السبت 08 نيسان , 2023 12:10

أسرار "الكابينت": الاحتلال خشي الحرب الاقليمية

صواريخ أطلقت من لبنان نحو شمال فلسطين المحتلّة

سُرّبت صور ومشاهد من دون صوت، من اجتماع المجلس الوزراي المصغّر للاحتلال "الكابينت"، الذي انعقد بشكل عاجل يوم الخميس بعد الصفعة التي تلقاها الاحتلال جراء إطلاق 17 صاروخًا من جنوب لبنان، طالت المستوطنات في الجليل الأعلى المحتل (شمال فلسطين) وخلّفت أضرارًا مادية. بدت وجوه وتعابير كبار مسؤولي الاحتلال مكفهرّة وحائرة، وخاصة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وويز الأمن ايتمار بن غفير، ورئيس الشاباك رونين بار. فما الذي دار في الاجتماع؟

كشف المراسل في موقع "واللاه" العبري،  باراك رافيد، عن أسرار ما جرى خلال ذاك اجتماع. وقد جاءت هذه الأسرار التي أظهرت تراجع الاحتلال ومستوياته أمام المعادلات التي ثبّتها حزب الله في المواجهة، على لسان "مسؤولين اسرائيلين" في وزارة الحرب. وقد نقل "رايفد" عنهما أنّ "إسرائيل ركزت ضرباتها الليلية في غزة ولبنان على أهداف لحركة حماس في محاولة لتجنب صراع أوسع مع حزب الله".

الجيش تجنّب "الرّد" خشية الصواريخ الدقيقة

كما تحدّث مسؤول في وزارة الحرب أنّ "قادة الأمن أبلغوا الوزراء أن الرد الأوسع على حزب الله قد يؤدي على الأرجح إلى إطلاق المنظمة صواريخ دقيقة باتجاه المدن الإسرائيلية ، الأمر الذي قد يتصاعد إلى حرب". وذلك بعد الأخد بعين الاعتبار تصريحات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، حول امتلاك المقاومة للصواريخ الدقيقة المتطورة. في النتيجة "صوّت جميع الوزراء لصالح توصية الجيش الإسرائيلي بتركيز الرد على حماس".

ولفت "رافيد" أن "الهدف الرئيسي للرد هو تجنب الاشتباك العنيف مع حزب الله في لبنان ومنع توحد جبهات حماس في كلا المكانين، وفقًا المسئولين إسرائيليين".

وأضاف "عند مناقشة ردهم على وابل الصواريخ التي أُطلقت من لبنان يوم الخميس ، إن إسرائيل ليست لديها أي مصلحة في الانجرار إلى حرب في لبنان من شأنها المخاطرة بالتحول إلى صراع إقليمي". يعزو المسؤولان أسباب التراجع، ليس فقط بفعل تطور المقاومة وقدراتها على الجبهة الشمالية، إنما أيضًا بسبب الاضطرابات الداخلية في إسرائيل بشأن خطة الإصلاح القضائي للحكومة والتي أدّت  إلى زعزعة استقرار اقتصاد الكيان والمكانة العسكرية والدولية".

انقسام في الجيش والموساد

أبدا المستويان العسكري والاستخباري، آراءً منقسمة حول "الرّد" على إطلاق هذه الصواريخ، التي حملت رسالة واضحة في تثبيت معادلة أن القدس شأن إقليمي، وتعني حربًا اقليمية تتوحّد فيها الساحات.

في المشاورات التي أجراها نتنياهو ووزير الجيش يوآف جالانت قبل اجتماع مجلس الوزراء الأمني ​​يوم الخميس، قال رئيس الموساد، ديفيد بارنيا،" إن حزب الله سيرد على الأرجح على أي غارة جوية إسرائيلية، وبالتالي ينبغي على إسرائيل أن تضرب المنظمة بالإضافة إلى أهداف حماس والأهداف اللبنانية".

فيما رأى رئيس أركان الجيش، هرتسي هاليفي، أنّ "المصلحة الإسرائيلية هي إبقاء حزب الله خارج المعادلة، وللقيام بذلك، يجب أن يظل رد إسرائيل مركزًا على حماس. وجرى التعامل معموقف هاليفي كالتوصية التي سيتم اتخاذها في اجتماع مجلس الوزراء الأمني".  

مزاعم لتبرير ضعف "الرّد"

من ناحية أخرى، اختلق الاحتلال رواية زعم فيها أن حزب الله أرسل عبر وسطاء أنه خارج صورة الأحداث، وقد أرادت مستويات الاحتلال تصديق هذه المزاعم لتبرير "ردّه" الضعيف نسبة لعاداته في توجيه الضربات.


مرفقات


الكاتب: مروة ناصر




روزنامة المحور