تعريف الهدف
يوم 19 تشرين الأول/ أكتوبر 2024 قامت المقاومة الإسلامية بتدشين مرحلة جديدة من عملياتها ضد كيان الاحتلال، فاستهدفت خلال عملية نوعية منزل رئيس حكومة الكيان المؤقت بنيامين نتنياهو في مدينة قيسارية المحتلّة بواسطة طائرة مسيّرة استطاعت تجاوز كل منظومات الاعتراض الإسرائيلية. وقد أكّد ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي أن "طائرة مسيّرة أطلقت من لبنان وأصابت بشكل مباشر منزل بنيامين نتنياهو في قيساريا.
أهميته
الاستهداف مهم كونه أصاب مسكناً لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ما يمنحه بُعداً عسكرياً وسياسيًا كبيراً. كما تقع قبالة المدينة منصة الغاز “لفتيان”، إحدى المنشآت الاستراتيجية الحيوية التي يعتمد عليها الاحتلال في استخراج الغاز من الحقول البحرية، ما يمنح الموقع أهمية اقتصادية وأمنية مضاعفة. وقد مثل استهداف منزل نتنياهو رسالة سياسية مفادها أن استهداف رموز الاحتلال لم يعد خطاً أحمر، وأرست معادلة جديدة عنوانها أن الرد على العدوان لن يُحصر بعد اليوم في نطاق معين.
الوظيفة
المسكن الخاص لرئيس الحكومة الإسرائيلية ومكان إقامة شخصيات ومسؤولين، بالإضافة لوجود منصات وحقول غاز قريبة.
الأجهزة
العملية استُخدمت فيها طائرة مسيّرة متطورة ومزوّدة بأنظمة توجيه دقيقة. كما أظهرت المقاطع المصوّرة مروحيات أباتشي إسرائيلية عاجزة عن التصدي للطائرة قبل أن تنفجر فوق مبنى سكني قرب منزل نتنياهو. وأقرت منظومة الدفاع الإسرائيلية بفشلها في اعتراض طائرة مسيّرة معادية وصلت إلى عمق الأراضي المحتلة للمرة الأولى منذ عقود.
الحجم
المسافة التي اخترقتها الطائرة المسيّرة قدّرتها المصادر العبرية بحوالي 70 كيلومتراً من الأراضي اللبنانية قبل أن تُصيب مبنى في مدينة قيسارية. تقع قيسارية إلى الجنوب من مدينة حيفا وعلى شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وتبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية حوالي 65 كم، وتبلغ مساحتها 35 كيلومتر مربع.
الاستهداف وتاريخه وتأثيره
استهدفتها القوات الجوية للجمهورية الإسلامية في إيران بالصواريخ في 2 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، خلال عملية الوعد الصادق 2. وفي 19/10/2024 استهدفتها المقاومة الإسلامية ما شكل سابقة في تاريخ الحرب مع كيان الاحتلال وفتحت الباب أمام مرحلة جديدة من التصعيد الميداني بين المقاومة الإسلامية والكيان الإسرائيلي. جاءت العملية في ذروة معركة "أولي الباس" التي أعلنتها المقاومة الإسلامية ردّاً على العدوان الإسرائيلي على لبنان. وبعد أيام من العملية أعلن مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الشهيد محمد عفيف "المسؤولية الكاملة والتامة والحصرية للمقاومة الإسلامية عن عملية قيسارية"، مؤكّداً في بيان رسمي أن "عيون مجاهدي المقاومة ترى وآذانهم تسمع، فإن لم تصل إليك أيدينا في هذه المرة، فإن بيننا وبينك الأيام والليالي والميدان". وجاء الإعلان ليرسّخ معادلة ردٍّ جديدة، مفادها أن استهداف لبنان سيقابله ردّ مباشر في العمق الإسرائيلي، حتى ولو طال رموز القيادة السياسية والعسكرية في الكيان.
التأثير والدمار
الانفجار الناتج عن المسيرة أظهر قدرة المقاومة على توجيه ضربات داخل العمق. عقب الحادثة ساد استنفار أمني واسع في محيط منزل رئيس الحكومة، وانتشرت وحدات من الشرطة والجيش في المنطقة تحسباً لهجمات إضافية. كما انتشرت مقاطع مصوّرة على مواقع التواصل تُظهر شباك غرفة نتنياهو وهو متضرر جراء الضربة.
القيمة
مثّلت العملية قيمة مزدوجة: ميدانية لإثبات القدرة التقنية والتنفيذية للمقاومة، وسياسية لتأكيد أن استهداف رموز الاحتلال لم يعد خطاً أحمر. استهدفت العملية صورة الردع الإسرائيلي وأثبتت أن حزب الله يمتلك قدرات متطورة في مجال الطائرات المسيّرة تمكّنه من تجاوز أنظمة المراقبة والرادارات المتقدمة.
كلفة الخسائر
الاستهداف أثار جدلاً واسعاً داخلياً في المؤسسة الإسرائيلية، ووُصِف بأنه "فشل أمني خطير" وما رافق ذلك من تحقيقات عسكرية وأعباء على مستوى إعادة النظر في منظومات الدفاع الجوي حول المناطق الأمنية الحساسة. كما شكّل الهجوم ضغطاً داخلياً على حكومة نتنياهو التي واجهت انتقادات حادة بسبب الإخفاق الأمني آنذاك. وفرض الاستهداف استنفاراً أمنياً واستعدادات وإحاطة أمنية مشددة في محيط منزل رئيس الحكومة، بينما كانت التحقيقات العسكرية جارية لمعالجة اختراق منظومات المراقبة والدفاع.
تصريحات المسؤولين
نقلت القناة الـ 12 العبرية عن مصدر في مكتب نتنياهو أن رئيس الوزراء وزوجته لم يكونا في منزلهما بقيساريا وقت انفجار المسيرة.
أفادت التحليلات الإسرائيلية ووسائل إعلام عبرية بأن الهجوم "وجّه ضربة قوية لصورة الردع الإسرائيلي"، وأن الجيش فتح تحقيقاً عاجلاً في أسباب اختراق الطائرة، وسط ضغوط على حكومة نتنياهو لإعادة النظر في منظومات الدفاع الجوي.
وصف الخبير العسكري والإستراتيجي العميد حسن جوني استهداف منزل نتنياهو بأنه يشكل "تحدياً مذلاً للجيش الإسرائيلي ولقدراته الدفاعية وتحديداً منظومات الدفاع"، واعتبره استهدافاً معنوياً ونفسياً.
أشارت تقديرات وإفادات إلى أن الطائرة المسيّرة التي استُخدمت في العملية "متطورة ومزوّدة بأنظمة توجيه دقيقة".
الكاتب: غرفة التحرير