الجمعة 12 تشرين ثاني , 2021 05:52

إيران مع سوريا في الحرب والسلم

كان أول مشاريع الولايات المتحدة في حربها على سوريا، عزل دمشق واستبعادها عن موقعها الجيواستراتيجي وما تمثله من عمق عربي يلتئم حوله كل الدول العربية دون استثناء. اليوم وبعد أكثر من 10 سنوات، باتت سوريا منتظرة للعودة إلى الساحة الدولية من بوابة الجامعة العربية، لكن هذه المرة بتوقيتها وشروطها.

كانت دلالات زيارة وزير خارجية الامارات عبدالله بن زايد إلى سوريا ولقاءه الرئيس بشار الأسد، لا تقتصر على مد أطر التعاون وبدء ورشة العمل في إعادة الاعمار، بل كانت في عمقها، تجاوز كل الأسوار التي شيدتها الامارات بنفسها مع بقية الدول التي شاركت مباشرة في الحرب.

رافق هذه الزيارة حملة ممنهجة عن انزعاج الجمهورية الإسلامية من التقارب العربي كونه يضر التحالف السوري الإيراني، على حد زعمهم، إلا ان دعوة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والجولة الدبلوماسية الأخيرة التي بدأت بالامارات والجزائر عقب الزيارة تكشف عكس ذلك، رغم انه ليس بحاجة لإثبات.

وفي تفاصيل الزيارة فإن الرئيس السوري بشار الأسد قد استقبل وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد آل نهيان، في أول زيارة يقوم بها مسؤول إماراتي رفيع المستوى منذ بدء الحرب على البلاد أي قبل أكثر من 10 سنوات.

حيث ضم الوفد الإماراتي عدداً من المسؤولين والشخصيات من بينهم، رئيس الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ علي محمد الشامسي، حيث تم نقاش وبحث "العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتكثيف الجهود لاستكشاف آفاق جديدة لهذا التعاون".

مع تأكيد وزير الخارجية الإماراتي "دعم الإمارات لجهود الاستقرار في سوريا، معتبرا أن ما حصل في سوريا أثَّر على كل الدول العربية، معربا عن ثقته أن سوريا وبقيادة الرئيس الأسد، وجهود شعبها قادرةٌ على تجاوز التحديات التي فرضتها الحرب".

من جهة أخرى، واكب الزيارة الحليف الأول للبلاد الجمهورية الإسلامية متمثلة بوزير خارجيتها الذي حادثَ نظيره الاماراتي واصفاً هذه الخطوة "بالايجابية".

حيث أشار عبد اللهيان في اتصال هاتفي مع نظيره إن العلاقات بين إيران والإمارات "تقليدية وإيجابية، وتحظى بأهمية خاصة لكلا البلدين"، مضيفاً "نحن على يقين بالنتائج المترتبة على اتخاذ خطوات جيدة في سياق تنمية شاملة لهذه الأواصر".

وكان من اللافت دعوة عبد اللهيان إلى "تسوية بعض المشاكل التنفيذية والتي من شأنها أن تصب في تيسير وتنمية التعاون التجاري وحل المشاكل المالية بين البلدين". والذي بادله بن زايد بالتأكيد على "إن الخبراء يجرون دراسة حاليا عن المشاكل العالقة في مجال التبادل التجاري بين الإمارات وإيران ويبذلون الجهود بهدف معالجتها" داعياً عبد اللهيان لزيارة أبو ظبي.

وفي سياق الحراك الدبلوماسي، فقد بحث عبد اللهيان مع نظيره الجزائري، رمطان لعمامرة، "العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك في الساحتين الإقليمية والدولية".

فيما أشار أمير عبد اللهيان إلى ان "عقد الاجتماع الأخير لغرفة التجارة بين البلدين خطوة مفيدة"، باعتبار أنّ عقده "سيخلق فرصةً جيدةً في رفع مستوى العلاقات التجارية بين البلدين".

مشيداً بـ "بموقف الجزائر العقلاني بشأن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، واصفاً هذا التصريح بـ"الموقف القيّم". كما أشاد بـ"رفض الجزائر عضويةَ الكيان الصهيوني في الاتحاد الأفريقي".  

مؤكداً على إنّه "آن الأوان لعودة سوريا إلى الجامعة العربية، ويجب أن يرجع مقعد سوريا من دون التدخل في شؤونها الداخلية... أنّ الجزائر لم توافق على تعليق مقعد سوريا في الجامعة العربية إطلاقاً...إننا نسعى لبناء توافق بشأن القضية السورية وتمثيلها في الجامعة العربية".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور