الأربعاء 27 نيسان , 2022 05:36

شعار الاحتلال الإيراني: الانتخابات بدها هيك!!

الاحتلال الايراني!!

لا شك بأن ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، خلال فعاليات منبر القدس، هو أساس مشاكل لبنان والمنطقة. فقد بيّن السيد في خطابه، أن السبب الأهم لما يتعرض له لبنان ودول وحركات المقاومة في منطقتنا، وكل من ينتمي إلى هذا الخط وهذا المحور، من حصار وعقوبات وتضييق على المستوى الدولي والإقليمي والداخلي، هو دفعهم الى التخلي عن القدس وعن فلسطين وعن منطق المقاومة وثقافتها، ودفعهم ايضاً للاستسلام لإرادة أمريكا و"اسرائيل" في تثبيت وجود الكيان المؤقت، والقبول بالتطبيع بكل أشكاله مع هذا الكيان.

لذلك، بات من السهل تفسير الحملة التي تشنها بقايا قوى الـ 14 من آذار مؤخراً، ضد المقاومة وبالتحديد حزب الله، من خلال رفع شعار "الاحتلال الإيراني". ويروج لهذه الحملة العديد من شخصيات هذا الفريق، خصوصاً رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، والنائب السابق فارس سعيد. لكن اللافت أن خطاب هذه الشخصيات، يعتمد على الكثير من المغالطات والإساءات، التي لا تدلّ سوى عن جهلهم وسطحيتهم. بلّ وتؤكد أيضاً، أن هذا الفريق بات شديد الإفلاس السياسي، بحيث لا يملك سوى هذا الشعار وسيلةً، كي يستطيع تعبئة جمهوره وخوض الانتخابات.

فخلال الاحتفال الانتخابي المركزي الذي نظمته القوات اللبنانية، للإعلان عن لوائحها ومرشحيها للانتخابات النيابية المقبلة. زعم رئيسها بأن هناك من يأخذ الطائفة الشيعية نحو مشروع لا يشبه أهلها، ولا ينسجم مع هويتها اللبنانية وانتمائها وعمقها العربي. مضيفاً بأن من وصفهم بشيعة الامام موسى الصدر والمرجع السيد محمد حسين فضل الله والمرجع الشيخ محمد مهدي شمس الدين، هم لبنانيون اقحاح اصيلون كان لهم دوراً كبيراً في لبنان وسيكون لهم دوراً أكبر في المستقبل، في حال "فكّوا عنهم القبضة الإيرانية" على حد زعمه. خاتماً هذا الشق من خطابه بدعوة حزب الله الى أن يعترف بما سماه الخصوصيات اللبنانية، وأن يقتنع بأنه غير قادر على الاستمرار في هذا الاتجاه: "فلبنان ما رح يكون لإيران، وما فيه يكون إلاّ للبنان".

مع أن جعجع بنفسه، كان قد سبق له التصريح ذات مرة خلال إحدى المقابلات الإعلامية، أنه يرى بأن السيد نصر الله هو استكمال لمشروع الإمام موسى الصدر، فيما اليوم يزعم وجود الإختلاف!!! أما السيد فضل الله، فلطالما كانت تعتبره أمريكا - التي يرعى جعجع مصالحها في لبنان- بأنه الزعيم الروحي للمقاومة في لبنان، نسبة لمواقفه وخطاباته الداعمة لهذا النهج، ولذلك سعت الى اغتياله عدة مرات، ومنها ما حصل في مجزرة بئر العبد عام 1985 بالتعاون مع عملاء لبنانيين تابعين لحزب الكتائب، وبتمويل من الحكام السعوديين (العمق العربي عند جعجع وفريقه).

أما فارس سعيد، فيروج له انتخابياً بالقول إنه أمام الجميع ومن خارج مجلس النواب رفع شعار "رفع الاحتلال الايراني عن لبنان"، واعداً بأنه سيستمر من داخل مجلس النواب برفع هذا الشعار. وكان قد صرح في تغريدة له، أنه مشكلته مع حزب الله تتجاوز الشق السياسي إلى الخلاف الثقافي. فيما تؤكد معلومات نقلها وزير سابق الى ان سعّيد نفسه يدرك ان هذا الشعار وهمي ولا حقيقة للاحتلال الايراني انما يريد من خلاله رفع نسبة التصويت لديه في الانتخابات القادمة، وفي نفس السياق هاجمت المرشحة نجوى باسيل جمهور المقاومة، من خلال انتقاد رؤيتها للمسيرات العاشورائية و"الشادورات" أكثر في منطقة جبيل. وهذه بالطبع من الأساليب المفضلة والأسهل بالنسبة لهم، من أجل تعبئة الجمهور الناخب لهم وشدَ عصبه، بإيجاد الفتنة والاختلاف بين أطياف المنطقة الواحدة. لكن ما لا يعرفه هؤلاء ان هذا الخطاب التحريضي الطائفي الذي يعتبر خطاب كراهية بامتياز يدفع الناخب الداعم للمقاومة للزحف نحو صناديق الاقتراع لا سيما ان المستهدف هو وجود المقاومة وثقافتها والتاريخ والعقيدة التي ينتمي اليها هؤلاء المقاومون.


الكاتب: علي نور الدين




روزنامة المحور