السبت 17 تموز , 2021 05:51

لماذا تروج واشنطن لدور حزب الله في امريكا اللاتينية؟ (الجزء الثاني)

حزب الله

تبذل الولايات المتحدة موارد وجهود هائلة لربط حزب الله بالقسم الغربي من الكرة الأرضية ولا سيما أميركا اللاتينية مستفيدة من تواجد ملحوظ لمهاجرين لبنانيين في تلك المناطق. ويفيد هذا الربط بأنه يتيح تعبئة الرأي العام الأميركي ضد حزب الله باعتباره ينشط في "الحديقة الخلفية" للولايات المتحدة أي أنه يمثل تهديدًا مباشرًا وقريبًا للأرض الأميركية، كما أنه يمهد لإيجاد صلات مزعومة بين حزب الله وجملة من الأنشطة الإجرامية التي تحتاج القارة الأميركية مثل تجارة المخدرات وغسيل الأموال ونشاط الجريمة العابرة للحدود.

وفيما يلي الجزء الثاني من سلسلة المشروع البحثي الذي أعده المجلس الاستشاري للدراسات والتوثيق "تفكيك المزاعم الأميركية حول حزب الله في أميركا اللاتينية".

الجهات المحرضة في الجلسات

من أصل مئة جلسة استماع خصص المشرعون في غرفتي الكونغرس 58 جلسة للاستماع إلى ما يسمى "شهادات" جهات غير حكومة، و24 جلسة استماع لمسؤولين حكوميين من وزارات الخارجية والأمن الداخلي والدفاع والعدل والخزانة، ووكالات حكومية أخرى، و18 جلسة جُمع فيها بين مسؤولين حكوميين وآخرين غير حكوميين. الرسم رقم (8) يُظهر عدد مشاركات ما يسمى مراكز البحث والفكر الأميركية، التي تدّعي أنها متخصصة في رصد نشاط كل من إيران وحزب الله، في مواضيع تتعلق بما يسمى "الإرهاب" والنشاط الاجرامي.

- مراكز البحث والفكر

يُلاحظ أن أكثر المراكز مشاركة في جلسات الاستماع كانت "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، المعروف ارتباطها باللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، وبالتحديد حزب الليكود الصهيوني. تلاها "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" في المرتبة الثانية، وهو معهد معروف الارتباط أيضًا باللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة. فيما حل في المرتبة الثالثة من حيث المشاركات في جلسات الاستماع "معهد المشروع الأمريكي" الذي يصنّف كمؤسسة "محافظة" تدافع عن مصالح "إسرائيل" في أميركا. اما باقي المؤسسات البحثية والفكرية فأغلبها يُصنّف على أنه مراكز يملكها ويديرها إما "المحافظون الجدد" كـ "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" أو اليمين المتطرّف المعادي للإسلام الذي يدير "المركز الدولي للتقييم والاستراتيجيا". أغلب المراكز المذكورة في الرسم أدناه تتلقى دعمًا ماليًا من ممولين صهاينة كالملياردير "شيلدون أديلسون" والملياردير "بول سينجر".

- الأفراد المشاركون

دُعي للمشاركة في جلسات الاستماع المئة خليط من الباحثين ومدراء الأقسام في العديد من المراكز المذكورة في الرسم رقم (8)، إلى جانب خبراء وأكاديميين من جامعات وبلدان أجنبية. لكن أكثر ما يُلاحظ في سجل المشاركين في الجلسات تكرر مشاركة أشخاص بعينهم، من المنتمين إلى مراكز ومعاهد مرتبطة باللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، بل إن أغلبهم من اليهود الأميركيين المتحمسين لاستهداف صورة الإسلام بشكل عام، وحركات المقاومة بشكل خاص، وعلى رأسها حزب الله.

وكما يبين الرسم رقم (9)، كان دوغلاس فرح أكثر المشاركين في جلسات الاستماع بواقع 12 مرة، تلاه كل من ماثيو ليفيت الباحث في "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى"، وإيلان بيرمان نائب رئيس "مجلس السياسة الخارجية الأميركية" بواقع 9 مشاركات لكل منهما، ثم إيمانويل أوتولينغي الباحث في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" بسبع مشاركات، وكل من مايكل برون مدير العمليات السابق في وكالة مكافحة المخدرات الأميركية، وسكوت موديل الباحث قفي مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS بواقع 5 مشاركات. أغلب الباحثين المستمع إليهم، الواردة أسماؤهم في الرسم رقم (9)، هم من اليهود الأميركيين، أو من المسيحيين الانجيليين اليمينيين الذين يعملون لصالح الكتل اليمينية المعادية للإسلام عمومًا.


المصدر: المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق




روزنامة المحور