الثلاثاء 21 حزيران , 2022 01:43

عزم الصادقين: السرايا تطوّر قدراتها الصاروخية وتحاكي استهداف منشآت غاز الاحتلال!

مناورة "عزم الصادقين"

أنهت سرايا القدس، يوم أمس (20 / 6/ 2022)، بتوقيت التاسعة، مناورتها الصاروخية الأولى تحت عنوان "عزم الصادقين"، والتي حاكت "عمليات ميدانية مختلفة بمشاركة عدة تشكيلات عسكرية أبرزها الوحدات الصاروخية والمدفعية"، كما كان قد أوضح الناطق العسكري باسم السرايا "أبو حمزة".

فما هي التفاصيل الميدانية؟

أكّد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الدكتور محمد شلّح في حديث خاص لموقع "الخنادق" أن سرايا القدس أطلقت خلال مناورتها " ما بين الـ200 و350 صاروخاً وقذيفةً حاكت من خلالها قصف مستوطنات الغلاف عبر وضع أهداف رمزية تدريبيّة (زوارق في مياه غزّة) في إطار تحسين وقياس مديات الصواريخ حسب الاحداثيات". وذكر قائد ركن عمليات في سرايا القدس "أبو أحمد" خلال حديث له في الاعلام الفلسطيني أن السرايا صنعت صواريخ حديثة ومتطورة وحاكت خطة دفاعية لرشقات صاروخية تضرب مواقع ومستوطنات وعمق الاحتلال بزخم ناري يوقف أي عدوان.

كما أن تطوير دقة الصاروخ شكّلت العنصر الأهم في هذه المناورة، فمعركة "سيف القدس" أظهرت تطوراً ملحوظاً في دقة إصابة بعض الصواريخ. واليوم مع تطوير تصنيع الطائرات المسيرة وخاصة ذات المهام الاستطلاعية، فإن المقاومة باتت قادرة على تحديد بنك أهدافها مسبقاً لتجنّب الرشقات "العشوائية". ومن ناحية أخرى يمكنها بعد تنفيذ الضربة استطلاع مستوى الأضرار التي خلّفتها لدى الاحتلال وقياسها لتحسين دقة الضربات الجديدة.

كذلك هدفت الى تحسين القدرة التفجيرية للصاروخ عبر زيادة وزن رأسه الحربي المتفجّر. وكانت السرايا قد وصلت الى رأس بزنة 400 كيلوغرام من المواد المتفجّرة في صاروخ "القاسم" الذي دخل الخدمة الميدانية خلال "سيف القدس". لكنّ السرايا معنية دائماً بتطوير الرأس الحربي بهدف تحسّين القدرة التدميرية للصاروخ وزيادة مداه الفعّال.

المناورة حاكت استهداف منشآت الغاز الإسرائيلية!

فيما حاكت المناورة أيضاً قصف أهداف بحرية حيوية ربطاً بالمستجدات الحالية في المنطقة والعالم، من ناحية تكثيف الاحتلال للتنقيب، وإن في المساحة المتنازع عليها مع الجانب اللبناني طمعاً بالتصدير الى القارة الأوروبية. فقد قالت مصادر فلسطينية "للخنادق" أن المناورة "اختممت برشقة صاروخية حاكت استهداف منشآت الاحتلال لاستخراج الغاز قبالة شواطئ غزّة ". ويمكن القول أن المقاومة الفلسطينية وخاصة سرايا القدس تضع نفسها في مقدّمة مواجهة اعتداءات الاحتلال الى جانب المقاومة في لبنان. ومن هنا أشار د. شلّح في معرض حديثه الى أن تنفيذ هذه المناورة بالتزامن مع تهديدات حزب الله لحماية الحقول النفطية والغازية يخلق شكوكاً مقلقة لمستويات الاحتلال حول موجود تنسيق بين لبنان وغزّة في هذه الظروف الحسّاسة.

ما هي الرسائل السياسية للمناورة؟

انطلاقاً من اختيار اسمها "عزم الصادقين"، فإن المناورة أكّدت على التزام حركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس بمبادئها في الدفاع عن الشعب الفلسطيني ومراكمة عناصر القوّة والقدرات العسكرية لمواجهة الاحتلال، فقد قال "أبو حمزة" في بيانه أن "هذا الجهد يأتي في إطار رفع الجهوزية القتالية لدى مجاهدينا، وتأكيداً منا على استمرار مشوارنا الطويل الممتد بالمشاغلة والمراكمة حتى التحرير والعودة".

كما أوضح د. شلّح أن المناورة تأتي أيضاً بعد تصريحات الأمين العام للحركة زياد النخالة التي أعادت زخم المقاومة الى الضفّة من خلال إطلاق التهديدات أمام إمعان الاحتلال في انتهاكاته اليومية للقدس والمسجد الأقصى ومدن الضفة. كذلك بالتزامن مع معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها عدد من الأسرى وفي مقدّمتهم الأسير خليل عواودة الذي دخل يومه الـ 111 على التوالي وسط تدهور في وضعه الصحي. وشدّد د. شلّح أن سرايا القدس "مستعدة لاحتمال التصعيد وكسر هذا الصمت حول ما يجري في الضفة"، مضيفاً "أن المناورة تعيد بثّ روح المقاومة في الجماهير بعد مشاهد مسيرة الأعلام، والتي بدا في ظاهر الأمر، ولحسابات استراتيجية لدى المقاومة، أنه لم يتم الرّد عليها".

بين المعارك الثلاث (2008 / 2012 / 2014) وبين معركة "سيف القدس" (2021)، تجربة عسكرية نضجت لدى فصائل المقاومة الفلسطينية التي انتقلت الى مراحل متقدّمة في التصنيع العسكري كما في أدائها الميداني ضمن خطط وتشكيلات مدروسة. واليوم فإن الخبرات المتراكمة الى جانب التطوّر المطّرد للعمل الميداني الذي يحاكي الجيوش النظامية، فإن المعركة المقبلة تنذر جيش الاحتلال بنوع جديد من المواجهة التي تحمل العديد من المفاجآت.


الكاتب: مروة ناصر




روزنامة المحور