القائد حسين فياض "أبو حمزة"، قائد كتيبة بيت حانون في كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذي لا يزال مع رفاقه يسطّرون أروع الملاحم العسكرية البطولية، بعد أكثر من 18 شهر من معركة طوفان الأقصى، وآخر هذه الملاحم كمين حد السيف المركّب.
وللقائد فياض ثأر كبير لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي، حتى باتوا يلقبونه بـ "رجل السبع أرواح"، كونه دائماً ينجى من محاولات اغتياله، أو يقوم بدحض الإشاعات عن موته من خلال الظهور المباشر مع الناس. وهذا ما حصل بعد وقف إطلاق النار مطلع العام 2025، حينما خرج من بين الركام ليبيّن معنى النصر في قاموس المقاومة، وليكذّب ادعاءات دانيال هغاري التي أطلقها قبل أشهر، بأنهم استطاعوا القضاء عليه خلال اشتباك مباشر، وليؤكد مهارة المقاومة وفشل إسرائيل استخباراتيا.
فما هي أبرز المعلومات حول سيرة القائد فياض؟
_هو من مواليد بيت حانون شمالي قطاع غزة، التحق في شبابه المبكر بالحركة الإسلامية، وانخرط في صفوف كتائب القسام مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، حيث بدأ كأحد عناصر العمل الميداني، قبل أن يتدرج سريعًا في المسؤوليات التنظيمية والميدانية نظرًا لكفاءته وانضباطه وشجاعته.
_تميّز بانخراطه العميق في العمل العسكري، وخاصة في المهام الهندسية والميدانية التي تتعلق بزرع العبوات الناسفة، وتفخيخ الطرق، وتحصين المواقع، والتخطيط للكمائن ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة. وقد تولى مسؤولية قيادة مجموعات رصد وتوجيه، قبل أن يشرف على وحدات الاستطلاع والأنفاق.
_ حاولت إسرائيل اغتياله خلال معركة سيف القدس في 16/05/2021، حيث قصفت طائرة للاحتلال منزله بصاروخ واحد، ما أدى إلى تدميره بشكل كامل فيما لم يبلغ عن وقوع إصابات. وخلال تلك المعركة لعبت كتيبة بيت حانون دوراً فاعلاً في إطلاق الصواريخ.
_ زعم جيش الاحتلال خلال معركة طوفان الأقصى مرّات عديدة بأنه تمكن من القضاء على كتيبة بيت حانون، إلّا أن هذه الكتيبة بقيادة فياض، كانت تدحض بالنار والعمليات النوعية كذب هذه المزاعم.
ومن أبرز هذه العمليات، هي التي أدت الى مقتل قائد لواء في المدرعات الإسرائيلية العقيد إحسان دقسة من الفرقة 162، والتي أهداها القائد فياض للشهداء القادة في حركة حماس وفي مقدمتهم الشهيد القائد يحيى السنوار.
_في 23 أيار / مايو 2024، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال العميد دانيال هاغاري اغتياله إثر اشتباك معه وجهاً لوجه في نفق في جباليا في عملية مشتركة بين الفرقة 98 والقوات الخاصة التابعة للقوات الجوية ووحدة ياهالوم للهندسة القتالية.
لكن القائد فياض في 22/01/2025، ظهر في مشاهد فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، برفقة المقاومين بعد إعلان وقف إطلاق النار المؤقت في القطاع. ووفق الفيديو، ظهر القائد فياض في بيت حانون، وقال في المقطع المصوّر: "خضنا معركة، ويمكن أن يتساءل البعض: ’أين النصر؟’، لكن المعارك لها أهداف. "لكن إذا لم يحقّق صاحب الهدف هدفه، فهو مهزوم"، وأنه "كما تقول القواعد العسكرية، فإن الضعيف يُعدّ منتصرا إذا لم يُهزم، فيما يعدّ القويّ خاسرا، إذا لم يحقق أهدافه"، مبيناً بأنه "بفضل الله، لم ينَل (الجيش الإسرائيلي) إلا من الحجارة، والأشلاء والدماء"، ومشدداً على أن "غزة قد خرجت عصيّة على الانكسار، وكلّنا رأينا بالأمس كيف تخرج غزة، منتصرة وكريمة، ورافعة رأسها إلى عنان السماء".
وقد اعتُبر ظهور هذا الفيديو، الذي يوثق نجاة القائد فياض، إخفاقًا عسكريًا للجيش الإسرائيلي وإخفاقًا استخباراتيًا للشاباك.
وهذا ما دفع بالجيش الإسرائيلي الى إصدار بيان جاء فيه: "قبل عدة أشهر تمت مهاجمة فياض وأقر باحتمالية مرتفعة من قبل الجيش والشاباك أنه اغتيل، وصدر بعدها بيانا عن الجيش الإسرائيلي بالأمر، لكن بعد إجراء تحقيق وفحص إضافي، اتضح ان المعلومات الاستخباراتية التي اعتمدت عليها الاستخبارات العسكرية والشاباك لم تكن دقيقة بما فيه الكفاية".
من جانبه، وصف المؤرخ الإسرائيلي أور فيالكوف الحادثة بـ "العار"، وأن "حسين فياض لا يزال يتنقل في المدينة التي كان يقال إنه قتل فيها"، مضيفاً "لقد كنا قريبين جدًا من القضاء عليه، والآن بات واضحًا من قاد القتال في بيت حانون".
ظهور أسطوري للقائد ذو الأرواح السبع، حسين فياض (أبو حمزة)، قائد كتيبة بيت حانون، متحدثاً عن مفهوم النصر في الحرب.
— Saeed Ziad | سعيد زياد (@saeedziad) January 22, 2025
جدير بالذكر أن المتحدث باسم جيش العدو دانيال هاغاري أعلن عن اغتياله في 23 مايو 2024، إثر اشتباك معه وجهاً لوجه في نفق في جباليا. pic.twitter.com/WMO6q390n4
_اتهمته إسرائيل خلال الإعلان الكاذب عن اغتياله بأنه كان مسؤولا عن العديد من الصواريخ المضادة للدبابات التي أطلقت على أراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 خلال معركة طوفان الأقصى، وكذلك عن إطلاق العديد من قذائف الهاون باتجاه المستوطنات شمالي قطاع غزة.
_رغم طبيعة عمله العسكري، إلا أنه يُعرف بتواضعه وتواصله القريب مع الناس، وتقديمه الدعم المعنوي والمادي لأسر الشهداء والجرحى.
الكاتب: غرفة التحرير