الإثنين 09 كانون الثاني , 2023 04:23

أبرز ما جاء في المؤشر العربي للعام 2022: إسرائيل وأمريكا هما الأخطر!!

استطلاع المؤشر العربي للعام 2022

بغض النظر عن مدى موضوعية مدير المركز العربي للدراسات "عزمي بشارة"، الذي يقود منذ سنوات منظومة اعلامية وبحثية، تعمل على اعتبار السلالات الحاكمة في منطقة الخليج الجهة المؤتمنة على مصير العرب، مع التشديد على نقد ومعارضة بل ومعاداة (كحال الدولة السورية)، كل ما له صلة بمحور المقاومة ضد الكيان المؤقت وضد الهيمنة الاميركية في المنطقة.

إلا أن نتائج استطلاع المؤشر العربي للعام 2022 - رغم العديد من علامات الاستفهام والمفارقات التي ترد في نتائجه - الذي نشره المركز العربي تكشف ملامح الرأي العام للشعوب العربية، وأهمها بما يتعلق في قضاياه المصيرية، لناحية العداء المطلق لكيان الاحتلال ورفض مشاريع التطبيع بنسبة كبيرة. وتقدّم الدوران الإسرائيلي والأمريكي على أدوار دول أخرى، في تهديد أمن واستقرار المنطقة. وفي اعتراف نسبة مهمة من المستطلعين، بأن الجمهورية الإسلامية في إيران تقف في مقدمة الدول الداعمة لفلسطين.

بعض نتائج الاستطلاع اللافتة

بحسب المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، فقد تم تنفيذ الاستطلاع في 14 بلد عربي، وزعت على أقاليم جغرافية بالشكل التالي:

المغرب العربي: موريتانيا، المغرب، الجزائر، تونس، وليبيا.

وادي النيل: مصر، والسودان.

المشرق العربي: فلسطين، لبنان، الأردن، والعراق.

الخليج: السعودية، الكويت، وقطر.

وشمل الاستطلاع 33 ألف و300 شخص من هذه الدول، أُجريت معهم مقابلات شخصية مباشرة من قبل الباحثين.

أما أكثر النتائج اللافتة:

_ بالنسبة إلى تهديد أمن المنطقة واستقرارها، أظهرت النتائج أنّ الرأي العامّ متوافق بنسبة 84%، على أن سياسات إسرائيل تهدّد أمن المنطقة واستقرارها. يليها من بعد ذلك 78% للسياسات الأميركية تهدّد أمن المنطقة واستقرارها، وهذا يؤكد بأن الشعوب العربية باتت واعية أكثر من حكامها لأدوار أمريكا وإسرائيل في تعريض أمن واستقرار المنطقة للخطر. أما بالنسبة للـ 57% الذين اعتبروا بأن السياسات الإيرانية هي المسؤولة عن ذلك، فيمكننا إرجاعه لتأثر هذه الشعوب بحملات التضليل والتشويه والحروب النفسية، التي تواجهها الجمهورية الإسلامية منذ عقود.

_ عبّر ما نسبته 76% عن أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب جميعا، وليست قضية الفلسطينيين وحدهم.

_على صعيد الاعتراف بكيان الاحتلال الإسرائيلي والتطبيع معه، فإن النتائج أظهرت أنّ 84% من مواطني المنطقة يرفضون الاعتراف به، والنسبة الأكبر كانت لدول المشرق العربي، فيما كان لافتاً رفض أو عدم إجابة 24 % من منطقة الخليج على هذا السؤال (ربما خشية من إبداء الرأي) مع وجود حوالي 70% منهم، ممن يرفضون الاعتراف والتطبيع مع الكيان.

_ أغلبية 80% من الرأي العامّ العربي ترى بأنّ سكان الوطن العربي يمثّلون أمّةً واحدةً، وإن تمايزت الشعوب العربية بعضها عن بعض، مقابل 17% قالوا بأنّهم شعوب وأمم مختلفة.

_ تضعضع تقييم الثورات والاحتجاجات السلمية (الربيع العربي) التي حصلت في البلدان، بحيث نالت تأييد 46% منهم، و39% معترض عليها، فيما فضل أو رفض 15% الإجابة عن هذا السؤال.

_ أغلبية 84 % (بين ثقة كبيرة وثقة الى حد ما) تثق بالجيش الوطني لبلادها مقارنةً بمؤسسات بلدانها الأخرى سواءً في القطاعين العام أو الخاص.

المفارقات

_ في تقييمهم لأداء مجالس بلدانهم التشريعية (التمثيلية) في واجبها بالرقابة على الحكومات، نالت دول الخليج الثلاث ما يساوي 61% من ثقة المستطلعين فيها، مع أن الكل يعلم بأن نواب مجلس الشورى في السعودية يعينون من قبل الملك، الذي هو بنفسه يرأس الحكومة والسلطة التنفيذية، ولم يجري فيها انتخابات منذ تأسيسها. بينما في قطر التي يحكمها أمير يرأس السلطة التنفيذية، وهو الذي يعين ثلث مجلس الشورى، فجرت أول انتخابات تشريعية في العام 2021.

وهذا ما ينطبق أيضاً على تقييم مستوى الديمقراطية في البلدان المستطلعة، وقدرة المواطنين على انتقاد الحكومة، حيث حازت منطقة الخليج على أعلى نسبة في نسبة الديمقراطية فيما حازت في الوقت نفسه على أقل نسبة من القدرة على انتقاد الحكومة.

_ في تقييم الثورات والاحتجاجات الشعبية التي شهدتها عدة بلدان عربية عام 2011، أبدى حوالي 51 % من المستطلعين رأيهم السلبي تجاه التحركات السلمية في السعودية، وفضل أكثر من 34% عدم أو رفض الإجابة، وهذا ما يثير الكثير من علامات الاستفهام والتعجب.

_ انقسام الرأي العام العربي في تقييم السياسات التركية تجاه فلسطين بين من قيّمها سلبيًّا بنسبة 41%، ومن قيّمها إيجابيًّا بنسبة 43%، مع أن العام 2022 شهد عودة كبيرة للعلاقات الودية، بين حكومة الاحتلال وتركيا بعد مواقف سلبية وقطيعة دامت لسنوات عديدة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور