تقع قاعدة العديد الجوية على بعد نحو 30 كيلومتراً جنوب غرب الدوحة، وهي منشأة عسكرية ضخمة تضم أطول مدرج في الخليج بطول 4.5 كلم، يمكنه استيعاب قاذفات عملاقة مثل "بي 52" و"بي2". تبلغ مساحتها أكثر من 24 كم² وتعرف أيضاً بمطار أبو نخلة.
تضم القاعدة من الداخل:
مقر القيادة الجوية المركزية الأمريكية.
مركز العمليات الجوية المشتركة الذي يمكنه قيادة المعارك الجوية في 20 دولة.
منشآت لتخزين الذخيرة والوقود والتجهيزات العسكرية.
أكثر من 120 طائرة مقاتلة وقاذفة يمكن أن تتمركز فيها، من طراز "اف 15" و"اف 35".
مركز متقدم لتوجيه الطائرات من دون طيار في المنطقة.
أنظمة رادار وتجسس واتصالات عبر الأقمار الصناعية مرتبطة بالبنتاغون مباشرة.
القوات والتمويل
-تستضيف القاعدة نحو 11,000 جندي أمريكي بشكل دائم، إلى جانب قوات من بريطانيا ودول الناتو.
-تموَّل بشكل كبير من الحكومة القطرية، التي أنفقت نحو 8 مليارات دولار لتوسيع وتحديث القاعدة عام 2019.
-قطر لا تملك سلطة تشغيلية على القاعدة، بل تُستخدم بإدارة أمريكية خالصة.
في مرمى الرد الإيراني
في 23 حزيران/يونيو 2025، ورداً على الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية فوردو ونطنز وأصفهان، قصفت إيران قاعدة العديد باستخدام صواريخ باليستية دقيقة وطائرات مسيّرة مما أدى إلى:
أضرار جسيمة في مدرج الإقلاع ومخازن الوقود.
تعطيل جزئي للاتصالات، بحسب ما نقله موقع "ميليتاري ووتش".
هذه الضربة شكّلت أول استهداف مباشر للوجود العسكري الأمريكي في قطر منذ إنشاء القاعدة، وخلقت حالة من الذعر في القيادة المركزية.
لماذا استُهدفت العديد؟
-نقطة انطلاق رئيسية للطائرات التي تنفذ أي عدوان في المنطقة.
-تستخدم كمركز قيادة الهجمات السيبرانية والتشويش على الدفاعات الجوية الإيرانية.
-مركز التحكم بالطائرات المسيّرة الأمريكية في المنطقة.
-قاعدة تنسيق بين البنتاغون وقيادة كيان الاحتلال.
دلالات الاستهداف
فرضت إيران باستهدافها معادلة جديدة: كل مشاركة فعلية في العدوان على السيادة الإيرانية يساوي هدف مشروع يمكن ضربه.
رسالة للدول العربية التي تستضيف قوات أمريكية بأن البقاء على الحياد لم يعد ممكناً. وقد أوضح وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي أن المشكلة هي ليست مع الدولة القطرية بل مع الاحتلال الأمريكي المتواجد فيها.
إحراج كبير لواشنطن التي لطالما قدمت "العديد" كأكبر قاعدة في "الشرق الأوسط".
ولهذا وبعد الاستهداف سارع ترامب للبحث عن مخرج ينقذ له وجوده ومصالحه في المنطقة والتي أصبحت أهدافاً مشروعة أمام الصواريخ الإيرانية. وتم لمس تغير واضح في خطاب ترامب الذي انتقل من التهديد والوعيد إلى تقديم عروض لوقف إطلاق النار. ومن الواضح أن هناك خيبة أمل من نتائج الحرب على إيران لدى أمريكا والكيان والدليل أن أياً من الأهداف التي وُضعت لم يتم تحقيقها كما هو متصور.
الكاتب: غرفة التحرير