الجمعة 08 تموز , 2022 02:38

مجزرة الدجيل: القاتل يُقتل ولو بعد حين

محاكمة صدام حسين على هذه المجزرة

في مثل هذا اليوم منذ 40 عاماً، ارتكب صدام حسين المجزرة والجريمة التي حكم عليه بالإعدام بسببها، وهي مجزرة الدجيل التي نُفذت في الـ 8 من تموز / يوليو للعام 1982. وللمصادفة فإن صدّام قد أعدم في صبيحة عيد الأضحى المبارك، الذي يحلّ غداً أيضاً في العديد من الدول العربية ومنهم السعودية.

ولذلك، مهما حاول أبناء وأنصار صدّام الترويج له، وإخفاء جرائمه بحق شعبه، وعلى رأسهم قتل حوالي 143 شهيد بينهم 8 أطفال. وحتى جثامين الشهداء لم تسلم من المجزرة، بحيث لم تعرف عوائلهم أين دفنوا حتى ما بعد سقوط صدّام.

فما هي أبرز وأهم التفاصيل حول هذه المجزرة المروّعة؟

_ وقعت هذه المجزرة في بلدة "الدجيل" التي تقع في محافظة "صلاح الدين"، شمال العاصمة بغداد وتبعد عنها حوالي 53 كيلومتر، ونفذتها أجهزة أمن صدام حسين، بعدما قامت إحدى المجموعات المسلحة بإطلاق النار على موكبه المكون من أكثر من 30 سيارة في وسط البلدة، في الـ 7 من رمضان ذاك العام. حينما كان صدام عائداً من زيارته لأحد أئمة المساجد، بهدف مدح المجندين الذين يشاركون في حربه على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

فقد استخدم 10 مسلحون غطاء بساتين النخيل في المنطقة، لتنفيذ محاولة الاغتيال، مما أسفر عن مقتل 2 من حراس صدام الشخصيين. واستمر تبادل إطلاق النار 4 ساعات، قُتل فيه معظم المهاجمين وأسر العديد منهم.

_ إثر الهجوم قام صدام باستبدال سيارته، ثم توجه إلى مقر الفرقة الحزبية واجتمع بأعضائها، ثم عاد مرة أخرى إلى وسط البلدة، ليلقي خطابا من على سطح مبنى المستوصف الصحي إلى أهاليها. وأكّد حينها في خطابه، أن من قام بهذه العملية هم أشخاص معدودون، تم إلقاء القبض عليهم.

_لكن قوات الجيش والحرس الخاص والحرس الجمهوري التابعين لصدام، دخلوا البلدة في اليوم التالي وبدأوا بتمشيط البساتين بعد أن قصفوها بالصواريخ والطائرات، ثم بدأوا بحملة اعتقالات استمرت أشهر عدّة، وشملت عدداً كبيراً من الرجال والأطفال والنساء. ويقول البعض أن عدد من تم إعدامهم يفوق العدد المعلن، بحيث احتجزت أجهزة أمن صدام وقتذاك 8 عائلات مكونة من 612 فردا، وأزالت مساحات زراعية تقدر بـ75 ألف دونم، حتى أنها قامت بطمر نهر الدجيل، فقامت بإعدام الكثير ممن لم يكن له علاقة بمحاولة الاغتيال، وتم نفي البعض منهم داخل العراق.

_ بعد غزو العراق عام 2003، وبعد إلقاء القبض على صدام حسين ومحاكمته لاحقاً، تم إعدامه في الـ 30 من كانون الأول / ديسمبر من العام 2006، لارتكابه جرائم ضد الإنسانية فيما يتعلق بتورطه في هذه المجزرة. كما أعدم كلاً من الأخ غير الشقيق لصدام ورئيس مخابراته السابق برزان والرئيس السابق لما يسمى بمحكمة الثورة عواد بندر، في الـ 15 من كانون الثاني / يناير للعام 2007، بتهمة المساعدة والتحريض. أمّا رابع من أدينوا وأعدموا في هذه القضية، فهو نائب صدام السابق طه ياسين رمضان.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور