كما يتّضح من وقائع اليوم الخامس للعدوان الإسرائيلي على إيران، فإنّ تحولًا رئيسيًا بدأ يفرض نفسه من خلال الميدان، يمكن تلخيصه بانتقال القوات المسلحة الإيرانية بالمعركة إلى مرحلة جديدة. فبعد استيعاب آثار ونتائج الضربة الافتتاحية الصهيونية، تحرّكت القوات الجوفضائية التابعة للجيش وحرس الثورة لتنفيذ الخطة المُعدّة، التي تتضمن عدة مراحل، أولها فرض المبادأة واستعادة زمام المبادرة، بما يشمل حماية الحدود السيادية البرية والبحرية والجوية لإيران، من خلال منع العدو من تحقيق السيطرة الجوية أو اختراق المجالين البري والبحري.
وقد تضمنت الخطة في مرحلتها الأولى عدّة نقاط:
- القضاء على الاختراقات الأمنية على الأرض، والتي شملت مئات العمليات الاستخبارية التي تمكنت من خلالها الجهات المختصة في مجال الأمن الوقائي من مكافحة شبكات التجسس التنفيذية التي عملت كقوات كوماندوس خلف خطوط الدفاع، بهدف تمكين الهيمنة الإسرائيلية على عدة مفاصل، بعضها مرتبط بالمدن، وأغلبها يستهدف ضرب القدرات الدفاعية للجمهورية الإسلامية (من رادارات، ومنظومات دفاع جوي متوسطة، ووسائط حرب إلكترونية، فضلًا عن أعمال التسديد الليزري وتحديد الأهداف للعدو). وقد أُوكلت هذه المهمة إلى قوات من الشرطة واستخبارات الحرس الثوري وقوات التعبئة العامة، التي نُشرت بشكل مكثّف على امتداد الجغرافيا الإيرانية، وفق مهام محددة تتعلق بالأمن الداخلي الوقائي، وحفظ النظام، ومساندة القوات التي تولّت تفكيك الشبكات الصهيونية. وقد تم إنجاز القسم الأكبر من هذه المهمة خلال 72 ساعة.
- حماية سماء إيران، عبر وحدات الدفاع الجوي البرية والجوية، التي تولّت الدفاع عن الأجواء باستخدام وسائط دفاع جوي متعددة الفئات (من شبكات المضادات الأرضية، ومنظومات الدفاع الجوي الصاروخية المتعددة المهام، وشبكات الرادارات متعددة المستويات، ووسائط الحرب الإلكترونية الإيجابية والسلبية)، بمشاركة آلاف الأطقم وعشرات الطائرات الاعتراضية، التي نفذت خلال الأيام الأولى عددًا كبيرًا من المهمات وفق أولويات محددة، على رأسها تأمين الحدود الغربية والشمالية والجنوبية بشكل مركّز، وحماية المدن والمنشآت الحساسة والمطارات، بدرجات متفاوتة من النشاط الجوي المعادي، سواء عبر الدفاع المناطقي (المستقل) أو الدفاع المركزي (الشامل). وقد أُدير هذا الجهد من خلال عدة غرف عمليات، أشرفت عليها غرفة عمليات مركزية تابعة لمقر خاتم الأنبياء (ص).
- حماية الحدود السيادية البحرية لإيران، عبر نشر عشرات المدمرات والفرقاطات والسفن الحربية والغواصات، وآلاف زوارق الدوريات وسفن الاستطلاع البحري، على امتداد الخليج، وبحر العرب، والبحر الأحمر. وقد تولّى هذا الأسطول مهمة منع أي وحدات بحرية معادية من تنفيذ عمليات ضد الأراضي والموانئ التابعة للجمهورية الإسلامية.
- تنفيذ العمليات المقررة للقوات الجوفضائية التابعة للجيش والحرس الثوري، والتي شملت إطلاق صواريخ (أرض – أرض)، وإرسال المسيّرات الانقضاضية والاستطلاعية إلى ميدان المعركة. وقد ارتكزت هذه المرحلة على المناورة النارية الهجومية وفق الخطط المعدّة، والتي تضمنت في مرحلتها الأولى تعزيز الردع في مواجهة العدو، وتنفيذ عمليات هجومية ثأرية ضد الكيان الصهيوني. نفّذت هذه القوات عمليات طالت "تل أبيب الكبرى" و"حيفا الكبرى"، قصفًا واستهدافًا بالصواريخ الباليستية والمجنّحة منخفضة المسار والفرط صوتية، وكذلك بواسطة المسيّرات الهجومية والانقضاضية من طرازات متعددة. وقد تم تنفيذ هذه المناورة النارية عبر ثماني مراحل، بدأت بعقاب العدو بضربتين افتتاحيتين استهدفتا الـ "كيرياه"، وهو مقر وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة، إضافة إلى مدن: تل أبيب، حيفا، رامات غان، هرتسيليا، بيت يام، رحوفوت، بتاح تكفا، والكريوت. ثم انتقلت الهجمات إلى استهداف الأهداف الحيوية في الكيان، بما يشمل المنشآت الاقتصادية والصناعية في تل أبيب، حيفا، أشدود، وعسقلان، ومراكز البحث العلمي المتورطة في الصناعات العسكرية. وقد نُفذت خلال هذه المرحلة عشرات الضربات لتعطيل منظومات الدفاع الجوي والصاروخي للعدو.
وفي ختام هذه المرحلة، بدأت، منذ مساء 16-6-2025، ضرب القدرات العسكرية والأمنية الرئيسية للعدو، والتي شملت مطارات عسكرية وقواعد جوية رئيسية مثل: رامات دافيد، نيفاتيم، رامون، حتساريم، وتل نوف، إلى جانب منشآت استراتيجية مثل: قواعد حيفا وتل أبيب البحرية، قاعدة "غاليلوت" التابعة لوحدة 8200 في شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، والمركز الرئيسي لجهاز الموساد القريب منها، فضلًا عن استهداف منشأة ميرون في الشمال، والتي تُعد القاعدة الرئيسية للإشراف على الملاحة الجوية في الكيان.
انتقلت القوات الجوفضائية إلى المرحلة الثانية من العمليات ليلة 17-6-2025، بأمر مباشر من القائد الإمام السيد علي الخامنئي، الذي نشر تغريدة على منصة "إكس" أعلن فيها: "بدء المعركة باسم حيدر". وقد أكدت هذه التغريدة للعالم صدور الأوامر إلى الجيش والحرس الثوري لبدء تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة الهجومية، التي يُعتقد أنها تحمل اسم "قالع باب خيبر"، والتي ستتولى إدارة المرحلة التالية من المعركة مع الكيان الصهيوني، وهي مرحلة لن تنتهي إلا بإلحاق الهزيمة به.
جاء تنفيذ هذه الأوامر في اللحظة نفسها عبر قصف عنيف استهدف "تل أبيب"، "حيفا"، منطقتي "النقب"، ومدن الساحل الجنوبي للكيان، بعشرات الصواريخ الثقيلة، مع إعلان إدخال صاروخ "خيبر شكن" الفرط صوتي إلى الخدمة.
وقد تزامن هذا القصف الصاروخي مع اتصالٍ هاتفي بين رئيس وزراء العدو والرئيس الأمريكي، جاء في سياق تصاعد التهديدات الأمريكية ضد الجمهورية الإسلامية، وتصريحات توحي بنيّة التدخل العسكري لإنقاذ الكيان الذي غرق، منذ إطلاق عملية "الأسد المتأهب"، في فخّ المراوحة، وفشل في استكمال خطته ضد إيران نتيجة الإخفاق في الضربة الافتتاحية.
في الختام، يبدو واضحًا أن العدو بدأ يصطدم باستحالة تحقيق أهدافه عالية السقف في إيران، بعدما فقد أوراقه الأساسية على حدودها. فإيران، التي باغتها العدو يوم 13-6-2025، بدعم وتشجيع من دونالد ترامب ورفاقه في مجموعة السبع، استعادت توازنها خلال أقل من ست ساعات، وها هي اليوم تقاتل تحت مظلة إقليمية ودولية رافضة للعدوان الصهيوني، تمثل ما يُوازي نصف أعضاء الأمم المتحدة.
لقد خسر العدو طابوره الخامس داخل إيران، كما خسر عنصري المبادأة والمبادرة، إلى جانب هيبته وقدرته على فرض المعادلات في غرب آسيا. وقد توقّفت محاولاته لضرب البرنامج النووي الإيراني عند حدود منشأة "نطنز"، التي استُهدفت في الدقائق الأولى من المرحلة الافتتاحية دون بلوغ لبّ المفاعل. أما مفاعل "فوردو"، الذي أُطلقت يد العدو من أجله، فيشهد اليوم على عجز الشريكين الإسرائيلي والأمريكي، ومن خلفهما أربعة من كبار شركاء مجموعة (5+1).
توقّفت المبادرات الهجومية الإسرائيلية عند حدود التردّد والمراوحة، بينما نجحت إيران في تأديب الكيان، وكسر هيبته، ورفع كلفة عدوانه إلى مستويات تهدد، كما قال الإمام الخامنئي، بنزع المبادرة الاستراتيجية من يد العدو، تحت أنظار ترامب، الذي وجد نفسه أمام خيارين:
إما القبول بهزيمة استراتيجية كبرى لحلفه مع نتنياهو، أو التورّط في معركة مدمّرة تكون نتيجتها المسّ بهيبة الولايات المتحدة في غرب آسيا.
يسعى ترامب، منذ انكشاف محدودية قدرات "طفله المدلّل المكلوم"، إلى بناء تحالف غربي – عربي لاستكمال المعركة، في وقت يحجم فيه جميع حلفائه عن المبادرة، نتيجة إدراكهم للفارق الهائل بين قدرة إيران، التي تقترب من حسم مؤجل لصالحها، وبين الثنائي الأمريكي – الإسرائيلي المأزوم، الذي لم يتمكن، بشق الأنفس، من بناء تحالف دفاعي صاروخي هشّ، قوامه الأردن والبحرين، لحماية كيان العدو الذي انتقل، في غضون خمسة أيام فقط، من موقع المباغتة والفعل، إلى موقع رد الفعل والدفاع الارتجالي.
ثانيًا: تحليل تكتيكات وأداء الطرفين
التكتيك الإسرائيلي:
- فشل عقيدة الصدمة والترويع: تراجعت قدرة العدو على شنّ هجمات واسعة ومكثفة على المدن الإيرانية، كما تراجعت محاولاته للمسّ بالبرنامج النووي، ما اضطره إلى الاكتفاء بهجمات متفرقة لا تؤثر على الميزان الاستراتيجي للمعركة.
- الحرب متعددة الأبعاد: تضاءل تأثير هذا التكتيك نتيجة نجاح إيران في تعطيل وضبط القسم الأكبر من المجموعات المكلّفة بتنفيذ عمليات استخباراتية على الأرض (العملاء)، والتي كانت تهدف إلى شنّ هجمات من الداخل وتوفير معلومات دقيقة. أما الحرب السيبرانية التي شنّها العدو خلال الساعات الـ 72 الأولى لتعطيل البنى التحتية الرقمية، فقد تمّ الالتفاف عليها من خلال عزل الشبكات الحساسة وتحويلها إلى نظام داخلي مركزي تتحكم به الجهات الإيرانية المختصة في المجلس الأعلى للفضاء الرقمي. ومن المتوقع أن يظهر أثر هذا الإجراء بوضوح خلال الساعات الـ 48 القادمة.
- التراجع الكبير لاستراتيجية "جزّ العشب" الاستباقية: ظهر للمعنيين في الجمهورية الإسلامية أن تركيز العدو الإسرائيلي ينصبّ على تدمير القدرات قبل استخدامها، وهو ما تجلّى في الأيام الأولى عبر حملة منهجية لتدمير منصات إطلاق الصواريخ ومخازنها ومصانعها، بهدف تقويض القدرة الإيرانية على شنّ هجمات طويلة الأمد. في المقابل، نفّذت إيران استراتيجية فعالة لحماية أصولها الدفاعية والعسكرية، من خلال إجراءات على مستوى الحرب الإلكترونية، والخداع المادي والرقمي، والمناورة، وتكتيكات الضرب، ما أدى إلى تراجع كبير في فعالية استراتيجية "جزّ العشب".
- الأداء: كان الأداء الإسرائيلي في المرحلة الأولى ناجحًا من الناحية العملياتية، إذ حقّق مفاجأة تكتيكية. إلا أنه بدأ يشهد تراجعًا واضحًا بفعل الإجراءات الدفاعية والهجومية الإيرانية، التي وفّرت ظرفًا عملياتيًا ملائمًا، وشكلت تحديًا حقيقيًا للعدو في حماية جبهته الداخلية من الرد الإيراني. كما كشفت هذه المرحلة محدودية قدرة العدو على تحمّل حرب استنزاف طويلة.
التكتيك الإيراني:
- عقيدة "الردع غير المتكافئ": اعتمدت إيران على قوتها الصاروخية لفرض معادلة ردع تهدف إلى إثبات أن أي هجوم على أراضيها سيقابله ثمن باهظ ومؤلم، لا يمكن للجبهة الداخلية الإسرائيلية تحمّله.
- استراتيجية "الهجوم المتدرّج والمرهِق": تشنّ إيران هجماتها على شكل موجات متتالية ومتعددة الطبقات (صواريخ باليستية، مسيّرات)، بهدف إشباع منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية (القبة الحديدية، مقلاع داوود، حيتس) وإرهاقها، ما يزيد من فرصة وصول صواريخها إلى أهدافها.
- استغلال الجغرافيا والعمق الاستراتيجي: تستفيد إيران من مساحتها الشاسعة في نشر منصات الإطلاق، مما يصعّب مهمة إسرائيل في تحديد مواقعها وتدميرها. كما تُظهر طاقة كبيرة على التمويه والخداع والصمود وامتصاص الضربات.
- الأداء: أظهرت إيران قدرة لافتة على الصمود واستعادة المبادرة بسرعة بعد الضربة الأولى، ونجحت في إيصال صواريخها إلى عمق الأراضي المحتلة، موقعةً أضرارًا غير مسبوقة، ما يُعدّ تحولًا مهمًا في ميزان الردع.
ثالثًا: تحليل للأحداث وتداعياتها
في اليوم الخامس من الحرب المفتوحة، لم يعد الطرفان عند مفترق طرق حاسم، بل حدث تحوّل مهم، تمثّل في أن الإيرانيين استطاعوا قلب المعادلة التي حاول العدو فرضها في 13-6-2025.
فبعدما نجحت إسرائيل في تحقيق عنصر المباغتة الأولي دون أن تتمكن من التأثير على قوة وثبات النظام الإيراني، أصبحت الآن تواجه واقع الرد الإيراني المؤلم الذي يضرب عمقها الاستراتيجي والاقتصادي.
من جهتها، أثبتت إيران قدرتها على تحمّل الصدمة والرد بقوة، محوِّلةً الحرب من هجوم إسرائيلي خاطف إلى مواجهة استنزاف تتحكّم هي بمجرياتها.
أهداف الأطراف:
إسرائيل:
- الهدف الأقصى: تدمير كامل للبرنامج النووي الإيراني ومنظومة الصواريخ الباليستية، وربما الدفع نحو تغيير النظام.
- الهدف الأدنى: إعادة البرنامج النووي الإيراني سنوات إلى الوراء، وتأسيس معادلة ردع جديدة تمنع إيران من تهديد إسرائيل مستقبلاً.
إيران:
- الهدف الأقصى: إجبار إسرائيل على وقف هجومها عبر فرض تكلفة بشرية واقتصادية لا تُطاق، وتوريط الولايات المتحدة في صراع إقليمي واسع.
- الهدف الأدنى: الصمود، والحفاظ على بقاء النظام، وإثبات القدرة على الرد لاستعادة الردع.
المتغيّر الحاسم: الموقف الأمريكي
يُعدّ الموقف الأمريكي العامل الأكثر تأثيراً على الجانب الإسرائيلي في مسار الحرب. وتُظهر إدارة ترامب ازدواجية واضحة:
دعم غير مباشر: تقدم واشنطن دعماً استخباراتياً ولوجستياً حيوياً (مثل التزويد بالوقود جوًّا، والذخائر)، وتوفر غطاءً دبلوماسياً.
تردد في التدخل المباشر: هناك ضغط من إسرائيل لدفع أمريكا إلى الانضمام للهجوم، خاصة لاستهداف منشأة "فوردو" المحصّنة، التي تتطلب قنابل خارقة للتحصينات لا تملكها إسرائيل. لكن ترامب يخشى التورط في حرب إقليمية شاملة، ويفضّل استخدام الموقف كورقة ضغط للوصول إلى "صفقة نووية" أفضل.
ربعًا: سيناريوهات محتملة للمستقبل القريب
السيناريو الأول: احتواء الصراع والعودة إلى توازن الردع:
قد تكتفي إسرائيل بالإنجازات التي حققتها في المرحلة الافتتاحية وتعلن تحقيق أهدافها الرئيسية، بينما تعتبر إيران أن ردّها الصاروخي كان كافياً لاستعادة الردع. يضغط الوسطاء الدوليون والولايات المتحدة نحو وقف إطلاق النار، وتعود المواجهة إلى "حرب ظل" لكن بقواعد اشتباك جديدة وأكثر خطورة.
السيناريو الثاني: التصعيد نحو حرب استنزاف طويلة:
إذا استمرّت إسرائيل في تصميمها على تمهيد المجال أمام هجمات موسعة (مثل استهداف قطاع الطاقة الإيراني)، وإذا واصلت إيران قصفها الدقيق للمدن الإسرائيلية، فقد تنزلق الحرب إلى صراع استنزاف طويل. وهذا السيناريو يُعدّ خطيراً على إسرائيل نظراً لهشاشة جبهتها الداخلية واقتصادها، مقارنةً بالعمق الاستراتيجي الإيراني.
السيناريو الثالث: التدخل الأمريكي وتوسيع الحرب (نقطة التحول):
إذا قرر الرئيس ترامب الانضمام للهجوم واستهداف منشأة "فوردو"، فإن الحرب ستدخل مرحلة جديدة كلياً. لكن هذا الخيار يحمل مخاطرة هائلة بردٍّ إيراني شامل ضد القواعد والمصالح الأمريكية في المنطقة، وإغلاق مضيق هرمز، مما قد يشعل حريقاً إقليمياً واسعاً.
خلاصة واستنتاج:
الحرب الحالية ليست مجرد جولة قتال، بل محاولة عنيفة لإعادة رسم موازين القوى في منطقة غرب آسيا. فإسرائيل تخاطر بكل شيء لتحييد ما تراه تهديداً وجودياً، بينما تقاتل إيران دفاعاً عن سيادتها الوطنية، وسعياً لتقليم مخالب إسرائيل. النتيجة النهائية لا تعتمد فقط على القدرات العسكرية للطرفين، بل على القرار الذي سيتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. إذا ظلّ التدخل الأمريكي غير مباشر، فإن السيناريو الأقرب هو الوصول إلى نقطة إنهاك يضطر فيها الطرف الأضعف – أي إسرائيل – للبحث عن مخرج يحفظ ماء الوجه، مع بقاء المنطقة على حافة الهاوية. أما إذا قررت الولايات المتحدة الانخراط المباشر، فإن الشرق الأوسط مقبل على تحولات جيوسياسية هي الأعنف منذ عقود.
الكاتب: غرفة التحرير