الثلاثاء 04 آذار , 2025 03:12

المجلس العسكري للسويداء: بيدق إسرائيلي في جنوبي سوريا

المجلس العسكري للسويداء

في الـ 24 من شباط / فبراير 2025، شهدت محافظة السويداء في جنوبي سوريا تشكيل ميليشيا "المجلس العسكري للسويداء"، التي أثارت الشكوك عند الكثير من أبناء هذه المنطقة، لارتباطها المباشر بالكيان المؤقت وبميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية – قسد" وقوات الاحتلال الأمريكي.

فهذه الميليشيا التي تُعرف عن نفسها بأنها "درزية"، قد تكون بيدقاً لتنفيذ مشاريع إسرائيلية أمريكية، تصبّ في تحقيق هدف إثارة الفوضى في سوريا والعمل على تقسيمها الى كانتونات مذهبية.

وهذا ما يُستدل عليه من خلال تصريحات مسؤولي كيان الاحتلال الإسرائيلي، وأولهم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وأيضاً من خلال المعطيات الميدانية، التي تُفيد حصول إمداد مروحيات إسرائيلية للمجلس العسكري في السويداء بالسلاح، وحصول تواصل استخباراتي بين شخصيات دينية وسياسية وأمنية في تلك المنطقة.

فما هي أبرز المعلومات المتداولة حول هذه الميليشيا، وكيف يُمكن لها أن تساعد أمريكا وإسرائيل على تحقيق مصالحهما في منطقة الجنوب السوري؟

_ تأسس هذا المجلس من قبل مجموعة من العسكريين الذين انشقوا عن نظام الرئيس بشار الأسد وضباط متقاعدين، بالإضافة إلى بعض المقاتلين من أبناء محافظة السويداء. وقد أجرى عناصره عرضا عسكريا في منطقة سد العين بالسويداء، بحضور عشرات المسلحين.

_يترأس هذا المجلس العقيد طارق الشوفي، الذي سبق به أن انشق عن الجيش السوري في وقت سابق.

طارق الشوفي

_يدّعي هذا المجلس أن من أهدافه تحقيق متطلبات حماية المجتمع والأمن الوطني والإقليمي، وحماية الحدود الجنوبية من عصابات التهريب والسلاح والمخدرات، وتسلل المنظمات الإرهابية المتطرفة عبرها، وبأنه سيكون جزءاً من الجيش الوطني للدولة السورية الجديدة التي اشترط بأن تكون دولة "ديمقراطية علمانية لامركزية".

_يتعاون هذا المجلس مع ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بشكل وثيق، وهو يعتبرها "قوة دافعت عن أراضيها وسكانها ضد الإرهاب والديكتاتورية". كما تبنى المجلس علماً يحتوي على خريطة سوريا بشكل مشابه للعلم الذي تستخدمه قسد، مع تعديل يبرز محافظة السويداء وإضافة نجمة خماسية درزية.

_ تواجه هذه الميليشيا انتقادات واتهامات من أبناء المنطقة نفسها، بتبني أجندات انفصالية والسعي نحو إقامة إقليم درزي مستقل بدعم خارجي (خاصةً من إسرائيل)، وربما لاحقاً تحقيق أحد أحلام إسرائيل القديمة بإقامة تطبيع مع أبناء منطقة جبل العرب.

وفي هذا السياق، عبرت العديد من الفصائل المسلّحة في السويداء، مثل "غرفة عمليات الحسم" و"العمليات المشتركة"، عن رفضها لهذا المجلس واعتبرته "غير شرعي"، مشيرةُ إلى أنه لا يمثل إلا القادة المؤسسين له، ومتهمةً إياه بمحاكاة نموذج "قسد" الانفصالي.

كما سارعت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي، قريبة من "غرفة عمليات الحسم"، إلى مهاجمة المجلس، واصفةً إياه بأنه محدود الانتشار ميدانياً وبأنه مرفوض من المرجعيات الدينية الدرزية.

_ حاول المجلس الإيحاء بأنه يعمل بالتنسيق الكامل مع أحد زعماء الطائفة الدرزية في المنطقة، الشيخ حكمت الهجري. إلا أن مشيخة العقل في السويداء نفت بشكل رسمي أي علاقة مباشرة لها بهذا المجلس، مؤكدةً تمسكها بوحدة سوريا ورفضها لأي مشاريع انفصالية.

_خلال الأحداث التي حصلت في جرمانا مؤخراً، برز تنسيق هذه المجموعة مع إسرائيل بشكل واضح، حينما أعلن اسـتنفار جميع وحداته للتوجه إلى المدينة لمحاربة السلطة السورية الجديدة، بالتزامن مع تصريحات نتنياهو التي حذّر فيها هذه السلطات من إرسال قواتها الى هذه المدينة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور