الأربعاء 29 كانون الاول , 2021 06:08

صحيفة إسرائيلية: ماذا لو وصلت "شاهد 136" الإيرانية إلى اليمن ولبنان؟

كشفت إيران خلال مناورة "الرسول الأعظم 17"، عن قواعد إطلاق طائرات مسيرة من منصة تشبه الى حد بعيد راجمات الصواريخ. والتي يمكن إطلاقها من أي شاحنة مجهزة. هذا الأمر تلقفته القيادات العسكرية في كيان الاحتلال، حيث أثار جدلاً واسعاً عن حاجة إيران التي تمتلك المدارج في كل أنحاء البلاد، لمثل هذه الراجمات، ما يجعل فرضية وجودها في ساحات محور المقاومة -الأمر الذي ينطبق على مجموعة واسعة من التكنولوجيا الإيرانية العسكرية- أمراً متوقعاً.

صحيفة جيروزاليم بوست أشارت في مقال لها إلى ان "من الواضح أن تقدّم إيران منذ ذلك الحين يشكل تهديداً أكبر الآن في جميع أنحاء المنطقة. "شاهد – 136" ليست طائرة مسيرة كبيرة جداً، وفقاً للصور، وتحتوي على رأس حربي، مما يجعلها سلاحاً يحتمل أن يكون خطراً وربما لا يسهل اكتشافه بسبب حجمها وصغر المقطع العرضي للرادار". معتبرة انه "إذا كانت إيران ستنقل هذه الأنظمة إلى العراق أو سورية أو لبنان أو اليمن بأنواع منصات الإطلاق المتعددة التي بنتها، فإن هذا سيضع تهديداً جديداً قيد الاستخدام في أي صراعٍ مستقبلي مع إسرائيل".

النص المترجم:

ظهرت صور قاذفة جديدة لطائرات مسيرة إيرانية على الإنترنت وفي وسائل الإعلام الإيرانية خلال الأيام العديدة الماضية. وتم دمج الطائرات المسيرة، التي يُطلق عليها اسم "شاهد – 136"، مع صواريخ في مناورة تقول إيران إنها حدثت الأسبوع الماضي.

وقد أطلقت إيران على هذه الأنواع من الطائرات بدون طيار اسم "الطائرات الانتحارية المسيّرة" أو "طائرات كاميكاز المسيّرة"، هذا يعني أنها تحلّق إلى الهدف وتدمّر نفسها (عليه).

وتمّ ذكر هذه الأنواع من الطائرات المسيرة من قبل ولكن لم يتم عرضها بمثل هذه التفاصيل المقربة

في كانون الثاني/يناير، كتب توم أوكونور في مجلة "نيوزويك": "الصور التي شاهدتها مجلة نيوزويك وأكدها خبير يتابع الأنشطة الإيرانية في المنطقة تشير إلى وجود ذخائر إيرانية من طراز "شاهد -136"، وتسمى أيضاً "طائرات مسيرة انتحارية".

كانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ذكر انتشار هذا النوع من الطائرات المسيرة في الخارج. قبل ذلك، كانت إيران قد صنعت طائرات "كاميكاز مسيرة"، لكن هذا النوع المحدد لم يظهر في التدريبات العسكرية العلنية.

استناداً إلى وسائل الإعلام، نعلم الآن أن "شاهد – 136" موجودة وليست فقط كطائرة كاميكاز مسيرة، بل أن إيران أنتجت طريقة جديدة لإطلاق الطائرات المسيّرة في نوعٍ من الإطلاق المتعدد أو ضمن سرب.

أسراب الطائرات المسيرة هي تقنية جديدة يتم من خلالها استخدام عدة طائرات مسيرة لضرب الأهداف. هذا يمكن أن يتغلب على الدفاعات الجوية و/أو يسبب الهرج والمرج. في الماضي، لم تكن الطائرات المسيرة، مثل طائرات "بريداتور" الأميركية، تُستخدم عادةً إلى جانب طائرات أخرى مسيرة.

بالإضافة إلى ذلك، لم يتم استخدام الطائرات المسيرة في كثير من الأحيان لدخول مجال جوي متنازع عليه، مثل المجال الجوي المحمي جيداً لـ"إسرائيل" أو المملكة العربية السعودية. وذلك لأن تكنولوجيا الطائرات المسيرة كانت تهيمن عليها في الغالب الولايات المتحدة و"إسرائيل" والعديد من الدول الأخرى حتى وقت قريب. إيران والصين وقوى طائرات مسيّرة أخرى دخلت اللعبة الآن.

استثمرت إيران بكثافة في تكنولوجيا طائرات الكاميكاز المسيّرة، بما في ذلك أنواع الطائرات المسيرة المعروفة باسم "قاصف" في اليمن و"شهاب" لدى حركة "حماس". إنها تستند إلى التكنولوجيا والنماذج الإيرانية.

ذكرت التقارير الأخيرة الصادرة عن مركز أبحاث "علما" أن حزب الله قد يكون لديه حوالى 2000 طائرة مسيّرة - كثير منها يعتمد على نماذج إيرانية.

يبدو أن منصة الإطلاق الجديدة التي كشفت إيران النقاب عنها في مناورتها الأخيرة تضم 5 طبقات، أو رفوف، يمكن تركيب الطائرات المسيّرة عليها قبل الإطلاق. يمكن تركيب القاذفة على ظهر شاحنة، لذلك يمكن أن تتنكر بصورة شاحنة بضائع وتبدو مثل أي شاحنة تجارية أخرى تسير على الطرقات.

قاذفة إيران الجديدة لـ "شاهد – 136" تمنحها ظاهرياً القدرة ليس فقط على إخفائها بل وأيضاً وضع 5 طائرات مسيّرة في هذه الأنواع من الشاحنات المحوّلة. يمكن تصور إطلاق العشرات من هذه الطائرات المسيّرة على هدف في شكل "سرب".

على الرغم من عدم وجود دليل على أن الطائرات المسيرة يمكنها التواصل مع بعضها البعض أو أن لديها نوعاً من القدرة المتقدمة من الذكاء الاصطناعي للسرب الموجود في الغرب، فإن هذا لا يعني أنها لا تشكّل تهديداً. يمكن استخدام الشاحنة ذات المقصورة السرية للطائرات المسيرة لضرب الأهداف المعرضة للخطر أو استخدامها للتحقق من الدفاعات الجوية.

من الواضح أن تقدّم إيران منذ ذلك الحين يشكل تهديداً أكبر الآن في جميع أنحاء المنطقة. "شاهد – 136" ليست طائرة مسيرة كبيرة جداً، وفقاً للصور، وتحتوي على رأس حربي، مما يجعلها سلاحاً يحتمل أن يكون خطراً وربما لا يسهل اكتشافه بسبب حجمها وصغر المقطع العرضي للرادار

ابتكارات إيران مع "شاهد – 136" ليست جديدة بالضرورة. وقد استندت في تصميم الطائرة المسيّرة إلى الذخائر الموجودة التي تستخدمها البلدان الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، فهي ليست الدولة الأولى التي تحلم بفكرة نظام إطلاق متعدد لطائرات مسيرة.

أصدرت أذربيجان مقطع فيديو موسيقياً في نيسان/أبريل 2018 تضمّن شاحنة بقاذفة في الخلف فيها 12 فتحة تخرج منها طائرات مسيرة. وفقاً للتقارير في ذلك الوقت، أظهر الفيديو طائرات "هاروب" المسيّرة، وهي ذخيرة من صنع شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية. أشاد المسؤولون الأذربيجانيون بهذه الطائرة المسيرة في سبتمبر/أيلول 2020، ووفقاً لصحيفة "إسرائيل هيوم" في تشرين أول/أكتوبر 2020، أفاد تقرير من أرمينيا أن طائرة "هاروب" تحطمت في إيران.

وقال التقرير: "أفاد مركز المعلومات الأرمني الموحد أن الطائرة كانت من طراز IAI Harop كاميكاز إسرائيلية الصنع، والتي عبرت من أذربيجان إلى الأراضي الإيرانية وأسقطتها القوات الإيرانية، أو تحطمت في أردبيل، على مقربة من القتال بين القوات الأرمنية والأذربيجانية في منطقة ناغورنو كاراباخ".

من غير المعروف ما إذا كانت إيران قد استخدمت "هاروب" كنموذج في سنة 2020 واستندت في قاذفتها إلى نظام القاذفة الأذربيجانية. يختلف نظام الإطلاق الإيراني في موقعه وطريقته. ومع ذلك، فإن المفهوم العام هو نفسه. المفهوم هو إعطاء القوات القدرة على إطلاق عدة طائرات مسيّرة في نفس الوقت.

ذكرت تقارير النيوزويك في كانون الثاني/يناير أن مدى "شاهد – 136" يبلغ حوالى 2000 كيلومتر. هذا مدى طويل لمثل هذه الطائرة الصغيرة المسيرة، لكن قد يكون ذلك ممكناً إذا أحرزت إيران تقدماً في تقنيتها.

يتزايد خطر سرب الطائرات المسيرة من النوع الذي عرضته طهران الآن. جربّت إيران ذلك من قبل، لكن يبدو أن قاذفة إطلاقها الجديدة وطائراتها الجديدة المسيّرة تشكل تهديداً أكثر خطورة مما كانت عليه في سنة 2019.

إذا كانت إيران ستنقل هذه الأنظمة إلى العراق أو سورية أو لبنان أو اليمن بأنواع منصات الإطلاق المتعددة التي بنتها، فإن هذا سيضع تهديداً جديداً قيد الاستخدام في أي صراعٍ مستقبلي مع "إسرائيل".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور