الأربعاء 20 نيسان , 2022 01:09

وحدة "الوعي" في جيش الاحتلال: تتبّع الناشطين الرقميين في القدس

وحدة "الوعي" في الكيان المؤقت

يستمر الكيان الإسرائيلي المؤقت في قمع الرواية والمحتوى الفلسطيني الذي يفضح جرائمه حيث عمل في العام الماضي على حجب أكثر من 600 صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي تدعم القضية الفلسطينية. ويذهب الكيان نحو تلميع صورته في الإعلام العالمي وخاصة الغربي عبر إقامة علاقات رقمية وإعلامية ليحظى من خلالها "بتعاطف" دولي يبقيه في موقع "الضحية" ويخلّصه من صفة "الاحتلال".

وقد أنشأ الاحتلال وحدة خاصة للعمل في هذا الإطار هي:

 وحدة "الوعي"

أعلن جيش الاحتلال في العام 2018 عن تأسيس وحدة "الوعي" والتي تختص في "التأثير على الرأي العام في الدول الغربية بهدف التلاعب والتأثير على صناعة القرار والمواقف في الحكومات الغربية لصالح "إسرائيل".

تتبع هذه الوحدة لقسم التخطيط في جيش الاحتلال ويترأسها ضابط من شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، "مهمتها دفع الجيوش على المستويين الدفاعيّ والهجوميّ، من أجل التأثير على الرأي العام في بلدانها ضد أعداء إسرائيل، ويتجسد هذا التأثير على متخذي القرارات، والعاملين بالمؤسسات الدولية"، بحسب ما أشارت صحيفة "هآرتس" العبرية. كما تنسّق هذه الوحدة مع ودبلوماسيي وقانونيي وإعلاميي الغرب، بالأسلوب الناعم تريد الوحدة تمرير الدعاية الإسرائيلية وتضليل الرأي العام في محاولة لشرعنة احتلالها في فلسطين المحتلة وتغيير الآراء الغربية حول نشاطات وأعمال جيش الاحتلال في الجبهة الجنوبية والشمالية (لبنان وسوريا). وأضافت الصحيفة أن "جنرالات المؤسسة الأمينة الإسرائيلية يؤمنون أن الجيش يجب أن يحارب بهذه الجبهة الجديدة".  

كان قد وضع نواتها الأولى رئيس أركان جيش الاحتلال الأسبق موشيه يعلون الذي قال "يمكن لنا أنْ نؤثر على الرأي العام العالمي من خلال التأثير على الوعي" وذلك أيام الانتفاضة الفلسطينية الثانية. ثمّ تبنى الفكرة رئيس الأركان السابق (2015 – 2019) الجنرال غادي آيزنكوت وأسس "وحدة الوعي".

الوحدة جزء من الحرب على المحتوى الفلسطيني

مع تصعيد الشعب الفلسطيني للعمل المقاوم والعمليات الفدائية والتصدي لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى وباحاته واعتداءات شرطة الاحتلال على المصلين والمرابطين فيه، بالتزامن بين المناسبات الإسلامية (شهر رمضان) واليهودية (عيد الفصح)

ترتكز جزء من عمل هذه الوحدة في القدس المحتلة لأجل مراقبة المقدسيين على وجه الخصوص، حيث تقوم بتعقّب كُتّاب المنشورات الداعمة للعمليات الفدائية عبر منصات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يؤدي لاعتقال الناشطين الفلسطينيين. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية أن "شرطة محافظة القدس أقامت دائرة جديدة لتحديد واكتشاف المحرضين". وتضيف الصحيفة أن الاحتلال اعتقل العشرات من الفلسطينيين ومن الذين كانوا يصورون خلال الاشتباكات في الأقصى.

تعمل الوحدة على فحص المنشورات الرقمية سواء كانت نصاً أو فيديو أو صورة أو صوت أو أغنية وتقوم بترجمتها لفهم مضمونها الى الرسالة من ورائها ثم يتم نقل المعلومات الى "ذراع التحقيق" في محاولة لمنع العمليات الفدائية قبل وقوعها، بحسب ما شرحت للصحيفة رئيس أركان الوحدة العريف ليفنات سترومزا.  


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور