الجمعة 19 أيار , 2023 03:42

أمريكا تمهل أوكرانيا 5 أشهر قبل قطع الدعم

زيلينسكي وبايدن

بعدما أعلن رئيس مجلس الشيوخ من الحزب الجمهوري كيفين مكارثي أنه لن يمنح أوكرانيا شيكًا على بياض، بدأ الحديث بقلق عن توقف الدعم الأمريكي لأوكرانيا. قال موظفو الكونجرس لشبكة CNN التي تعتبر بمثابة الناطق الرسمي للاستخبارات الأمريكية، إنهم قلقون من أن الطلب التكميلي الجديد قد يستغرق وقتًا أطول للمناقشة والموافقة الآن بعد أن أصبح مجلس النواب خاضعًا لسيطرة الجمهوريين، وبعضهم يشكك في دعم الولايات المتحدة المستمر لأوكرانيا. وقد يؤدي ذلك إلى مزيد من التأخير في التمويل الجديد، والمخاطرة بخلق فجوة في الدعم الأمريكي لكييف. وقد بدأ بعض مسؤولي وزارة الخارجية بالفعل في النظر فيما سيفعلونه إذا قطع الكونغرس التمويل عن أوكرانيا.

بكل الأحوال، يقول البيت الأبيض إنه لا يخطط حاليًا لطلب تمويل جديد لأوكرانيا من الكونجرس قبل نهاية السنة المالية في نهاية سبتمبر أيلول مما يضع مسؤولي الإدارة في مواجهة بعض المشرعين وموظفي الكونجرس الذين يشعرون بالقلق من نفاد الأموال بحلول منتصف الصيف.

من جهتهم، أعرب حلفاء أوكرانيا الأوروبيون عن قلقهم إذ تمثّل واشنطن المصدر المهيمن للأسلحة في أوكرانيا. ويقول مسؤولون أمريكيون إنه لا تزال هناك أموال كافية تمت الموافقة عليها مسبقا لدعم كييف لنحو خمسة أشهر أخرى تغطي هجوما مضادا حاسما من المقرر أن يستمر في الأسابيع المقبلة. لكن الحلفاء الأوروبيين غير متأكدين بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستقترب من مطابقة حزمتها الحالية البالغة 48 مليار دولار، والتي تم تبنيها في عام 2022، خاصة أنها تتطلب تصويتا في الكونجرس هذا الخريف على خلفية المزيد من النقاش الحزبي حول الحرب.

«لا أحد يعرف»، قال مسؤول أوروبي، واحد من 10 شخصيات بارزة في البلدان المتحالفة مع أوكرانيا الذين تحدثوا إلى صحيفة فاينانشال تايمز عن المرحلة التالية من الحرب. وأضاف المسؤول الكبير "لا يمكننا الحفاظ على نفس المستوى من المساعدة إلى الأبد"، بحجة أن معدل الدعم الحالي يمكن أن يستمر لمدة عام أو ربما عامين ولكن ليس أكثر. ويقول بعض الحلفاء الذين هم على اتصال منتظم مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا إن واشنطن ترى أن الأشهر الخمسة المقبلة حاسمة لنتيجة الصراع والفرصة الحقيقية الأخيرة لكييف لتغيير الوضع على الأرض.

ومع تراجع استطلاعات الرأي التي تظهر تراجع الدعم الأمريكي لأوكرانيا، يقول بعض الحلفاء الأوروبيين إن إدارة بايدن تتعرض لضغوط لإظهار أن عشرات المليارات من الدولارات من المساعدات كان لها تأثير كبير في ساحة المعركة. وقال مسؤول أوروبي ثان "من المهم لأمريكا أن تروج لهذه الحرب على أنها حرب ناجحة وأيضا لأغراض محلية لإثبات أن كل حزم المساعدات هذه كانت ناجحة من حيث التقدم الأوكراني".

بالتزامن مع هذه الأحداث، قام زيينسكي بزيارة مفاجئة للدول الأوروبية، إذ قدمت كل من ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة مساهمات كبيرة، إلا أنّ  الولايات المتحدة تلعب دورًا حيويًا في تحديد حجم ووتيرة المساهمات. وقد بدأ الدبلوماسيون في النظر في كيفية تأثير التقويم السياسي في الولايات المتحدة على توقيت القرارات بشأن أوكرانيا، خاصة وأن واشنطن ستستضيف قمة الناتو في صيف عام 2024، قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية.

إلى ذلك، تقول التقديرات العسكرية الأمريكية إنه من غير المرجح أن تتمكن أوكرانيا من تحقيق جميع أهدافها السياسية في ساحة المعركة هذا العام، حتى لو حققت مكاسب خلال الهجوم المضاد. كما يعترف المسؤولون الأوكرانيون والأوروبيون بهذا الرأي سرًا. وبالتالي فإنه من المستبعد أن يتم التصويت على الدعم مرة أخرى، إذا لم تحقق أوكرانيا إنجازًا.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور