الثلاثاء 02 تشرين ثاني , 2021 03:35

الإعلام العبري: "اسرائيل" مربكة من قدرات ايران النووية

"اسرائيل" مربكة في المنطقة

يعيش كيان الاحتلال قلقاً وارتباكاً في رأي أوساطه التحليلية من قدرة الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي فرض تطور برنامجها  النووي قوّة إقليمية وعالمية، ويخشى الاحتلال من قدراتها المتنامية وما يسميه "نفوذها في المنطقة" التي صارت تمتّل بالنسبة له تهديداً حقيقياً، ويعترف من انه مرتبك أمام هذه القدرات وحتى انه لم يعد يثق بإمكانية واشنطن الجدّية على "ردعها".

وفي مقال في صحيفة "يديعوت احرنوت" العبرية، يقول غيورا آيلند، لواء احتياط ورئيس سابق لمجلس الأمن القومي وشعبة الاستخبارات "أمان"، أن "الولايات المتحدة في ظل إدارات كل من باراك أوباما ودونالد ترامب وجو بايدن لم تثبت بعد أن لديها أيضاً خياراً عسكرياً ذا صدقية"، كما يشير الى ان الكيان الإسرائيلي انتقل الى تنفيذ بعض الهجمات في المجال السيبيري في محاولة لتحقيق بعض النقاط أمام إيران.

النص المترجم:

في العقد الأخير، غدت إيران مصدراً لنحو 80% من المشاكل الأمنية الماثلة أمام إسرائيل. وبالإضافة إلى مشكلة حزب الله في لبنان الذي يخضع لسيطرة إيرانية، يمكن أن نحدّد 4 تهديدات مباشرة على الأقل من جانب طهران:

الأول، محاولة إيرانية لتأسيس قوة عسكرية في سورية تشبه حزب الله.

الثاني، محاولات إيرانية لمهاجمة إسرائيل في مجال السايبري.

الثالث، قدرة إيران في الوقت الحالي على مهاجمة إسرائيل بصواريخ بحرية وطائرات مسيّرة مسلحة من دون طيار تصل من سورية والعراق واليمن.

الرابع والأساسي، السلاح النووي الذي من شأن إيران أن تنتجه، وفي غضون وقت قصير نسبياً.

قبل نحو عقد من الزمن بَنَت إسرائيل قدرة هجوم على المنشآت النووية الإيرانية. وكانت تقديرات رئيس الحكومة في ذلك الوقت بنيامين نتنياهو أن مثل هذا الهجوم سيكون ضرورياً. كما قدّر أنه في حال قيام إيران بالردّ بواسطة شنّ هجوم على إسرائيل، فسيؤدي الأمر إلى انضمام الولايات المتحدة إلى المعركة.

لكن لأسباب مختلفة امتنعت إسرائيل من الهجوم ودخلت خطة مهاجمة إيران إلى جمود عميق منذ سنة 2013، وكان واضحاً أنه في اللحظة التي توقّع فيها الأسرة الدولية اتفاقاً مع إيران سيبدو أي هجوم "إسرائيلي" غير منطقي على الإطلاق.

واليوم حتى وإن كانت إيران والولايات المتحدة على حد سواء تعلنان نيتهما العودة إلى الاتفاق النووي، يبدو أن الفجوة بينهما غير قابلة للترميم. فإيران تصرّ على ثلاثة أمور:

أولاً، عدم العودة إلى المفاوضات إلا بعد رفع العقوبات الأميركية المفروضة عليها.

ثانياً، أن يبقى كل ما تم تطويره وإنتاجه في الأعوام الأخيرة، بما في ذلك كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب وعلى مستوى عالٍ، بحيازتها، وأن هذا الأمر غير قابل للمساومة.

ثالثاً، أن يتواصل الجدول الزمني الذي بدأ العمل به سنة 2015 كما هو متفق عليه وبغض النظر عن أعوام تجميد الاتفاق. بمعنى آخر، إذا كان هناك قيود معينة وافقت عليها إيران لمدة عشرة أعوام فإنها تنتهي سنة 2025.

ويبدو أن الولايات المتحدة، حتى في ظل إدارة الرئيس جو بايدن التي تنتهج مقاربة متصالحة، غير مستعدة للاستسلام لمطالب إيران المتصلبة. وفي رأيي، إن احتمال عدم التوصل إلى اتفاق جديد أكبر من احتمال حلّ الخلافات القائمة. إن هذا الأمر يعيدنا في الظاهر إلى سنة 2011، لكن كثرة أنواع التهديد التي تنتهجها طهران تستوجب منا أن نكون جاهزين على الأقل لسيناريوهين من المواجهة العسكرية العلنية مع إيران:

_ الأول، هجوم مباشر على إسرائيل بالصواريخ والمسيّرات التي تستخدمها إيران أو "الميليشيات" الخاضعة لإمرتها. وهجوم كهذا نُفّذ قبل عامين ضد شبكة النفط السعودية، وهو ما أدى إلى شللها وإن لوقت قصير. صحيح أن لدى إسرائيل قدرات دفاعية أفضل مما لدى السعودية، لكن هجوماً إيرانياً كهذا ضدنا قد يبرر، بل ويلزم رداً "إسرائيلياً" في إيران.

_ السيناريو الثاني، هو في موضوع الملف النووي الإيراني. وما ينبغي لنا قوله هنا هو أنه في حال استئناف الولايات المتحدة وإيران العمل بالاتفاق أو عدم استئنافه، وفي حال قيام إيران بخرقه بشكل فظ، يتعيّن على إسرائيل أن تكون قادرة على مهاجمة المنشآت النووية. وهذه القدرة مهمة، ليس بسبب الحاجة إلى استخدامها في وقت ما فقط، بل أيضاً لسبب آخر ومهم بقدر لا يقل أهمية، وهو أن تؤمن الأسرة الدولية بأن التهديد "الإسرائيلي" ذو صدقية، وهكذا تجتهد أكثر، إما لتحقيق اتفاق يرضي "إسرائيل" أيضاً أو تفهم أن عليها تشديد العقوبات، أو حتى تعدّ خياراً عسكرياً خاصاً بها.

إن أحد الأسباب التي تجعل "إسرائيل" تسمح لنفسها بأن تكون متصلبة بهذا القدر تجاه الولايات المتحدة هو الحقيقة المؤسفة والمحزنة بأن الولايات المتحدة في ظل إدارات كل من باراك أوباما ودونالد ترامب وجو بايدن لم تثبت بعد أن لديها أيضاً خياراً عسكرياً ذا صدقية.

وإجمالاً، إن احتمال وقوع مواجهة عسكرية مباشرة بين "إسرائيل" وإيران، وحتى بين "إسرائيل" وحزب الله فقط، لا يزال ضئيلاً، لكن في الوقت عينه ما من مفرّ أمام "إسرائيل" سوى تحسين قدراتها الدفاعية، وكذلك قدراتها الهجومية في إيران نفسها، بما في ذلك في المجال سايبري. ومن المحتمل أن شلّ محطات الوقود في إيران قبل يومين يُظهر أن "إسرائيل" لا تهمل هذا المجال الحيوي.


المصدر: يديعوت أحرنوت

الكاتب: غيورا آيلند




روزنامة المحور