الجمعة 22 تموز , 2022 03:02

الميدان يثبت نجاح قمة طهران فماذا عن دور أمريكا؟

الجيش السوري يعيد انتشاره في منطقة الشمال

تفيد المؤشرات الميدانية في شمال سوريا، الى أن القمة الثلاثية الإيرانية الروسية التركية التي عقدت في طهران، قد استطاعت إلغاء العملية العسكرية التركية في هذه المنطقة في الوقت الحاضر، ريثما يتمكن الإيرانيون والروس من إقناع القوات الكردية بإخلاء الشريط الحدودي، ما يساهم في إنهاء السبب الذي كانت تتذرع به الحكومة التركية لشن هذه العملية.

وما يزيد التأكيد على هذه النتيجة أيضاً، هو ما عكسته تصريحات الحكومة السورية عبر وزير الخارجية فيصل المقداد، خلال زيارته للجمهورية الإسلامية في إيران، حينما أكدّ بأن تركيا لم تحصل على ما كانت تتطلّع إليه، داعياً من وصفهم بالمرتبطين بالأميركيين (قوات قسد)، بعدم إعطاء تركيا أيّ غطاء لتبرير غزوها للأراضي السورية.

ميدانياً، أنهى الجيش السوري إعادة تموضعه وانتشاره في ريف حلب الشرقي، على طول خطوط التماس بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" من جهة، والمجموعات الإرهابية التابع لتركيا من جهة أخرى.

فقد تمركزت مجموعات الجيش السوري في القرى القريبة من مدينة منبج شرق حلب مثل: عون الدادات، عرب حسن، مجرى نهر الساجور، حتى بلدة العريمة. كما وصلت تعزيزات لها، إلى مدينتي عين العرب بريف حلب الشرقي وعين عيسى بريف الرقة الشمالي.

وشملت هذه التعزيزات استقدام أسلحة ثقيلة، بينها دبابات وعربات عسكرية ومدافع هاون وراجمات صواريخ وشاحنات عسكرية محملة بصناديق من الذخيرة والعتاد، بالتزامن مع تحليق مروحيات قتالية تابعة للجيش الروسي فوق سماء المنطقة، لحماية وتأمين تنقلات التعزيزات السورية.

وسيصل في الأيام المقبلة المزيد من التعزيزات بالجنود والأسلحة الثقيلة النوعية، كمنظومات الدفاع الجوي الرشاشة وربما الصاروخية وقطع المدفعية. ما سيساهم في تعقيد الميدان اما الحكومة التركية، فيما لو عادت قيادتها للتفكير من جديد في تنفيذ عملية عسكرية هناك، لأن قوات ببساطة ستتعرض لخسائر كبيرة إذا لم يؤمّن سلاح الجو تغطية لها.

وقد نشر الجيش السوري أيضاً، العديد من قواته على طريق "إم 4 – M4" الاستراتيجي، الذي يصل منطقة شرق شمال سوريا بمدينة حلب وصولاً الى مدينة اللاذقية الساحلية.

ماذا فعلت المجموعات الإرهابية التابعة لتركيا بالمقابل؟

بالمقابل قامت المجموعات الإرهابية المدعومة من تركيا، برفع سواتر ترابية قرب خطوط التماس مع الجيش السوري في ريف حلب الشرقي، حيث رفعت الآليات الثقيلة السواتر على الأطراف الجنوبية لمدينة الباب، بالقرب من طريق "إم 4". كما دخل رتل عسكري تركي جديد الى هذه المنطقة عبر معبر الراعي، والذي تألف من شاحنات تحمل معدات لوجستية وعسكرية وذخائر ودبابات وناقلات جند، وتوجه نحو الخطوط الأمامية الشرقية في منطقة "درع الفرات".

العرقلة الامريكية

وكعادة الولايات المتحدة الأمريكية في تغيير مواقفها وفق مصالحها، وبعدما خذلت "قسد" قبل أيام وتركتها وحيدة لمصيرها، إزاء أي حملة عسكرية تركية. سارعت الى تغيير ذلك عبر مسارين، سياسي من خلال ما صرح به المتحدث باسم الخارجية الأمريكية "نيد برايس" والذي أكد على دعم واشنطن للقوات الكردية، وعسكرياً من خلال لقاء قائد القيادة الأميركية الوسطى "مايكل كوريلا" مع القائد العام لقسد "مظلوم عبدي"، الأربعاء الماضي في مدينة الحسكة، بعد يوم من انعقاد اجتماع مماثل بين قائد قسد وقائد القوات الروسية في سوريا أليكسندر تشايكو.

وهذا إن دلً على شيء، فعلى واشنطن قد تعمل على عرقلة ما تم التوصل اليه من اتفاقات، لكي تحافظ على وجودها في المنطقة، الذي باتت تركيا الى جانب روسيا وإيران وسوريا، تُطالب بإنهائه!!


الكاتب: علي نور الدين




روزنامة المحور