تصف التقارير التصعيد الكبير بين الهند وباكستان في 6-5-2025، بأنه بدأ بضربات صاروخية هندية على أهداف في باكستان، وتصاعد إلى قصف متبادل واشتباكات جوية. وقد أكدت باكستان في معرض ردها على العدوان الهندي إسقاط خمس طائرات هندية (ثلاث رافال، واحدة سوخوي-30، واحدة ميغ-29) داخل المجال الجوي الهندي. فيما اعترفت الهند بسقوط ثلاث طائرات رافال لسلاح الجو الهندي لأسباب مجهولة. هذا الاشتباك يأتي في سياق توتر مستمر وتطورات في الاستعدادات العسكرية لكلا البلدين منذ الاشتباك الجوي الاخير في فبراير 2019. كما تشير التقارير إلى حادثة سابقة في 28 أبريل 2025 حاولت فيها طائرات رافال هندية التوغل وتعرضت لـ "عمى إلكتروني" من قبل الدفاعات الباكستانية.
طبيعة وسيناريو الاشتباك الجوي أو الأرضي وكيفية اسقاط باكستان للطائرات الهندية:
السيناريو العام للتصعيد الأخير: بدأ التصعيد بضربات هندية (يُقال إنها صاروخية) على أهداف في باكستان (كشمير والبنجاب)، ردًا على هجوم مسلح في كشمير الهندية. ردت باكستان بقصف مدفعي على مناطق في كشمير الهندية وأطلقت قواتها الجوية. وقعت الاشتباكات الجوية التي يُزعم فيها إسقاط الطائرات الهندية داخل المجال الجوي الهندي وفقًا للادعاء الباكستاني. الهند من جانبها أقرت بسقوط 3 طائرات على أراضيها لأسباب "مجهولة". فيما يلي السيناريوهات المحددة وفقًا للبيانات الباكستانية وتقارير الخبراء العسكريين الجويين:
حادثة 28 أبريل 2025: حاولت أربع مقاتلات رافال هندية التقدم على ارتفاع عالٍ (40 ألف قدم) نحو الحدود الباكستانية، مزودة بقنابلSPICE 2000. ردت باكستان بعملية حرب إلكترونية "منسّقة" تسببت في "عمى إلكتروني" للطائرات الهندية، معطلةً أجهزة استشعارها، اتصالاتها، وراداراتها، وقطعت اتصالها بمراكز القيادة. بالتوازي، أطلقت باكستان مقاتلات خاصة J-10C المسلحة بـ PL-15 لاعتراضها. اضطرت طائرات الرافال للتراجع وإلغاء المهمة. حاولت الهند تكرار الأمر لاحقًا لكنها فشلت أيضاً بسبب استنفار جوي باكستاني واسع (50+ طائرة).
حادثة 6 مايو 2025 (إسقاط 5 طائرات بحسب باكستان و3 بحسب الهند): معلومات الباكستان عن إسقاط 5 طائرات (بما في ذلك 3 رافال وسو-30 وميغ -29) تشير إلى اشتباك جوي أوسع. بالنظر إلى التركيز في التقارير على صواريخ PL-15 وقدرات الحرب الإلكترونية الباكستانية، فإن السيناريو المحتمل الذي تشير إليه باكستان هو استخدام مزيج من هذه القدرات:
الحرب الإلكترونية: لتشويش أو تعطيل أنظمة الطائرات الهندية (رادارات، اتصالات، أنظمة استشعار) مما يقلل من وعيها الظرفي ويجعلها أهدافًا أسهل.
صواريخ PL-15: استخدام طائرات باكستانية مثل J-10C وربما JF-17 Block 3 مسلحة بصواريخ PL-15 ذات المدى الطويل (300 كم) لاستهداف الطائرات الهندية من مسافات بعيدة (BVR)، ربما قبل أن تتمكن الطائرات الهندية من الاشتباك بفعالية بصواريخها Meteor بمدى أقصى 200 كم.) النص يشير صراحة إلى أن PL-15 يمكنه ضرب طائرة انطلقت من عمق الهند بالقرب من لاهور دون الحاجة لعبور الحدود.
التفوق في الوعي الظرفي (AEW&C): التقارير تذكر تفوق باكستان في طائرات الإنذار المبكر Saab 2000 Erieye مقارنة بالهند، مما قد يمنحها قدرة أفضل على اكتشاف وتتبع الطائرات الهندية وتوجيه مقاتلاتها للاشتباك المبكر.
كيفية الإسقاط: تم الإسقاط المعلن عنه للطائرات الهندية بشكل رئيسي عبر صواريخ جو-جو بعيدة المدى (BVR)، "صاروخ خارج مدى الرؤية" تحديداً صواريخ PL-15 التي تحملها طائرات باكستانية (J-10C/JF-17 Block3. ساهمت منظومات الحرب الإلكترونية الباكستانية، وفقاً لباكستان، في إضعاف قدرات الطائرات الهندية المستهدفة، مما سهل عملية الإسقاط.
كيف ناورت باكستان (لإسقاط الطائرات الهندية):
تمكنت باكستان من القيام بمناورة دفاع جوي متكاملة استطاعت فيها اسقاط طائرات رافال وسوخوي 30 وميغ 29 وذلك من خلال دمج أربع منظومات وهي:
أولاً: استخدام صواريخPL-15: الميزة الأكثر وضوحاً التي تُبرزها التقارير هي المدى الأقصى لصاروخ PL-15 (300 كم) مقارنةً بالصواريخ الهندية Meteor بمدى 200 كم. هذا يسمح للطائرات الباكستانية J-10C/JF-17 Block 3 بإطلاق النار على أهداف هندية (مثل رافال) قبل أن تدخل الطائرات الهندية النطاق الفعال لصواريخها، حتى لو اكتشفتها الطائرات الهندية أولاً.
ثانياً: شن حرب إلكترونية هجومية ومضادة (EW-ECW): تذكر التقارير بشكل خاص قدرات الحرب الإلكترونية والاجراءات الالكترونية المضادة الباكستانية في تعطيل أنظمة الرافال الهندية (التسبب لها في "العمى الإلكتروني") هذا يشير إلى أن باكستان تجاوزت أنظمة الحرب الالكترونية EW المتطورة على الطائرات الهندية الحديثة مثل SPECTRA. واستخدمت منظومات حرب الكترونية ـ EW للتشويش على رادارات الطائرات الهندية أو صواريخها أو اتصالاتها واستطاعت تعطيل قدرتها على القتال بفعالية وجعلها عرضة لصواريخ BVR وهي صواريخ جو-جو متطورة موجهة بالرادار وخارج مدى الرؤية.
ثالثاً: تفوق منظوماتAEW&C: التفوق في عدد وقدرات طائرات الإنذار المبكر (Erieye) وفر للقوات الجوية الباكستانية صورة أوضح للمجال الجوي، وتتبع أفضل للأهداف، وتوجيه أكثر فعالية لمقاتلاتها، مما ساهم في نجاح تكتيكات الاشتباك الباكستانية من مسافات بعيدة.
تكامل المنظومات: إن الطائرات الصينية الصنع والتي تم تطويرها بشراكة كاملة مع سلاح الجو الباكستاني من طراز J-10C وJF-17 Block 3، على الرغم من اختلافها (عالية/منخفضة)، كانت أكثر تكاملاً من حيث المنصة والتكنولوجيا المشتركة (مثل الرادارات والصواريخ المشتركة)، مما سهل التنسيق في الاشتباكات وتحقيق الاهداف.
الاستشراف المستقبلي لأداء المنظومات والأسلحة التي أسقطت فيها باكستان الطائرات الهندية:
بناءً على الأداء الأولي لهذه المنظومات في الاشتباكات الأخيرة (كما ورد في التقارير)، يمكن استشراف أدائها المستقبلي المتوقع ما لم تجد الهند حلاً لهذه الميزات التي تسمح لباكستان بالتفوق عليها كالتالي:
صواريخPL-15:
- الأداء المستقبلي المتوقع: ستظل صواريخ PL-15 ونسخها المستقبلية مثل PL-15E المحسنة للشبح عنصرًا حاسماً في القدرات الجوية الباكستانية. مداها الطويل يمنح باكستان ميزة "الإطلاق الأول" في الاشتباكات BVR ضد معظم المنصات الهندية.
- التحديات: الهند ستركز جهودها على تطوير صواريخها الخاصة (مثل Astra Mk2/Mk3 وربما تسعى للحصول على صواريخ بمدى مماثل أو أكبر، وتحسين قدرات طائراتها وراداراتها لاكتشاف PL-15 مبكراً وتشتيته أو التهرب منه. كذلك، ستعمل الهند على تحسين قدرات الـ EW الخاصة بها لمواجهة تهديد PL-15 ورادار AESA الخاص به.
- المستقبل: السباق على مدى وقدرات صواريخ BVR سيستمر، وPL-15 يضع باكستان في موقع متقدم حالياً، مما يجبر الهند على الرد والاستثمار المكثف في هذا المجال.
منظومات الحرب الإلكترونية الباكستانية:
- الأداء المستقبلي المتوقع: مع التركيز المتزايد على الـ EW كجزء مركزي من العقيدة الجوية الباكستانية اقتناءHava SOJ، تطوير محلي، من المتوقع أن تتحسن قدرات باكستان في التشويش، الاستطلاع الإلكتروني، وربما الخداع الإلكتروني. هذا يمكن أن يكون فعالاً بشكل خاص ضد الطائرات التي تعتمد بشكل كبير على الأنظمة الإلكترونية المعقدة مثل رافال.
- التحديات: الحرب الإلكترونية هي مجال يتطور بسرعة فائقة. أنظمة الـ EW الهندية مثل SPECTRA وKhibiny ستخضع أيضاً للتحديثات والتحسينات لمواجهة التهديدات الجديدة. تطوير تقنيات مقاومة التشويش (Anti-Jamming) في الرادارات والصواريخ هو رد طبيعي على تطور الـ EW الهجومي.
- المستقبل: الـ EW ستلعب دوراً حاسماً متزايداً في أي صراع جوي مستقبلي. قدرة باكستان على إحداث "عمى إلكتروني" أو تعطيل أنظمة العدو قد تكون بنفس أهمية صواريخها المتطورة، ولكن فعاليتها ستعتمد على قدرتها على مواكبة التطورات في أنظمة الـ EW المضادة.
الطائرات (J-10C, JF-17 Block 3):
- الأداء المستقبلي المتوقع: هذه الطائرات، خاصةً مع رادارات AESA وقدرتها على حمل PL-15 والـ EW المتقدم، ستشكل العمود الفقري لقوة باكستان الجوية الحديثة. استراتيجية "المزيج العالي/المنخفض" باستخدام تكنولوجيا مشتركة ستسهل العمليات واللوجستيات.
- التحديات: عدد هذه الطائرات خاصة J-10C لا يزال أقل بكثير من عدد الطائرات الهندية مثل سو-30MKI ورافال. الهند تستمر في تحديث وتوسيع أسطولها من الطائرات الحديثة.
- المستقبل: التنافس سيبقى شديداً، قدرة باكستان على الاستفادة القصوى من مزاياها النوعيةPL-15، EW ستعتمد على تدريب الطيارين، التكتيكات، والدعم من منظومات أخرىAEW&C، الدفاع الجوي الأرضي. عدد المنصات لا يزال عاملاً مهماً، والهند تتفوق عددياً.
الخلاصة:
تشير الاشتباكات الأخيرة إلى أن باكستان تسعى لتحقيق التفوق النوعي في مجالات محددة لموازنة التفوق العددي والتقليدي الهندي. التركيز على صواريخ BVR ذات المدى الفائق PL-15والاستثمار الكبير في الحرب الإلكترونية هما الجناحان الرئيسيان لهذه الاستراتيجية.
إذا كانت حادثة "العمى الإلكتروني الهندي" والبيانات الباكستانية حول إسقاط 5 طائرات هندية صحيحة (بما في ذلك طائرات الرافال التي اعترفت الهند بسقوطها ولكنها ربطتها بأسباب مجهولة)، فإن ذلك يمثل تحولاً مهماً في ميزان القوى الجوية، ويبرز فعالية هذه المنظومات الجديدة ليس على مستوى آسيا فحسب وانما على المستوى العالمي.
مستقبلاً، سيعتمد أداء هذه المنظومات الباكستانية على وتيرة تحديثها وقدرة الهند على تطوير تدابير مضادة فعالة. السباق على التكنولوجيا في مجالات الصواريخ بعيدة المدى، والحرب الإلكترونية، وقدرات الشبكات (مثل AEW&C والبيانات المشتركة) سيكون هو المحدد الرئيسي لنتائج أي اشتباكات جوية مستقبلية بين البلدين. المنظومات التي برزت في التقارير وهي منظومتي الصواريخ من طراز PL-15، ومنظومات الحرب الالكترونية (EW) الداعمة تضع الصين ومن ورائها باكستان في موقع تنافسي قوي في هذه المجالات النوعية.