الخميس 23 تشرين أول , 2025 04:30

الإمارات والقضية الفلسطينية: صراع قوميتين متنافستين!

أنور قرقاش متحدثاً لرويترز

لا تترك دولة الامارات وقادتها ومسؤولوها مناسبة أو مرحلةً، وإلا ويظهروا ويثبتوا خلالها مدى ارتباطهم ورهانهم في ضمان مستقبلهم، على أمريكا وإسرائيل. فبالنسبة لهم: يجب توفير الأمان لإسرائيل، والقضية الفلسطينية ليست سوى صراع ما بين "قوميتين متنافستين تتقاتلان على قطعة أرض واحدة، ويجب تقسيم هذه الأرض"، والمقاومة ما هي إلا آراء متطرفة بشأن "القضية الفلسطينية" ولم تعد صالحة.

هذه المواقف التي لا يمكن وصفها الا بالانبطاحية والاستسلامية لإسرائيل، أطلقها مؤخراً المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات محمد بن زايد، أنور قرقاش، خلال قمة رويترز الخليجية. فقرقاش يعدّ من الشخصيات الإماراتية البارزة، التي تصرّح بالمواقف والقناعات التي تتطابق مع توجهات رئيسه محمد بن زايد.

وفيما يتعلق بمعركة طوفان الأقصى، التي تعتبر معركة مقاومة ضد إحتلال، قال قرقاش: "لقد شهدنا 30 عامًا من مسار الإسلام السياسي، وكان الإسلام السياسي هو المقاتل الرئيسي هنا خلال عامين من الحرب"، مضيفًا أن الإسلام السياسي قد يكون الآن في طور التراجع. مع العلم بأن رويترز أشارت الى أن الإمارات تعتبر الجماعات الإسلامية مثل حماس، تهديدًا وجوديًا لها. وهذا ما يؤكّد الأنباء التي تم تداولها خلال معركة الطوفان، بأن هناك دول عربية تدعم العدوان الإسرائيلي الأمريكي على قطاع غزة – وربما في مناطق ودول غير فلسطين المحتلة – وتشارك مادياً في الحرب الإسرائيلية على المقاومة الفلسطينية، حتى أن بعض الجهات كشفت خلال بدايات الحرب، بأن الإمارات دفعت 9 مليار دولار كدعم لكيان الاحتلال الإسرائيلي.

وهذا عرض لأقوال ومواقف قرقاش الأخرى التي أدلاها لرويترز:

_ ضم إسرائيل للضفة الغربية المحتلة سيُشكّل "خطًا أحمر" بالنسبة للإمارات. لكنه عندما سُئل عما إذا كان هذا الخط الأحمر سيؤدي إلى إنهاء اتفاقيات أبراهام، قال قرقاش إن التركيز الآن يجب أن ينصب على إنجاح خطة ترامب لإنهاء حرب غزة!! (سبق لرويترز أن كشفت وفقا لـ 3 مصادر مطلعة بأن الإمارات قد تُخفّض مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل إذا ضمّت حكومة نتنياهو جزءًا من الضفة الغربية أو كلها، لكنها لا تدرس خيار قطع العلاقات تمامًا).

_الإشارة الى دعمه للسلطة الفلسطينية لكي تلعب دورا في غزة ما بعد الحرب، حيث قال بأنها أعلنت استعدادها للإصلاح، لكنه أضاف بأن هناك حاجة إلى تغييرات مثل الشفافية المالية.

الإمارات وإسرائيل: شراكة صناعية عسكرية نامية

وفي سياق متصل بتصريحات قرقاش الأخيرة، وبينما كانت العديد من الدول الغربية تقاطع كيان الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما في الأمور العسكرية أو ما يتعلق بها، كانت الشراكة العسكرية بين الإمارات وإسرائيل تتصاعد وتيرتها بشكل كبير.

ومؤخراً، جرى الإعلان عن أول شراكة صناعية عسكرية كبرى ستكون بين الطرفين، عبر مجموعة "إيدج" الإماراتية (الشركة العسكرية التي يديرها النظام الحاكم) وشركة "إلبيت سيستمز" الإسرائيلية لشراء عدد غير محدد من طائرات بدون طيار من طراز "هرميس 900 "، بما في ذلك نقل التكنولوجيا والإنتاج المحلي.

ولا تقتصر الشراكة بين الطرفين على مجال عسكري أمني واحد فقط، بل تتعداه الى الكثير من المجالات مثل:

1)المشاركة في المناورات المشتركة: في نيسان / أبريل 2025، أرسلت تسل الإمارات 9 طائرات مقاتلة من طراز "ميراج 2000” للمشاركة مع القوات الجوية الأمريكية والإسرائيلية في تدريبات متعددة الجنسيات في اليونان.

2) تبادل المعلومات الاستخباراتية بشأن "التهديدات المشتركة" عبر منصة استخبارات مشتركة تسمى "كريستال بول"، والتي تركز على تهديدات الأمن السيبراني.

3)يعتبر العديد من الخبراء أن الإمارات كما العديد من دول الخليج، شركاء عسكريين فعليين لكيان الاحتلال الإسرائيلي من خلال تواجدهم ضمن نظام LINK-16.

4)تمويل القطاع العسكري الإسرائيلي عبر الشراء: كشف موقع ميدل ايست آي أن الدول التي وقعت على اتفاقيات أبراهام للتطبيع قد بلغت نسبة وارداتهم 12% من صادرات إسرائيل العسكرية لعام 2024 وحده، والتي بلغت قيمتها نحو 15 مليار دولار.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور