاشتراكية، ولكن بقي شيء واحد لم يجربوه، وهو النظرية الاقتصادية التي تسمى تطبيق التوراة. وإذا طبقنا التوراة سنحصل على خير اقتصادي وبركة كبيرة. هذه رؤيتي الاقتصادية". وفي موضع آخر قال: "نريد حقيبة العدالة لأننا نريد استعادة نظام عدالة التوراة".

لا تقف حدود رؤيته المستقبلية لدولة الكيان المؤقت عند حدود فلسطين إنما يمتد إلى سوريا والأردن: "مستقبل القدس هو التوسّع نحو الأردن حتى دمشق".

يحرّض على احتلال غزّة ونزع سلاح فصائل المقاومة الفلسطينية، وتهجير أهلها. ويقول: "أنا سأحتل غزة مجددًا، وسأنزع سلاح جميع القوات المسلّحة هناك، وسأقوم بفتح أبوابها أمام الهجرة الجماعية، ويمكن أن يكون هذا بالتأكيد تحركًا إقليميًا مع دول أخرى ويعمل مع أوروبا".

يدعو إلى إنهاء حركة "المنظمات الحقوقية" في الكيان المؤقت إذ يجدها "تمثّل خطرّا وجوديّا على إسرائيل"، وفي ذلك الدفع نحو ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات بحق الفلسطينيين دون حسيب.

يمثّل "بتسلئيل سموتريتش"، زعيم حزب "الصهيونية الدينية" بمطالبته العلنية بترحيل الفلسطينيين واستعمال العنف ضدهم، وجه الكيان المؤقت الحقيقي. ويجسّد سموتريتش صوت المستوطنين والمدافع بشراسة عنهم وعن مصالحهم في توسيع الاستيطان والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية. وسيكون موقعه في الحكومة الإسرائيلية الحالية عبئًا ثقيلًا على استقرار الضفة الغربي. ذلك أنه وفي حال استطاع تنفيذ سياساته، ستزيد حالات القتل ضد الفلسطينيين أينما وجدوا، وستزداد حالات الطرد القانوني الرسمي، وسحب الجنسيات والهويات، وتصاريح العمل، والقمع والاعتقالات العبثية لفلسطينيي الداخل المحتل عام 48، وستتزايد عمليات اقتحام المسجد الأقصى، والعقوبات الجماعية، وحماية المستوطنين وتسليحهم، وتشجيعهم على تكثيف اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين في كل مكان.

إيتمار بن غفير

جسّد إيتمار بن غفير بعد وصوله إلى منصب وزير الأمن القومي، ظاهرة حلّت محل حركة "كاهانا" – كاخ، ذلك أنه تبنّى أفكارها ومشاريعها التي تحضّ على العنف والعنصريّة المفرطة في الكيان المؤقت، كما أنه ينطق بخطاب الحركة، ويدعو إلى تطبيق ونشر رؤيتها. فرغم أن الكاهانيّة لم تعد موجودة بشكلها القديم، لكن لا يزال لديها تأثير أيديولوجي عميق على "المجتمع الإسرائيلي".

من أبرز مشاريع ايتمار بن غفير، مقترح قانون إعدام منفّذي العمليّات الفلسطينيين الذي طرحه بالفعل أمام الكنيست. آنذاك، قال ايتمار بن غفير في حديث لصحيفة "يسرائيل هيوم": "عقوبة الإعدام للإرهابيين هي الأمر الأخلاقي والمنطقي والمطلوب الآن. لا يوجد سبب في العالم لأن يواصل حثالة البشر الذين يقتلون العائلات ويقتلعون حياتهم رؤية النور، أو يتم إطلاق سراحهم في صفقات لتحرير الإرهابيين. لن تقلل هذه العقوبة من الدافع وراء تنفيذ هجمات إرهابية فحسب، بل ستمنع أيضا الأحلام بصفقات الخطف".

يعرب إيتمار بن غفير عن اعتقاده بأن الحل الأنسب للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة هو إعادتهم للوضع الذي كانوا عليه قبل اتفاق أوسلو، بدون سلطة تمثلهم أو تدير شؤونهم، والاعتراف بأن هذه الأرض هي أرض دولة إسرائيل اليهودية، وإلا فإن عليهم أن يرحلوا.

يدعو بن غفير إلى حظر الزواج المختلط بين اليهود و"الأغيار"، أي غير اليهود. وإلى تجريد العرب من الجنسية الإسرائيليّة. وطرد أعداد كبيرة منهم كلّما أمكن ذلك. بل ووعد المتطرّف الصهيوني بإنشاء وزارة لتشجيع هجرة المواطنين الفلسطينيين "الأعداء" من الكيان المؤقت.

يُعارض بن غفير، مثل معظم اليمين الإسرائيلي، إنشاء دولة فلسطينيّة مستقلّة. كما تعهّد أيضًا بتفكيك السّلطة الفلسطينيّة، مع الرفض المطلق لفكرة الحكم الذاتي للفلسطينيين.

استفاد بن غفير من إحباط التيار الديني المتطرّف من الأزمة السياسية الإسرائيليّة، التي أحدثت فراغًا في اليمين بعد انهيار حزب "يمينا" بزعامة نفتالي بينيت. وركّز خطابه على مواجهة ما يُسمى بـ"العنف العربي"، فكسب في صفِّه غالبية الشارع المتدين.

شهد السّياسي المتطرّف غالبيّة التوترات مع الفلسطينيين، وأشهرها حملة تهجير سكان حي الشيخ جراح في القدس المحتلة. وفي القدس أيضًا دعا بن غفير جنود الاحتلال إلى استخدام الذخيرة الحية مُلوِّحا بمسدسه.

يرفض إيتمار الاعتراف بفلسطين، كما يرفض تمثيلهم بأي شكل من أشكال السلطة، ووفي حديث صحافي قُبيل الانتخابات، قال إيتمار بن غفير: "لا يوجد شيءٌ اسمه دولة فلسطين. ولا سلطة حكم ذاتي"، مؤكدًا أنه يرفض أن يكون للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة أي سلطة تمثله، كما يرفض إلحاقهم بـ"دولة إسرائيل" والسماح لهم بالتصويت في الكنيست.

يشارك بن غفير في برامج تلفزيونية شهيرة، تلقى متابعة واسعة من قبل الإسرائيليين، يستخدم فيها خطابًا عدائيًا وعنيفًا، ويقول: "نحن (اليهود) الأقوى والأحسن وسنقمع العرب". وقد استطاع، بعد ثلاث محاولات فاشلة، من الفوز في الانتخابيات البرلمانية التي جرت بداية شهر آذار من العام 2021 إثر ترؤسه لتحالف يضم أحزابًا صهيونية ودينية، وفوزه كان بمثابة رسالة واضحة مفادها أن التعايش بين اليهود والعرب قد انتهى، إذ أن وجوده في البرلمان الإسرائيلي عزز فكرة العنف الذي تمارسه مجموعات يهودية صغيرة وعنصرية على الفلسطينيين ومبدأ الإفلات من العقاب، وقد صرح بالقول "يجب إزالة أعداء "إسرائيل" من أرضنا"، في إشارة للفلسطينيين عامة.

وسبق أن نظم بن غفير مسيرات في الداخل الفلسطيني، أبرزها اقتحامات لمدن كفر قاسم والناصرة وأم الفحم ووادي عارة، دعا خلالها إلى تهجير "عرب 48"، واعتبرهم "قنبلة موقوتة"، تشكل خطرًا على "يهودية إسرائيل". ويغذّي شعبيته، بأوساط تيار معسكر اليمين والمستوطنين، عبر المسيرات الاستفزازية، والدعوات إلى طردهم مما يسميها "أرض إسرائيل"، فهو عرّاب التحريض الدموي ضد الفلسطينيين، والذي تسبب بتضاعف اعتداءات المستوطنين. وكانت قد حذّرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من أن يقود إرهاب المستوطنين المتنامي، إلى تفجير الأوضاع بالضفة الغربية، وخاصة في المناطق المحاطة بالمستوطنات.

كان بن غفير من أوائل المعلقين الإسرائيليّين دفاعًا عن جريمة قتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، إذ قال: "عندما يطلق الإرهابيون النار على جنودنا في جنين، عليهم أن يردوا بإطلاق النار بكامل قوتهم حتى لو كان هناك صحفيون من قناة الجزيرة يقفون عمدًا في منتصف المعركة ويزعجون الجنود. وبحسب التقارير، فقد أصيبت بنيران الإرهابيين، لكننا على أي حال نقدّم الدعم كاملًا لجنود جيش الدفاع الأبطال".

عندما قتل مستوطن، الشهيد حمدي النعسان من بلدة المغير قضاء رام الله، قال ايتمار بن غفير: "يجب العثور على مطلقي النار على الفلسطيني حمدي النعسان من أجل منحهم وسامًا". كما أعرب عن دعمه لجنود كتيبة "نيتسح يهودا" بعد نشر فيديو يوثق تنكيلهم بفلسطيني قرب رام الله، إذ كتب على تويتر: "يجب دعم مقاتلي نيتسح يهودا، أبطالنا. اليوم أكثر من أي وقت مضى نفهم لماذا نحتاج إلى قانون حصانة للجنود ورجال الشرطة. يجب أن لا نتخلى عن من يدافعون عنا".

آرييه درعي

يزعم حزب شاس الديني الذي يترأسه الحاخام آرييه درعي، بأن أرض فلسطين كلها تابعة لـ"شعب إسرائيل"، ويعارض فكرة قيام دولة فلسطينية مستقلة "لأنه سيشكل خطرًا على أمن إسرائيل ووجودها".

يتبنى الحزب مواقف عنصريّة تجاه الآخر بصفة عامة، والعربي بصفة خاصة، ففي عام 1988 أصدر كتيّبا تضمن ترانيم وأناشيد وشعرًا دينيًا، جاء فيه:

"يوم نور لإسرائيل يوم ملعون لإسماعيل، يوم مبارك لإسرائيل يوم اضطراب لإسماعيل، يوم خلاص لإسرائيل يوم شتات لإسماعيل، يوم خير لإسرائيل يوم شر لإسماعيل، يوم سلام لإسماعيل يوم كارثة لإسرائيل، يوم نصر لإسماعيل يوم هزيمة لإسرائيل"، مع الإشارة إلى أن "إسرائيل" تمثل لحزب شاس اليهود، وبينما إسماعيل يمثل العرب.

كما دعا حزبه إلى تدمير البنى التحتيّة في قطاع غزة وإعادته للقرون الوسطى، وخاصّة شبكات المياه والكهرباء والطرق والمواصلات والاتصالات، وذلك خلال عدوان العام 2012.

وفي وقت لاحق، دعا إلى سحب الجنسية من فلسطينيي الداخل، وهو من أكثر المتحمسين لموضوع "الخطر الديموغرافي"، ويحاول استغلال الأوضاع للتمادي في قضية الهوية والجنسية، مستغلًا المشاعر العنصرية ضد العرب لتبرير عمليات "الاحتلال".

علّق على التطبيع الإماراتي البحريني بالقول: "يجب أن يزور حكام العرب بلادنا لخدمة اليهود، ولا يجدر بنا أن نستقبلهم كشركائنا". وأضاف: "لا يمكن تحقيق سلام استراتيجي بين اليهود والمسلمين؛ لأن العرب هم دوابّ موسى، ويجب علينا فقط ركوبهم للوصول إلى الوجهة النهائية، فشراء سرج جديد وعلف جيد للدابة من واجب صاحبها، ولكن يجب أن ينظر صاحبها إليها كوسيلة للركوب فحسب، مكان الدابة في الإسطبل، ولا أحد يذهب بها إلى غرفة استقبال بيته".

وتابع "إن المسلمين سيبقون أعداء لليهود ما دام القرآن كتابهم، والعرب هم أبناء هاجر أمة إبراهيم لذلك يجب أن يكونوا عبادا لليهود، اليهود هم شعب الله المختار، الحامل للرسالة، وليس لغيره الحق في ذلك، وكل من يدعي ذلك يستحق العذاب".

مع تشكيل الحكومة الجديدة، وفوز حزب شاس، سارع درعي لتعديل "قانون أساس: الحكومة"، إذ لا يمكن العمل بـ"وصمة العار" وتنفيذها بحق مسؤول ومنتخب جمهور محكوم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ.

ويهدف "قانون درعي" إلى تمكين رئيس حزب "شاس" من أن يتولى منصب وزير. إذ القانون "الإسرائيلي" لا يسمح للأشخاص الذين صدرت بحقهم أحكام بالسجن للعمل كوزراء في الحكومة. وينص التعديل الجديد على أنه إذا تلقى شخص حُكمًا مع وقف التنفيذ ولم يقضِ فعليًا فترة في السجن، كما كان الحال بالنسبة لدرعي، فلا يزال بإمكانه أن يصبح وزيرًا. وبالتالي منح درعي، الذي أدين بجرائم ضريبية في بداية العام وحكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ، منصب وزير للصحة والداخلية، وبالتناوب في المستقبل، في غضون عامين، منصب وزير المالية الذي سيتولاه رئيس حزب "الصهيونية الدينية"، بتسلئيل سموترتيش.

إلا أن اصوات كثيرة في الداخل الإسرائيلي علت اعتراضًا على منح درعي حقائب وزارية، وتم تقديم التماس لدى المحكمة العليا لإلغاء تعديل القانون. وكان قد نعت الرئيس السابق للكنيست الصهيوني، ميكي ليفي، من حزب يش عاتيد، بكلمة فاسد، القانون الجديد الذي يتيح لأرييه درعي أن يتولى منصبًا وزاريًا رغم أنه أدين بالفساد السلطوية بعد ارتكابه جرائم ضريبية. وقال إن دل هذا القانون على شيء، فإنما يدل على ضعف رئيس الوزراء القادم نتنياهو. موضحًا أن درعي هدد نتنياهو بإفشال تشكيل الحكومة إذا لم يتم سن القانون قبل أن تؤدي الحكومة تصريح الولاء في الكنيست.

بنيامين نتنياهو

أطلق نتنياهو برنامجًا انتخابيًا يعكس التحريض والعنصرية ضد العرب، ويحرّض على إثارة الكراهيّة تجاههم، وعودته للحكم أكدت أن المجتمع الإسرائيلي بدأ يتماهى مع أكثر الأطروحات الدينية والفاشية تعصبًا.

أطلق حزب الليكود دعاية عنصرية تحت شعار «لا مواطنة بلا ولاء»، وهو شعار استخدمه رئيس حزب «يسرائيل بيتينو»، أفيغدور ليبرمان، في دعاية انتخابية سابقة، لكن الليكود استخدمها بشراسة أكبر. حملة الليكود الانتخابية، شملت مجموعة قوانين يعتزم التعهد بتشريعها بينها: طرد عائلات مواطنين نفذوا عمليات؛ وسجن من يرفع العلم الفلسطيني أو من يحرق العلم الإسرائيلي (علماً بأن الحريديين عادة يحرقونه)؛ وسلب حق المواطنة من متظاهرين أثناء الحرب؛ وقوانين أخرى.

بحسب موقع «زمان يسرائيل» الإخباري، هدف الحملة هو كبت التململ المتنامي داخل الليكود بسبب عدم تنحي نتنياهو رغم محاكمته بتهم فساد خطيرة، وبقائه زعيماً للحزب، وهؤلاء جمهور الحزب، وأن وجود نتنياهو في القيادة هو الذي يمنع عودة الليكود إلى الحكم.

فيما كُشف تسريب، لعضوي الكنيست عن الليكود، ميكي زوهار وأوفير كاتس. ونقل عن زوهار قوله، إن «العرب يستولون على الدولة. نرى ذلك يومياً. إنهم ينكلون باليهود ويفعلون ما يشاءون. وهذا سيكون الموضوع الساخن في الانتخابات والجمهور سيكون معنا». وخلص الموقع إلى أن الليكود يخشى من تصاعد قوة حلفائه من اليمين المتطرف، خصوصاً تكتل «الصهيونية الدينية» بقيادة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير. ويسعى للظهور أكثر شراسة منه.

يصر نتنياهو على أن القدس كاملة من حق دولة الاحتلال، ووفقًا للإذاعة الإسرائيلية فإن نتنياهو قال خلال زيارته لمستوطنة جيلو غربي القدس: "القدس الموحدة ستبقى عاصمة إسرائيل للأبد".

وأوضح نتنياهو، وفقًا لما نقلته الإذاعة، أنه "جاء ليعبر عن سياسة حكومة اسرائيل الواضحة: القدس الموحدة عاصمة إسرائيل إلى الأبد.. لنا الحق الكامل للبناء في القدس، نحن نبني فيها وسوف نواصل القيام بذلك".

يدعو نتنيتاهو إلى مواصلىة بناء المستوطنات في القدس: "سنواصل البناء في القدس وفي كل أحيائها".

وفي معركة سيف القدس عام 2021، وصف نتنياهو الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بـ"التنظيمات الإرهابيّة"، وقال إنها "تجاوزت الخط الأحمر". وأضاف "سنرد بقوة، وقد تستغرق المواجهة بعض الوقت".

ياريف ليفين

يحمل ليفين وجهات نظر متشدّدة فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني. إنه يعارض إقامة دولة فلسطينية، ويؤمن بحق اليهود في البقاء في جميع أنحاء أرض "إسرائيل".

غالبًا ما ينتقد ليفين نظام المحاكم في الكيان، ويدّعي أن نخبة صغيرة استولت على النظام وتحاول استخدامه لتحديد القيم التي يعيشها الكيان.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور