الخميس 13 آذار , 2025 03:15

هل دقت ساعة التطبيع بين لبنان و"إسرائيل"؟!

رئيس الجمهورية اللبنانية ونائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس

في خطوة أثارت جدلاً كبيراً، اتفق لبنان و"إسرائيل" برعاية لجنة المراقبة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة وفرنسا، على تشكيل 3 مجموعات عمل مشتركة لمناقشة انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من النقاط الخمس التي لا يزال يسيطر عليها على طول الحدود، وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين الذين أسرهم الجيش الإسرائيلي خلال الحرب، والنقاط المتنازع عليها بشأن ترسيم الحدود. وعقب الاجتماع، وافقت إسرائيل على إطلاق سراح خمسة من أصل أحد عشر معتقلاً لبنانياً محتجزين لديها كبادرة حسن نية تجاه رئيس الجمهورية اللبنانية، جوزيف عون. الجدل الذي أثير يتمحور حول ما إذا كانت هذه الخطوات التي أعقبت الحرب الإسرائيلية على لبنان، تمهد للتطبيع بين لبنان و"إسرائيل" بضغوط أميركية.

هذه التساؤلات اكتسبت زخماً كبيراً في الفترة الأخيرة، خاصة مع تصاعد التصريحات الإسرائيلية التي تشير إلى إمكانية حدوث تغيير في المعادلات الإقليمية. وتتعزز هذه الاحتمالات في ظل التقييمات الإسرائيلية والأمريكية التي ترى أن حزب الله، لم يعد يتمتع بنفس القوة التي كان عليها سابقاً.

بالإضافة إلى أصداء كلام نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس عن "إطلاق المسار الدبلوماسي، عبر ثلاث مجموعات عمل على ثلاث ملفات متوازية عالقة بين لبنان وإسرائيل"، فطفت على السطح أسئلة حول ما إذا كان لبنان على أعتاب مرحلة جديدة تقوده إلى تطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي، بالتناغم مع المسار الذي تتحكّم به الولايات المتحدة لتعبيد الطريق أمام حل جذري وبعيد الأجل لربط لبنان بخط "السلام" الذي يطوّق دول المنطقة.

ونقلت وسائل إعلام لبنانية إن السفيرة الأميركية في بيروت، ليزا جونسون، صارت تتحدث علانية عن مسألة التطبيع، وقد قالت لمسؤولين لبنانيين بارزين إن على لبنان الاستعداد للمرحلة المقبلة، وذلك قناعة من واشنطن بأن حزب الله "في وضع صعب جداً، ولم يعد يملك القدرة على التعطيل ولا على الترهيب".

أما على الجانب الإسرائيلي ووفق ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر سياسيّ إسرائيلي أشار إلى أنّ "سياسة نتنياهو غيّرت الشرق الأوسط، ونحن نريد مواصلة هذا الزخم كي نصل إلى التطبيع مع لبنان".

في هذا السياق، يوصي معهد الأمن القومي الإسرائيلي في منشور مقتضب بعنوان "روح جديدة في العلاقات الإسرائيلية اللبنانية" بالإصرار على أن يكون الترسيم الدائم للحدود البرية، الذي يستلزم تنازلات إسرائيلية في نقاط متنازع عليها، جزءً من اتفاق شامل بين إسرائيل ولبنان. وينبغي أن يتضمن هذا الاتفاق، في المقام الأول، مطلباً بنزع سلاح حزب الله بالكامل، إلى جانب تغييرات في العلاقات الرسمية بين إسرائيل ولبنان.

في المقابل، استبعد وزير الطاقة وعضو الكابينيت الإسرائيلي، إيلي كوهين إمكانية تطبيع العلاقات مع لبنان في الوقت الراهن، معتبراً أن "الحديث عن ذلك سابق لأوانه"، ومشترطاً حدوث استهداف لإيران قبل بحث أي خطوة في هذا الاتجاه.

ما يكشفه التوجه الأميركي الجديد والإعلام العبري، والجدل القائم حول إمكانية التطبيع مع لبنان، وكل ما سيلي من تصريحات بشأن هذه الخطة، يؤكّد أن واشنطن وتل أبيب يحاولان تأسيس حقبة جديدة خطرة، لتسهيل انضمام لبنان إلى اتفاقيات أبراهام.

وحتى لو كان المشروع سابق لأوانه، فمن واجب جميع القوى الوطنية والمقاومة، التنبه لأي خطوة قد تدفع في هذا الاتجاه، وإسقاط هذا المشروع في مهده.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور