الإثنين 25 تموز , 2022 04:26

العلاقة ما بين الكيان المؤقت وروسيا في منحنى انحداري

بوتين ولابيد

يبدو أن العلاقة ما بين الكيان المؤقت وروسيا، تسير في منحنى انحداري، قد لا يمكن إيقافه بسهولة، خصوصاً بعد استلام "يائير لايبد" منصب رئاسة الحكومة في الكيان، وهو المعروف بمواقفه السلبية ضد روسيا منذ تنفيذها للعملية العسكرية في أوكرانيا.

فبالأمس الأحد، حذر "لابيد" في مستهل جلسة حكومته، من تبعات قرار موسكو وقف نشاط "الوكالة اليهودية" في روسيا، قائلاً بأن "إغلاق مكاتب الوكالة سيكون حدثاً خطيراً، وسينعكس على العلاقات" فيما بين الطرفين. فقد نظر الكيان بخطورة بالغة إلى القرار الروسي، معتبراً إياه قراراً سياسياً وانتقامياً منه، بسبب استلام "لابيد" رئاسة الحكومة، فيما تقول موسكو أن الوكالة قد ارتكبت تجاوزات للقانون الروسي المحلي، حتى أن التحذير القضائي لهذه الوكالة قد تم مطلع هذا العام، أي قبل بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أصلاً.

لكن من جهة أخرى، يخشى الإسرائيليون أن تنعكس المواقف العدائية للحكومة الروسية، على الأوضاع في سوريا، بحيث تخفف إجراءات التنسيق الأمني والعسكري معها، وبالتالي تفقد إمكانية شن هجماتهم في إطار "المعركة ما بين الحروب" هناك، بل وربما تؤدي الى مواجهة مباشرة ما بين الطرفين. كما أن لدى الكيان خشية كبيرة، من قيام روسيا بتزويد الجمهورية الإسلامية في إيران بمنظومة الدفاع الجوي المتطورة "أس 400 S".

هذه الخشية الإسرائيلية، دفعت العديد من الشخصيات السياسية في الكيان، الى التعبير عن رفضها لموقف "لابيد"، مثل الوزير السابق وعضو الكنيست من الليكود "يسرائيل كاتس"، الذي صرح لإذاعة جيش الاحتلال، بأنه لا يستطيع فهم ما هي ضرورة دخول رئيس الوزراء لابيد في مواجهة مع بوتين، معتبراً تهديد لابيد العلني لرئيس روسيا هو خطأ فادح.

وما زاد الطين بلّة، أن لابيد بعدما كان قد قرر إرسال وفد إلى موسكو هذا الأسبوع للتحدث مع السلطات الروسية حول الأمر، إلا أن الأخيرة لم تعطي الإذن للوفد حتى الآن.

وفي سياق متصل، كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" مؤخراً، أن هناك منظمات يهودية أخرى تنشط في روسيا، قد تلقت هي أيضاً إنذارات مشابهة من وزارة العدل الروسية.

اهتمام الكيان بالتواجد في روسيا وأوكرانيا

ويعود اهتمام الكيان بتواجد هذه المؤسسة في روسيا وأوكرانيا، الى خططه الاستيطانية عبر استقدام اليهود في أوروبا الشرقية، مثلما أعلنت أيليت شاكيد منذ أشهر، عن خطتهم باستقبال 100 ألف يهودي أوكراني وروسي من أصل 800 ألف يعيشون هناك، بموجب ما يسمى بـ"قانون العودة" (قانون الهجرة اليهودي الذي يسمح باستقبال اليهود فقط)، وإعطائهم مساكن في مستوطنات بالضفة الغربية المحتلة، مثل مستوطنتي "يتسهار" و"رفافاه"، على حساب حق الفلسطينيين بأرضهم. وتشير آخر إحصاءات ما يسمى بوزارة "الاندماج"، الى وصول أكثر من 17 آلاف شخص من روسيا فقط هذا العام، وهو ما يعادل ضعف العدد المسجل خلال العام الماضي.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور