أثار الحضور العلني لقائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي، في مراسم إحياء ليلة عاشوراء الإمام الحسين (ع) التي عقدت في حسينية الإمام الخميني بطهران، افتخار الكثيرين من أبناء الجمهورية الإسلامية وأنصار محور المقاومة في المنطقة. فهذه المشاركة العلنية كانت رسالة تحدٍ قوية الدلالات لأمريكا وإسرائيل، اللتان من المرجح أنهما حاولتا استهدافه الساعات الأولى من العدوان الأخير لكنهما فشلتا في ذلك، وبذلك فشل أهم هدف للعدوان وهو إسقاط النظام الإسلامي. ولاقت المشاركة العلنية تأييد الكثير من المواطنين والشخصيات والمسؤولين في البلاد، من كافة الاتجاهات الذين عبّروا عن افتخارهم بذلك على وسائل التواصل الاجتماعي.
حتى أن موجة التعاطف والتأييد للإمام الخامنئي، لاقت اهتمام الكثير من الناشطين في دول عربية وإسلامية، كونه يمثّل بالنسبة لهم الشخصية القيادية الوحيدة التي تواجه الاستكبار الأمريكي والغطرسة الإسرائيلية، وهو ما ظهر بازدياد انتاج مقاطع الفيديو والمواد التعريفية حول الامام الخامنئي وشخصيته وسيرته.
الإمام الخامنئي هو الذي قاد معركة الدفاع بنفسه
وكشف مسؤول أمني إيراني رفيع المستوى للخنادق، أن الإمام السيد علي الخامنئي الذي يشغل منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية، هو الذي أدار معركة الدفاع وصد العدوان بنفسه، عبر توجيهاته المباشرة للقادة العسكريين من خلال معاونيه وغرف القيادة والسيطرة التابعة له مباشرة. وكان لقراراته وتعييناته في أول ساعات المعركة، دورها الأساسي والمهم، في منع حصول تداعيات لاستشهاد القادة الفريق محمد باقري والفريق حسين سلامي والفريق غلام علي رشيد واللواء أمير علي حاجي زادة وغيرهم، بحيث تم ملئ المسؤوليات الشاغرة بسرعة لافتة، واستعادت إيران المبادرة العسكرية، فقامت قواتها بتنفيذ الجولة الأولى من عملية الوعد الصادق 3، بـ 200 صاروخ استهدف منطقة تل أبيب، ولتكرّ سبحة هذه الجولات الصاروخية، لتفرض على مستوطني الكيان المؤقت اللجوء الى الملاجئ، وليتعرض الكيان لدمار كبير غير مسبوق في كل تاريخه، ولتستنزف قدراته الاعتراضية الصاروخية بشكل كبير، ما دفع بالاحتلال الى الإعلان سريعاً عن عدم رغبته بمواجهة ذات مدى زمني طويل.
فإذاً هذه القيادة العسكرية المباشرة لقائد الثورة الإسلامية، كانت السبب الرئيسي في توحّد إيران عسكرياً وشعبياً وسياسياً لصدّ العدوان، وإبطال كل الأهداف الإسرائيلية والأمريكية.
اللواء صفوي يؤكد: لم نستخدم كل قدراتنا
وبالرغم من استخدام إيران لأكثر من 600 صاروخ وعشرات الطائرات المسيرة، إلا أنها احتفظت بالكثير من أوراق القوة العسكرية كماً ونوعاً.
وهذا ما أكد عليه اللواء السيد يحيى صفوي، المستشار الأعلى لقائد الثورة الإسلامية ورئيس مركز أبحاث علوم ومعارف الدفاع المقدس الشهيد الحاج قاسم سليماني، الذي صرّح بأن القوات المسلحة الإيرانية على أتمّ الجاهزية لمواجهة كافة مخططات الأعداء، مشيراً إلى أن الكيان الصهيوني يدرك تماماً أن إيران لم تُدخل بعد كامل قدراتها العسكرية إلى الميدان. مضيفاً بأن الحرب كانت تستهدف فرض الإرادة السياسية، وأن نتنياهو الشرير قَتَل فقط في غزة نحو 60 ألف شخص، وفي إيران خلال الهجمات الأخيرة استشهد 935 مدنياً، عدا القادة والعلماء"، إلا أن جميع أهدافه باءت بالفشل: لم يتم إسقاط النظام في إيران، لم تُجزَّأ البلاد، ولم يتفرق الشعب.
وأشار اللواء صفوي إلى أن إيران ردّت بقوة، حيث تم إطلاق مئات الصواريخ على الأراضي المحتلة، بعضها مزوّد بأكثر من 80 رأساً حربيًا، وتغطي مساحة 40 كيلومتراً. مشدّداً على أن الكيان لم يشهد هجوماً مماثلاً خلال تاريخه، وأن أضراراً جسيمة لحقت به، وإن كان يُخفيها عن الإعلام.
وأشاد اللواء صفوي بالقيادة في الجمهورية الإسلامية واصفاً إياها بأنها تتحلى بالحكمة والشجاعة، ومشيراً إلى أنه تم تعيين قادة جدد بسرعة بعد استشهاد القادة السابقين، كما شُنّت ضربات على قواعد إسرائيلية وأميركية مثل "العديد" في قطر.
وفي الختام، أكّد اللواء صفوي بأن القوات المسلحة الإيرانية تمتلك آلاف الصواريخ والطائرات المسيّرة، وأن مواقعها آمنة، مضيفاً أن الطاقة النووية السلمية والصناعات الصاروخية نابعة من العلم والفكر الإيراني المحلي، لذلك لا يمكن للعدو القضاء عليها.
الكاتب: غرفة التحرير