الإثنين 13 آذار , 2023 08:21

من يموّل النقل وطباعة الأعلام في المظاهرات ضد نتنياهو؟

مستوطنون يتظاهرون ضد حكومة نتنياهو

في الوقت الذي دخل فيه كيان الاحتلال أكبر أزمة انقسامات سياسية تدق ناقوس "أمنه الداخلي"،  منذ إعلان حكومة بنيامين نتنياهو التعديلات القضائية، كانت هي نفسها هذه التعديلات تلقي بتداعياتها على العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية. يكبر التوتر مع الإدارة الديمقراطية التي أعربت في أكثر من مناسبة عن انزعاجها من برنامج هذه الحكومة اليمينية المتطرّفة، ومّما قد تصل اليه الأوضاع الحالية في الكيان.

هذا الانزعاج لم يبقَ أحادي الجانب. اذ تتوسّع الفجوة مع إلحاق "تل أبيب" تهمة  تغذية المظاهرات الحاشدة ضد قرارت الحكومة وشخص نتنياهو، لإدارة الرئيس الأمريكي جو بادين. وهذا ما تحدث عنه موقع "تايمز أوف اسرائيل" العبري.

نقل الموقع  عن "مسؤول حكومي كبير" سافر مع الوفد المرافق لرئيس وزراء الاحتلال نتنياهو إلى إيطاليا (في 10/3/2023)، "أن الاحتجاجات الجماهيرية ضد الإصلاح القضائي المثير للجدل للحكومة قد تم تمويلها جزئيًا من قبل إدارة بايدن". فيما أشار الموقع أن المسؤول  "لم يقدّم دليلًا".

وتابع "المسؤول الحكومي" أنه "يتم تمويل وتنظيم هذا الاحتجاج بملايين الدولارات"، زاعمًا "نحن نتابع ما يحدث. هذه منظمة عالية المستوى للغاية.. هناك مركز منظم يتفرع منه جميع المتظاهرين بطريقة منظمة". وتساءل "من يمول النقل وطباعة الأعلام؟ ليدعي "هذا واضح بالنسبة لنا". وحول هذا التصريح لفت الموقع أن عضوًا آخر من الوفد المرافق لنتنياهو قال إن "المسؤول الكبير كان يشير إلى الولايات المتحدة" في اتهامه.

في هذا الصدد، رصدت صحيفة "واشنطن فري بيكون" الأمريكية في تقريرها الصادر بتاريخ 6/3/2023، أنّ "الحكومة الأمريكية حوّلت أموال دافعي الضرائب إلى الجماعة اليسارية التي تمول الاحتجاجات ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفقًا لوثائق التمويل الإسرائيلية". وتابع التقرير أن  الوثائق تشير الى أنّ "الحركة من أجل حكومة الجودة (MQG)، وهي منظمة إسرائيلية غير ربحية تغذي الاحتجاجات المناهضة لنتنياهو في جميع أنحاء اسرائيل، حصلت على أكثر من 38000 دولار منذ عام 2020".

وقد أوضح التقرير أن المنظمة "قدمت التماسا للمحكمة العليا الإسرائيلية في وقت سابق من هذا العام للإطاحة بنتنياهو، مدعية أنه غير لائق للمنصب بسبب التحقيقات الجارية في مزاعم الفساد السياسي والرشوة". وحول تلقي هذه "المنظمة" الأموال من الخارج كانت صحيفة "هآرتس" العبرية اليسارية قد ادعت في تحقيقاتها أن هذه المنظمة "غير ربحية" ونفت تلقيها التمويل زاعمةً "الجمعية لا تدعمها مؤسسات أو حكومات أجنبية".

تشرح الصحيفة في تعريفها عن نفسها، أنها تنتج "تقارير استقصائية متعمقة حول مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك السياسة العامة والشؤون الحكومية والأمن الدولي ووسائل الإعلام" وخاصة تلك التي تتعلّق بـ "فضح المحسوبية".

دون ذكر الولايات المتحدة الأمريكية، كان نتياهو قد زعم في تصريحات سابقة منتصف شهر كانون الثاني / يناير، أن التظاهرات في "تل أبيب" ضد حكومته نظمت "بأموال أجنبية". وادعى خلال اجتماع لحزب "الليكود" أن "التخويف هو التخويف نفسه، والجمعيات هي الجمعيات نفسها، لا جديد في ظل الأموال.. فالمال أجنبي".

سموتريتش: رفض التعديلات القضائية تدخل أمريكي في "شؤون اسرائيلية داخلية"

لحقت المظاهرات ضد اليمين المتطرّف وزير مالية الاحتلال بتسلائيل سموتريتش الى واشنطن. فبعد تردد أمريكي بمنحه تأشيرة دبلوماسية لدخول البلاد من أجل مشاركته في مؤتمر اقتصادي تنظمه "منظمة إسرائيل بوندز" الاقتصادية الإسرائيلية، استقبلته هناك أيضًا المظاهرات الرافضة لتصريحاته حوّل إبادة بلدة حوّارة الفلسطينية، الى جانب التعديلات القضائية.

لم تستطع هذه الزيارة تذويب الجليد، بل كان "سموتريتش"، قد رأى في رفض الإدارة الأمريكية للتعديلات القضائية وتعيينه وزيرًا في وزارة الحرب، "تدخل أمريكي في شؤون إسرائيلية داخلية".

يرزح كيان الاحتلال، للأسبوع الثامن على التوالي، تحت تداعيات أزمة الانقسامات الداخلية الحادّة على خلفية معارضة اليسار لمخطط الحكومة على المستوى القضائي. وقد ارتفعت نسبة المشاركة في المظاهرات بشكل ملحوظ في يوم السبت الماضي اذ وصل عدد المستوطنين في "تل أبيب" الى ما يقارب الـ 300 ألف بالاضافة الى عشرات الآلاف في مناطق مختلفة من الداخل الفلسطيني المحتل. قطع المستوطنون الشوارع وتجاوزا حواجز الشرطة التي استخدمت القنابل الدخانية و"وحدة الخيالة" لتفريقهم، كما شنّت حملات اعتقال في صفوفهم. 


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور