الخميس 06 شباط , 2025 03:35

معهد الأمن القومي: تغيير النظام الإيراني بقلب ميزان القوى الداخلي

النظام الإيراني

ليس خفياً أن القوى الغربية على رأسها الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي، تهدف إلى تغيير النظام الإيراني بشتّى الوسائل الممكنة، لكن ما هو السبيل الأنجع لإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية؟ وهل النظام الجديد سيكون أقل سوءً؟ وكيف تتفاعل العقوبات الاقتصادية والجهود الرامية لتثبيط البرنامج النووي الإيراني مع هدف إسقاط النظام؟

نقدم إليكم دراسة مفصّلة ترجمها موقع الخنادق، من إصدار معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، عن مسألة تغيير النظام الإيراني التي يسعى الكيان ومن خلفه الولايات المتحدة الأميركية إلى بلوغه. يمكنكم تحميلها كاملاً أسفل الخاتمة أدناه.

تستنتج الدراسة بأن تغيير النظام في إيران لن يكون ممكناً "إلا بتغيير ميزان القوى بين أولئك الذين يدعون إلى التغيير الثوري في الوضع السياسي الراهن وأولئك الذين يصرون على الحفاظ عليه بأي ثمن. وقد تؤدي هذه العملية إلى تآكل النظام تدريجياً حتى انهياره في نهاية المطاف، مع فقدان الدوائر المحيطة به الثقة في حيويته وقدرته على استخدام القمع بشكل فعّال لضمان بقائه على مر الزمن. وقد يتحقق التحول في ميزان القوى من خلال تقويض تماسك مؤسسات النظام والنخبة الأمنية والعسكرية التي تدعمه، أو من خلال تعزيز حركة الاحتجاج من حيث الكم (زيادة عدد المتظاهرين) والنوع (إنشاء تحالف واسع بين القطاعات). وعلى هذا فإن أي مسار عمل يهدف إلى تعزيز تغيير النظام ينبغي تقييمه بشكل واقعي من حيث مدى تعزيزه أو إضعافه لأولئك الذين يسعون إلى التغيير وأولئك الذين يعارضونه".

وتشير الدراسة بأن "الولايات المتحدة فشلت في تحقيق النتائج المرجوة في الغالبية العظمى من الحالات التي روجت فيها لتغيير النظام، فإن التجربة التاريخية تثبت أن القوى المحلية وحدها قادرة على تحقيق تغيير فعال في النظام، في حين أن التدخل الأجنبي يميل عموماً إلى تحقيق نتائج غير مرغوب فيها".

خاتمة الدراسة

على مر السنين، تنبأت تقييمات مختلفة في إسرائيل والغرب بانهيار النظام الإيراني الوشيك. وقد انتشرت مثل هذه التوقعات في السنوات الأخيرة وسط تزايد الضغوط على الجمهورية الإسلامية وظهور المزيد من الاضطرابات العامة بشكل متكرر. كما أعلنت جماعات المعارضة المنفية عن زوال النظام الإيراني الوشيك. إن الإطاحة بالنظام الإسلامي هدف مرغوب فيه ليس فقط بالنسبة لدولة إسرائيل والمنطقة والغرب، ولكن الأهم من ذلك بالنسبة لمواطني إيران. ومع ذلك، فإن هذا يعتمد إلى حد كبير على عوامل خارجة عن سيطرة إسرائيل وعلى محفز محتمل لا يزال غير مؤكد من حيث التوقيت والاحتمال.

إن التحديات الداخلية المتنامية التي تواجه النظام الإيراني قد تقدم فرصاً جديدة للغرب، بما في ذلك إسرائيل، لتعزيز التغيير السياسي في إيران. ففي عام 2009، امتنعت إدارة أوباما عن تقديم الدعم العملي للاحتجاجات، ويرجع هذا جزئياً إلى الخوف من وصم المعارضة الإصلاحية بأنها متعاونة مع الولايات المتحدة. ولكن من المشكوك فيه ما إذا كان مثل هذا التدخل الأميركي قد يؤدي إلى نتائج مختلفة، نظراً لأن حركة الاحتجاج وزعمائها في ذلك الوقت لم يستهدفوا ثورة سياسية كاملة النطاق. وهذا يتناقض مع موجات الاحتجاجات الأخيرة، التي سعت إلى حد كبير إلى تقويض النظام السياسي القائم. ومع ذلك، فمن غير الواضح ما إذا كان التدخل الغربي النشط في الوقت الحاضر قادراً على تحويل ميزان القوى لصالح معارضة النظام. ويبدو أن احتمالات التغيير السياسي الشامل في إيران تعتمد بشكل أساسي على التطورات داخل إيران نفسها، والتي لا يتمتع الغرب إلا بقدر محدود من النفوذ عليها. وفي أقصى تقدير، يستطيع الغرب أن يواصل جهوده لتعزيز المبادرات التي توفر للمواطنين الإيرانيين حرية الاتصال والوصول إلى المعلومات، والتعبير علناً عن التضامن مع المتظاهرين لتعزيز معنوياتهم، والاستعداد بطرق مختلفة لليوم الذي يخرج فيه الملايين من المواطنين الإيرانيين إلى الشوارع ويطلبون كل المساعدة الممكنة.

ومن المهم التأكيد على أن هذا لا يعني تبني موقف سلبي أو دفاعي يركز فقط على ردع إيران مع تجنب التدابير الاستباقية لتقويض استقرار النظام الإيراني بمرور الوقت. ويتعين على إسرائيل أن تصوغ استراتيجية محدثة تجاه إيران تعكس الواقع الإقليمي المتغير مع الاستفادة من الفرص الجديدة التي ظهرت في الأشهر الأخيرة. وقد تشمل هذه الاستراتيجية سلسلة من التدابير السرية والعلنية لتأخير وتقويض ومواجهة قدرة إيران على تشكيل تهديدات متعددة للأمن القومي الإسرائيلي. ومع ذلك، من الأفضل لإسرائيل أن تقيّم بشكل نقدي مسارات العمل المتاحة لها وتبني تلك التي تتمتع باحتمالات أعلى للنجاح وأقل مخاطر. وبالإضافة إلى ذلك، يتعين على إسرائيل أن تعطي الأولوية لأهدافها في إطار حملتها الشاملة ضد إيران لضمان أن تخدم التدابير التي تستخدمها أهدافها النهائية، حتى لو كانت أقل طموحاً من هدف الإطاحة بالنظام. وفي كل الأحوال، يتعين على إسرائيل أن تمتنع عن تعليق الآمال الكاذبة على تغيير النظام في إيران. وحتى لو لم تنجح إسرائيل حتى الآن في التعامل بشكل مرضٍ مع بعض التهديدات التي تشكلها إيران ــ وأهمها عملية التسلح النووي المستمرة والمتسارعة ــ فإن تغيير النظام لا ينبغي أن يُنظر إليه باعتباره الحل النهائي لهذه التهديدات.

لتحميل الدراسة من هنا


المصدر: معهد دراسات الأمن القومي

الكاتب: Raz Zimmt




روزنامة المحور