الإثنين 30 آب , 2021 02:32

زيارة بينيت: على هامش هوامش الأجندات الأمريكية

سرعان ما انتشر مقطع الفيديو الذي يظهر الرئيس الأميركي جو بايدن في غفوة أثناء اللقاء مع رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت على كل وسائل الاعلام الدولية. مشهدٌ يختصر "اللامبالاة" والفجوة الواسعة والتضارب في الأوليات بين الجانبين.

هذه الزيارة لم تلقَ ترحيبًا اسرائيليًّا كما كانت الحال في لقاءات سابقة مع رؤساء حكومات سابقين لوجود العديد من المتغيرات أبرزها "الاختلاف في الظروف" لدى واشنطن نفسها، حيث انتقد الاعلام العبري الزيارة، من ناحية توقيتها السيء، وأنها "تنعقد في هوامش الهوامش لجدول الأعمال الأمريكي"، بالتزامن مع انسحاب القوات الامريكية من أفغانستان والتفجيرات الأخيرة في كابول، بالإضافة إلى "الحماسة المفرطة" و"الاستفاضة في البيانات" التي أظهرها بينيت مقابل اختصار بايدن في تصريحاته، من ناحية أخرى.

ادعاءات بينيت "بأن أهداف الزيارة قد تحققت"، لا تتعدى كونها مجرد دعاية لإقناع الرأي العام الإسرائيلي على وجه الخصوص بأهمية هذا اللقاء، وقد ظهر ذلك في عدة نقاط:  

_البرنامج النووي الإيراني، حرّض بينيت الإدارة الامريكية على التراجع عن العودة الى الاتفاق النووي والتدخل العسكري المشترك لأجل "كبحه"، لكن الموقف الأمريكي كان التمسّك بالمفاوضات والمسار الدبلوماسي. كما أن تحليل واشنطن يشكك بالاستراتيجية التي قدّمها بينيت (توجيه ضربات خفيفة ومتكررة لمدة طويلة لمركّبات القدرة النووية الإيرانية) ويعتقد بأن ليس لديها "وزناً كبيراً". 

_ أعاد رئيس حكومة الاحتلال طرح "محادثات السلام في الشرق الأوسط"، بينما قالت واشنطن ان الفرصة غير سانحة حالياً لاستئنافها، وستكتفي بخطوات لتقليل تفاقم الصراع.   

 _ في الشأن الفلسطيني، زعم بينيت انه سيتصرف فيه "وفق مصالح الكيان"، في المقابل التحديدات الامريكية كانت بالامتناع عن التوترات مع الفلسطينيين.

_تعزير العلاقات بين الجانبين، ادّعى بينيت انه صار "قادراً على الاتصال المباشر" بالرئيس الأمريكي، ما أثار حالة من الاستياء والذّم في الصحف العبرية: ماذا يعني هذا؟ هذا لا يعني شيئا"، "كل رؤساء الوزراء في إسرائيل يطورون منظومة علاقات شخصية مع الرؤساء في البيت الأبيض". وهل صار التواصل والاتصال بين "الأصدقاء" و"الحلفاء" يُعد إنجازاً؟ وتضيف الصحف العبريّة، بايدن يعرف ان "بينيت لا يمكنه مساعدته".

"بينيت يعود الى البلاد من دون بشرى"، خلاصة الزيارة الأولى لرئيس حكومة الاحتلال للولايات المتحدة منذ توليه منصبه في حزيران الماضي.

وكان اللقاء قد تأجل 24 ساعة عن موعده المحدد سابقاً على خلفية التفجير في مطار كابول والذي أدّى لمقتل 13 عسكريا أمريكيّاً.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور