السبت 16 تموز , 2022 12:54

جورج جرداق: عاشق الإمام علي (ع)

جورج جرداق

ونحن على مقربةٍ من عيد الغدير الأغرّ، الذي يحتفل به المسلمون الشيعة، بذكرى تنصيب النبي محمد (ص) للإمام علي بن أبي طالب (ع) بالولاية من بعده. لا يمكننا إلا أن نتذكر الأديب اللبناني "جورج جرداق"، الذي قدّم البرهان الحقيقي، بأن الإمام علي (ع) ليس لفئة من البشر دون سواها، بل هو للبشرية بأسرها.

وهو القائل يوماً: "يا أيّها العالم، ماذا سيحدث لو جمعت كلّ قواك وقدراتك، وأعطيت الناس في كلّ زمان عليّاً بعقله وقلبه ولسانه وذي الفقاره؟!".

فما هي أهم وأبرز المحطات في مسيرة وحياة الأديب جرداق؟ وكيف نمت علاقته بالإمام علي (ع)؟

_ ولد في العام 1931، في بلدة الجديدة في منطقة مرجعيون بجنوب لبنان، لكن تعود جذور عائلته الى قرية "ضهور الشوير" في منطقة المتن – جبل لبنان، ويعود أصله إلى "الغساسنة".

_ أنهى تعليمه الابتدائي في مدرسة في هذه المنطقة. وخلال مرحلة طفولته، طالع في ديوان المتنبي ومجموع البحرين لنصيف اليازجي، وكان متعلقاً جداً بهما، حتى أنه كان يهرب من المدرسة من أجل قرأتهما، وهذا ما دفع بمدرسته لأن تشكوه الى عائلته، لكن شقيقه فؤاد (المهندس والشاعر) دافع عنه، وهو من أهداه كتاب نهج البلاغة قائلاً له: "إدرس هذا الكتاب بطريقة خاصة واحفظ منه غيباً كل ما تستطيع حفظه، فإن فيه الخير كل الخير لمن يطلع عليه ويحفظ منه".

وعندما بلغ من العمر 13 عاماً، كان قد حفظ الكثير من نهج البلاغة والكتابين الآخرين.

_ أما عندما كان يبلغ من العمر 14 عاماً تقريباً (منتصف اربعينيات القرن الماضي)، قام بتأليف مسرحية بعنوان "شروق الشمس"، تم عرضها في بعض قرى جنوب لبنان.

_ قدم إلى بيروت وأكمل دراسته في الأدب العربي في كلية الكنيسة. وبينما كان يبلغ من العمر 18 عاماً فقط، كتب أولى أعماله الأدبية بعنوان "واغنر والمرأة".

_بعد تخرجه من الجامعة، قام بتدريس الأدب العربي والفلسفة العربية في بعض المدارس والجامعات في بيروت، وبالتزامن مع ذلك، ترجم وكتب بعض المقالات في الصحف والمجلات اللبنانية مثل: الحرية، الصياد، الشبكة، النساء، الكافي العربي، الأمن، وبعض الصحف العربية المطبوعة في باريس. كما كتب لمدة سنتين في الوطن والرأي العام اللتان كانتا تطبعان حينها في الكويت.

_ وفي العام 1960، قرر أن يكتب موسوعة عن الإمام علي (ع)، وضع لها عنوان: علي صوت العدالة الإنسانية.

_ سُأل في إحدى المرات، عن سر عدم كتابته عن شخصية غير الإمام علي (ع)، فأجاب: "اقترح البعض أن أكتب عن الخلفاء الإسلاميين الآخرين أو غيرهم على سبيل المثال، لكنني لم أقبل، ليس لأنني أريد أن أقول بأن الآخرين سيئون، لم يكن الأمر كذلك على الإطلاق، لكنني لم أر أحداً يستحق الكتابة بعد علي (ع)".

_ له العديد من المؤلفات التي ناهزت الـ 30 مجلداً، وقد طبعت موسوعته باللغة الفارسية أيضاً.

_ تم تكريمه في الكثير من المناسبات، ومنها في المستشارية الثقافية الإيرانية في بيروت والعراق، كما زار الجمهورية الإسلامية في إيران مرتين في هذا الإطار (عام 1997 و2000). حتى أن إيران كرمته بعد وفاته (في العام 2016)، بإطلاق اسمه على الشارع المطل على السفارة اللبنانية، في الحي السادس بالعاصمة طهران.

_ - كان يقدّر الإمام الخميني (رض)، ووصفه في إحدى المقابلات بـ" أعظم زعيم في العالم الإسلامي بين المعاصرين"، وقال يومها: "استطعت أن أفهم عظمة وحتى علم الخميني من الأخبار، لكن قبل عامين عندما ذهبت إلى إيران ورأيت منزله المتواضع، وجدت شيئًا أعظم فيه، ولم يكن سوى الصدق والبساطة والتعامل مع اشخاص...".

_ توفي في الـ 5 من كانون الأول / نوفمبر 2014، عن عمر ناهز الـ 83 عاماً.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور