تشكل معركة أولي البأس 2024 محطة مفصلية في تاريخ حزب الله وتجربته المقاومة، إذ أظهرت قدرته على استيعاب الصدمة وإعادة ترميم بنيته الميدانية والسياسية بسرعة لافتة. ولا تقتصر أهمية هذه التجربة على بعدها العسكري فحسب، بل تمتد لتكشف عن نموذج متكامل في إدارة الأزمات وبناء مجتمع مقاوم قادر على تحويل الحرب غير المتكافئة إلى مدرسة استراتيجية جديرة بالبحث الأكاديمي.
ويضم هذا الكتاب مجموعة من الإصدارات التي تتناول كيفية استيعاب حزب الله للصدمة خلال الحرب وآليات إعادة ترميمه.
ويرى الكتاب أن هذه الصدمات المتكررة شكّلت تحديًا وجوديًا للمجتمع المقاوم، لكنها أظهرت في المقابل قدرته على التعافي التدريجي من خلال مراحل الحداد، الصبر، والإصرار على الاستمرار.
ويشرح الكتاب أن الحداد النفسي يمر بمراحل: الإنكار، الغضب، المساومة، الاكتئاب، والقبول، لكن المقاومة تجاوزتها عبر تمسكها بالقيم الإيمانية والسياسية، ورفضها الخضوع للعدو. وتبرز علامات التعافي في البيئة المقاومة عبر استمرار الصمود، إطلاق الصواريخ، الثبات في الميدان، والتخطيط للمستقبل رغم الخسائر.
كما يبين أن الدعم المادي ضروري لإعادة البناء، وأن التعافي لا يقتصر على البعد النفسي بل يشمل الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية. وتؤكد على دور الإعلام والتعبئة الثقافية في مواجهة محاولات العدو لتشويه الذاكرة الجماعية وشيطنة المقاومة.
وفي جانب آخر، يتعرّض الكتاب للتحديات الجديدة التي تواجه المجتمع المقاوم بعد الحرب، مثل أزمة الهوية، فقدان الاستقرار والأمان الوظيفي، غياب الرمز القائد، مسألة الاستمرارية، والمقبولية لدى الآخر. ويشدد على أن النمو بعد الصدمة ممكن عبر تعزيز الهوية، الإيمان، والاعتماد على منظومة ولاية قوية وفاعلة.
الخلاصة أن الكتاب يرسم صورة لمجتمع يعيش صدمات متتالية لكنه قادر على الترميم وإعادة البناء بفضل إيمانه، ثقافة الصبر والتضحية، والقدرة على تحويل التحديات إلى فرص للنمو وتعزيز الهوية المقاومة.
لتحميل الدراسة من هنا