الجمعة 23 تموز , 2021 03:15

انسحاب الجيش الأمريكي: الكلمة الفصل للمقاومة العراقية

جندي أمريكي في العراق

تنعقد اليوم الجمعة الجولة الرابعة من الحوار الإستراتيجي، بين حكومتي العراق والولايات المتحدة الأمريكية. وبالتزامن أفادت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن مسؤولين أميركيين وعراقيين، أن بيانا وشيكا سيصدر بسحب القوات الأميركية المقاتلة من العراق. وأوضحت الصحيفة بأن المسؤولين أكدوا أن البيان سيدعو لسحب هذه القوات، نهاية العام الجاري، لكن سيبقى بعض العسكريين، بذريعة مساعدة الحكومة وتدريب القوات المسلحة العراقية.

لكن ومع ملاحظة أن خبر الصحيفة الأمريكية يأتي قبل أسبوع، من زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والوفد المرافق له إلى واشنطن. لذا فقد يكون الإعلان عن هذا البيان رسمياً، خلال هذه الزيارة، وليس في جولة اليوم. خصوصاً وأن الأمريكيين دأبوا على المماطلة، خلال كل جلسات هذا الحوار، دون أن يحددوا موعداً رسمياً لهذا الانسحاب، المطلوب عراقياً من قبل الشعب والدولة.

الأسباب التي تجبر الأمريكيين على الانسحاب

تعرض الجيش الأمريكي في العراق (ومؤخراً في سوريا)، لسلسلة عمليات هجومية بشكل متصاعد. والتي اقتصرت نتائجها على تكبد الأمريكيين، خسائر مادية في القواعد والآليات والقوافل اللوجستية، دون أن تتسبب بأي خسائر بشرية حتى الآن (وفق ما يدعي الأمريكيون).

لكنها مسألة وقت، قبل أن تقرر الفصائل تصعيد عملياتها، دون اكتراث لخسائر الأمريكيين البشرية (والتي لن تستطيع واشنطن وقتها التستر أكثر عليها)، ما يزيد بشكل كبير من فرص نشوب اشتباك عسكري، قد يتطور إلى حرب إقليمية لاحقاً. وعندها سيلحق الضرر الأكبر، بأميركا والدول التابعة لها في المنطقة.

كل هذا، يفرض على أميركا أن تقوم بسحب جيشها من العراق (وأيضاً سوريا) اليوم قبل الغد، ولعدة أسباب:

_ الشعب العراقي بأغلبيته يرفض وجود هذه القوات، ويعتبر وجودها السبب الرئيسي لما يمر به من أزمات مختلفة.

_ عدم وجود جدوى استراتيجية لهذه القوات، فبأعدادها القليلة (حوالي 900 جندي في سوريا، و3500 في العراق) لا يمكنهما منع أو التصدي لأي تهديد.

_ الضربات الجوية الانتقامية لم تحقق أي فائدة ردعية، بل العكس أشعلت حرب مفتوحة (على نمط حروب العصابات).

_ يتعرض الرئيس الأمريكي "جوزيف بايدن" الى الكثير من الانتقادات الداخلية، منها ما يسأله عن سبب هذا الوجود العسكري وفوائده، ومنها ما يطالبه بشن عمليات انتقامية أقوى معلوم إلى أين مآلها.

فلتأخذ واشنطن العبرة من تجربتها الأفغانية

رغم خوضها للحرب ضد أفغانستان طيلة 20 عاماً، بحجة انهاء حكم طالبان، لم تستطع واشنطن من تحقيق أي إنجاز يذكر. غير أنها دمرت البلد وتسببت بسقوط الكثير من الضحايا المدنيين. وها هي اليوم تنسحب وفق الشروط التي فرضتها حركة طالبان، التي تعهدت أيضاً بعدم استهداف الأمريكيين قبل 11 أيلول، موعد اكتمال الانسحاب.

وفي السابق أشار الأمين العام لعصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي- بعد المماطلة الأمريكية في تحديد موعد للانسحاب - إلى أن الطريقة الأفغانية هي الطريقة الوحيدة لإخراج الأميركيين.

لذا فعلى واشنطن عدم محاولة الخداع من خلال قولها، أنها ستسحب قواتها المقاتلة وتترك الاستشاريين والمدربين، لأن العراقيين يعون أن هذا الإعلان سيكون مشروطاً بضمان بقاء قواعدها الجوية وسيطرتها على الأجواء العراقية (من خلال قاعدتي الحرير وعين الأسد).

وإلا فإن "عمليات المقاومة مستمرة وستسمر الى حين خروج القوات الامريكية من كل الاراضي العراقية وبالشكل الذي كفله الدستور العراقي وأقره مجلس النواب وطالبت به الملايين من ابناء شعبنا" كما صرح بذلك الشيخ الخزعلي.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور