الخميس 10 تموز , 2025 03:39

ميزان الردع الإقليمي بعد الحرب: إيران تصوغ معادلات المنطقة

قائد الثورة الإسلامية والشعب الإيراني والدمار في إسرائيل

يجمع تقييم نتائج الحرب بين الكيان المؤقت وإيران بين مختلف مراكز الدراسات والصحف على مقاربة فشل الحرب ونجاحها بمعايير الأهداف السياسية والاستراتيجية، وطال الجدل حجم الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني أي بفعالية الضربة الأميركية، بل الحملة العسكرية الأميركية-الصهيونية لاستهداف إيران عسكريًا بصورة مباشرة. وعلى الرغم من استقرار خروج الكيان المؤقت من هذه الحرب منهزماً في تعليقات غربية، إلا أن ترميم الصورة الأميركية والإسرائيلية كان بنكهة عربية في سياق إحياء التطبيع مع حملة إعلامية صهيونية سعت إلى تضليل الأهداف، والترويج إلى أن الكيان لم يضع إسقاط النظام هدفًا للعملية مع العلم أن المؤشرات كلها تفيد وجود الهدف الأوسع للعملية العسكرية (طبيعة الأهداف؛ اسم العملية؛ دعوة نتنياهو الشعب الإيراني للثورة ضد الحكومة؛ التلويح باغتيال قائد الثورة الإسلامية).

 تضررت إسرائيل استراتيجيًّا رغم النجاحات التكتيكية، وخسرت أهدافها ورهانها على إضعاف إيران، وإسقاط النظام، وتفكيك البرنامج النووي الإيراني. تضاربت الآراء وتناقضت حول فعالية الضربة، حتى قبل تسريب التقرير الاستخباراتي الأميركي الأولي. وكشف استطلاع رأي يديعوت احرنوت أن   16%فقط من الإسرائيليين يعتقدون أن إسرائيل ربحت الحرب مع إيران، 50 % قالوا ان إسرائيل لم تنتصر في هذه الحرب، و30% رأوا ان إسرائيل حققت بعض الأهداف. الحرب أثبتت قدرة إيران على الردّع والرد المتوازن، وكشفت هشاشة الأمن الإسرائيلي.. وقد جاءت العديد من شهادات المحللين "الإسرائيليين" في هذا السياق، ومنهم الكاتب "ألون مرزاحي" بقوله: "لقد فازوا [الإيرانيين] بالفعل في هذه الجولة فوزًا ساحقًا. إيران باتت تتبنّى نهج "الغموض النووي"، ما يفاقم التهديد مستقبلًا. ما هو تأثير الحرب على إيران على التوازن الإقليمي؟ أي عناصر مؤثرة لدى الجانب الإيراني كشفت موازين الثقل وغيرت اتجاهاته؟ كيف انعكس الرد الإيراني على قوى المقاومة وأي تداعيات فرض على مستقبل المنطقة بلحاظ تأثير الاستجابة الإيرانية على النفوذ الأميركي؟ هذه الأسئلة بعض من أسئلة مشروعة في فهم حقيقة القوة التأثيرية للإنجازات الإيرانية على ميزان التوازن الإقليمي. نحاول الإجابة عليها في الدراسة المرفقة أسفل الملخص أدناه.

خلاصة

تركت الحرب على إيران تأثيرات على ميزان القوى الإقليمي، إذ أحدث الرد الإيراني تحوّلات فارقة في مسار الصراع في المنطقة ضد قوى الممانعة. ساهمت مجموعة من العوامل الإيرانية الداخلية في صناعة النصر الإيراني وتغيير الصورة الإقليمية لوجه الصراع، تُختزل بعامل التحوّل السياسي داخل إيران والموقف الشعبي والقومية الوطنية وبعامل القدرات العسكرية والصناعات الإيرانية واختراق منظومات الدفاع الأميركية والإسرائيلية. كشفت عملية "الوعد الصادق 3" ثغرات استراتيجية أميركية و"إسرائيلية"؛ فالكيان المؤقت يزداد اعتمادًا على واشنطن ويزداد استهلاكًا لحفظ بقائه، ويرفع نسبة الأعباء المكلفة عليها، بينما تتشتت الأولويات الأميركية وتنحرف البوصلة عن التهديدات الجيوسياسية الأكبر. بينما واشنطن تتجنب الحرب الموسّعة يستدرجها الكيان أكثر مع تراجع صورته وأدائه الوظيفي. وهي نتائج استراتيجية لها حساباتها النوعية في دراسة الجولات الجديدة لأي حرب مستقبلية. أما التأثيرات المباشرة للحرب في التوازن الإقليمي فتتمحور حول قوة الردع الإيراني، وترميم توزان قوى المقاومة واستعادة إيران لدورها الإقليمي الفاعل وفرض نفوذها في رسم خارطة الحرب الإقليمية وصناعة المعادلات الجديدة.

لتحميل الدراسة من هنا





روزنامة المحور