الإثنين 06 آذار , 2023 05:54

الجهاد الاسلامي درع حصين!

نافذ عزام يقترع خلال انتخابات الحركة

بعد 7 أشهر بالتمام على معركة "وحدة الساحات"، لم يتغيّر موعد الانتخابات الداخلية لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، التي تأتي كلّ 4 سنوات. ثبت قادة وأبناء الحركة على خياراتهم ومسارهم الذي رسمه المؤسس الأوّل الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي منذ السبيعينيات، محبطين بذلك محاولة آلة الحرب الإعلامية والدعائية لكيان الاحتلال باختراق حصون الحركة وبيئتها وشعبيتها خلال أيام المعركة.

شنّ الاحتلال بالتزامن مع العدوان العسكري، عدوانًا "معنويًا" أراد من خلاله ليّ ذراع "الجهاد الاسلامي" وعزلها عن كلّ أطياف الشعب الفلسطيني، كما بثّ الشائعات التي من شأنها أن تزعزع الثقة بخيار المقاومة متهمها بمجازر في قطاع غزّة. فقد كشفت تحقيقات الإعلام العبري فيما بعد أن غارات الجيش كانت المسؤولة عن قتل 5 أطفال في هجوم على منطقة واحدة("مقبرة الفالوجة" شرق مدينة جباليا شمال القطاع).

الثقة بنهج النخالة والعجوري لا تتزعزع

في المقابل عكس تجديد الثقة بالأمين العام زياد النخالة لأربع سنوات إضافية، الى جانب إعادة انتخاب مسؤول الدائرة العسكرية أكرم العجوري، استمرار أبناء الحركة بالسير خلف هذه القيادة والإيمان بحكمتها وصوابيّة خياراتها، بالاضافة الى الاستعداد لدفع "فاتورة" المواجهة التي كان الشهيد الشقاقي قد عبّر عنها بقوله "نحن أمة لا حياة لنا خارج مسيرة الدم والشهادة".

توّجت "الجهاد الاسلامي" هذه المسيرة في الضفة الغربية المحتلّة، حيث تتكاثر – خاصة في السنتين الماضيتين -  كتائب المقاومة التابعة لسرايا القدس في مختلف المناطق ولا سيما في جنين ونابلس وطولكرم. وهناك، كانت الحركة أيضًا على "موعد مع الدّم". انتهاكات يومية واغتيالات طالت قادة كتيبة جنين من جميل العموري الى عبد الله الحصري ومتين الضبابا وفاروق سلامة وعمر السعدي وغيرهم. الى جانب اعتقال كوادرها ومن بينهم بسّام السعدي وخضر عدنان. كما اغتال الاحتلال أخيرًا مؤسس "كتيبة نابلس" محمد الجنيدي وقبله مؤسس "كتيبة طولكرم" سيف أبو لبدة.

أسرى حركة الجهاد الإسلامي لم يستثنيهم الاحتلال من عدوانه المستمر بحقهم منذ عملية التحرّر من سجن "جلبوع" التي هندسها القائد في الحركة محمود العارضة. هدف العدوان الى عزل هؤلاء الأسرى في أقسام في محاولة سلخهم عن نسيج الحركة الأسيرة بكّل مكوناتها داخل السجون.

المجلس العسكري

بالعودة الى  ما بعد  معركة "وحدة الساحات"، وعلى الرغم من اغتيال الاحتلال لقائدين كبيرين في سرايا القدس، الأول قائد المنطقة الشمالية تيسير الجعبري، والثاني، قائد المنطقة الجنوبية خالد منصور الا أنه بعد 4 أشهر تمامًا أجرت "الجهاد الاسلامي" تعينات لقادة جدد في مجلسها العسكري وأعادت توزيع المسؤوليات بين أعضائها بما يتناسب مع مرحلة الصراع مع الاحتلال، في رسالة واضحة مفادها أن عدوان الاحتلال على الحركة لا يمكن أن يؤثر على تطوّر عديدها واستمرار انخراط عناصر جديدة تطوعًا في صفوفها.

الإدارة الداخلية تخضع لعملية ديمقراطية

إيمانًا بـ "نظرية تدافع الأجيال، وحق أبناء حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن يُقيموا أداء قيادتهم، فيُحاسبوا من قَصّر، ويُجددوا الثقة بمن أصلح وأنجز"، تعتمد حركة الجهاد الاسلامي في إدارة أمورها الداخلية العملية الديمقراطية التي تساهم في إشارك أبنائها باختيار من يصنع قرارهم ويمثّل موقفهم في مختلف القضايا. بما يدلّل أن الحركة التي بدأت فعليًا مطلع الثمانينيات نضجت تجربتها في الميدان السياسي والاجتماعي.

في بيانها حول الانتخابات أكّدت "الجهاد الاسلامي" أن العملية الانتخابية جرت بشكل شورى وديمقراطي وسادتها الروح الأخوية والأجواء الهادئة والإيجابية وبمشاركة واسعة من أبناء الحركة، بلغت نسبتها 95% من أصحاب الحق في الانتخاب وفق اللوائح الداخلية للحركة، في كل من ساحتي قطاع غزة والخارج". عكست نسبة المشاركة التزام قيادة وأبناء الحركة بمسؤولية القرار السياسي، الى جانب الانسجام التام داخل الحركة.

وباسم "شهداءنا الأكرمين من القادة الميامين وعلى رأسهم المؤسس الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي و الدكتور رمضان شلّح رحمهما الله، وكل قادة سرايا القدس الأبطال في الضفة والقدس والشتات الذين ارتقوا شهداء في هذه المسيرة الطويلة والمباركة، وجرحانا البواسل وأسرانا الابطال، وكل المقاتلين الذين يمتشقون السلاح على امتداد فلسطين وفي مخيمات اللجوء والشتات"، خاضت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين انتخابات مكتبها السياسي للدورة 2023 – 2027، والتي أفرزت:

1/ عن الداخل

_ الدكتور وليد القططي

_ الدكتور يوسف الحساينة

_ أحمد المدلل

_ نافذ عزام

_ محمد حميد

2/ عن الخارج

_ أكرم العجوري

_ الدكتور محمد الهندي

_ علي أبو شاهين

_ احسان عطايا


الكاتب: مروة ناصر




روزنامة المحور