حلّت بالكيان المؤقت، منذ الـ 7 من تشرين الأول / أكتوبر 2023 حتى هذا اليوم، أي بعد 600 يوم، خسائر ضخمة اقتصادياً وبشرياً وعسكرياً، وهذا ما يكشفه الإعلام الإسرائيلي نفسه، مثل موقع كالكاليست المتخصص بالشؤون الاقتصادية، والذي أعدّ ملفاً حول هذه الخسائر.
فما هي أبرز وأهم ما تضمنه هذا الملف من معطيات وحقائق حول خسائر كيان الاحتلال الإسرائيلي بعد 600 يوم من الحرب؟
_تكلفة الحرب قفزت لأكثر من 142 مليار شيكل – 40 مليار دولار (أكثر من 28 مليار دولار هي تكاليف عسكرية فقط).
_تعميق العجز بنحو 106.2 مليار شيكل حتى نهاية عام 2024 – 30 مليار دولار. ومنذ بداية هذا العام، لا تُنشر نفقات الحرب بشكل منفصل.
_أثّرت الحرب سلبًا على عائدات الضرائب، بحيث بلغت الخسارة من الضرائب في 2024 فقط حوالي 1.1% من الناتج المحلي، أي حوالي 22 مليار شيكل – 6.2 مليار دولار.
_ارتفاع أسعار رحلات طيران الخطوط الجوية الإسرائيلية عشرات في المائة:
1)أجبرت عمليات جبهات الإسناد في محور المقاومة، والتي بدأت مع اندلاع الحرب حتى اليوم، الى تعليق شركات الطيران الأجنبية لرحلات الجوية الى الكيان بشكل متكرر، الأمر الذي كان ينعكس ارتفاعاً في أسعار تذاكر الشركات الجوية الإسرائيلية بشكل مضاعف، مقارنة بعام 2023.
2)أزمة الطيران التي تعيشها إسرائيل خلال الشهر الأخير، على خلفية فرض القوات المسلحة اليمنية الحصار الجوي عليها، وكانت باكورة هذا الأمر، بسقوط صاروخ قرب مبنى الركاب 3 في مطار اللد المعروف بمطار بن غوريون، مثّلت ذروة لـ600 يوم من إلغاء الرحلات الجوية المتكرر داخل الكيان.
3)إلغاء شركات الطيران الأجنبية مثل "ويز إير" و"راين إير" رحلاتها إلى الكيان لفترات طويلة، أجبر المستوطنين الذين يريدون العودة الى فلسطين المحتلة، على دفع أسعار باهظة لرحلات العودة إلى إسرائل.
4)بين صيف 2023 وصيف 2025، سُجّلت زيادة حادة في أسعار الإجازات، حيث باتت تكلفة العطلة في الصيف أغلى بكثير.
فعلى سبيل المثال، تبلغ كلفة الرحلة إلى لارناكا في جزيرة قبرص مع شركة "إلعال" في تموز يوليو 326 دولارًا، مقارنة بـ176 دولارًا في صيف 2023. أما في شركة "أركيع"، فالكلفة هي 341 دولارًا، مقابل 246 دولارًا عام 2023، وفي شركة "يسرائير" تكلّف 307 دولارات مقابل 259 دولارًا في عام 2023.
5)تضاعف كلفة تذاكر السفر الى الولايات المتحدة الأمريكية: فقبل الحرب كان شراء تذكرة إلى نيويورك على متن "إلعال" يكلّف 900 دولار، أما الآن فالأسعار تتراوح ما بين 1,000 و2,000 دولار.
6)جمدت العديد من الشركات العالمية رحلاتها إلى الكيان، بعضها حتى نهاية الصيف.
_الأضرار التي لحقت بالوضع المادي للمستوطنين: ارتفاع مطرد في الأسعار والضرائب - وانخفاض في الدخل:
1)تؤدي معدلات التضخم المستمرة وارتفاع الضرائب المباشرة وغير المباشرة إلى تآكل الدخل المتاح للعديد من المستوطنين.
2)لتغطية تكاليف الحرب، قامت حكومة الاحتلال بزيادة العبء الضريبي، دون أن تسمي ذلك "رفعًا للضرائب"، عبر رفع رسوم "التأمين الوطني" بما يقارب 600 شيكل – 170 دولار سنويا للعمال، وبحوالي 900 شيكل – 254 دولار سنويًا لأرباب العمل. وفي الوقت نفسه، جمّدت أهم الامتيازات الضريبية للعمال، وهذا ما أدى الى تراجع دخل أسر المستوطنين الى حوالي 2000 شيكل – 565 دولار.
3)معظم الأضرار في دخل المستوطنين ستمتد إلى عام 2026، وجزئيًا إلى 2027. وكلما ارتفع دخل أسرة المستوطنين، زاد خسارتها.
4)انعكس تراجع دخل الأسر على سداد القروض. بحيث ارتفع حجم القروض العقارية المتأخرة لأكثر من 90 يومًا بعد اندلاع الحرب من 2.7 مليار شيكل – 763 مليون دولار إلى 3.2 مليار شيكل – 905 مليون دولار.
أما بالنسبة للقروض الاستهلاكية، فقد ارتفع التأخر في السداد من 0.96% في كانون الأول / ديسمبر 2022 إلى 1.57% في كانون الأول / ديسمبر 2024.
_الخسائر الاقتصادية في منطقة غلاف غزة:
1)بلغت كلفة الخطة الخمسية التي وضعتها "إدارة تكوما" لإعادة تأهيل منطقة غلاف غزة فقط 19 مليار شيكل – 5.7 مليار دولار.
2)تم تسجيل انخفاض بنسبة نحو 14% في عدد الأعمال التجارية في غلاف غزة خلال الفترة بين كانون الثاني / يناير وتموز / يوليو 2024 مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.
3)أفاد 70% من أصحاب الأعمال في الغلاف بانخفاض في الإيرادات، وهي نسبة مشابهة لباقي أنحاء الكيان. وصرّح 28% من أصحاب الأعمال بانخفاض في الإيرادات يزيد عن 80%.
4)انخفض عدد العاملين من سكان الغلاف خلال الفترة بين كانون الأول / يناير وتموز / يوليو 2024 بنسبة 18% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.
5)ارتفع عدد طالبي العمل بمعدل 2.5 مرة مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.
_قطاع التكنولوجيا:
1)هاجر 8300 متخصص في التكنولوجيا المتقدمة الى خارج الكيان، وهو ما يعادل 2.1 من موظفي هذا القطاع في إسرائيل.
2)هناك الكثير من الشركات التي بلغ عدد جنود الاحتياط فيها ربع العاملين أو أكثر.
3)تدرك هذه الصحيفة بأنه لا يمكن معرفة مدى تضرر قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي – وبالأخص صورته عالميًا –إلا بعد انتهاء الحرب.
_نسبة الجرحى والإعاقة داخل جيش الاحتلال:
1)ارتفع عدد جرحى جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقدار 17.5 ألف شخص، بمعدل يقارب ألف جريح جديد شهريا.
80% دون سن الأربعين، و65% منهم هم من الاحتياط. وتُقدّر التكلفة السنوية المتوسطة لعلاج الجريح الواحد بنحو 150 ألف شيكل – 42.5 ألف دولار.
2)يعاني 50 ٪ من الجرحى يعانون من إصابات نفسية.
3)تفاقم نقص مقدمي الرعاية الصحية.
4)من المتوقع أن يتجاوز عدد معاقي جيش الاحتلال الـ 100 ألف بحلول عام 2028.
5)ارتفعت ميزانية قسم إعادة التأهيل بنحو 50٪ خلال العامين الماضيين، من 5.5 مليار شيكل – 1.5 مليار دولار في أواخر العام 2023، إلى 8.3 مليارات شيكل – 2.3 مليار دولار.
_قطاع البناء:
1)انخفاض الاستثمار الإجمالي في قطاع البناء بمقدار 131 مليار شيكل – 37 مليار دولار خلال عام ونصف.
2)في سنة 2024، انخفض عدد الشقق التي اكتمل بناؤها بنسبة 12.3%، بسبب نقص في الأيدي العاملة بشكل أساسي. فقد فشلت حكومة نتنياهو حتى الآن في تعويض العمال الفلسطينيين بالعمال الأجانب.
3)يُعد فقدان الناتج في هذا القطاع هو تعبير عن تراجع النشاط الاقتصادي، ما يؤدي إلى انخفاض في إيرادات الكيان الضريبية.
_خسائر اقتصادية متفرقة:
1)التأثير الاقتصادي لتمديد فترة الخدمة الإلزامية وخدمة الاحتياط في جيش الاحتلال خلال العقد المقبل تقدّر بنحو 104 مليارات شيكل – 29.4 مليار دولار.
2)التكلفة المباشرة لتجنيد جنود الاحتياط: 5.8 مليار شيكل – 1.6 مليار دولار.
3)ضرر تجنيد الاحتياط على الناتج المحلي الإجمالي: 7 مليارات شيكل – 2 مليار دولار.
4)الضرر الاقتصادي الناتج عن تأثر توظيف زوجات الجنود (خسارة ساعات عمل): 1.8 مليار شيكل – 0.5 مليار دولار.
5)قامت شركات الأغذية والمشروبات، بالتعاون مع كبار تجّار التجزئة، برفع الأسعار بشكل حاد مرارًا وتكرارًا خلال الحرب.
_خسائر دولية:
1)المقاطعة الأكاديمية للكيان في 20 جامعة حول العالم (التي تقدّم منح للمستوطنين).
2)هناك جهود إلى طرد إسرائيل أو تعليق عضويتها في برنامج البحث والتطوير التابع للاتحاد الأوروبي "هورايزن"، الذي تبلغ ميزانيته حوالي 95.5 مليار يورو لفترة تمتد 7 سنوات. وهذا ما قد يدفع العلماء الإسرائيليين الى الهجرة والعمل في دول أخرى.
3)ارتفاع حالات المقاطعة الأكاديمية للكيان إلى 700 حالة. وتشمل المقاطعات الفردية رفض مراجعة مقالات لباحثين إسرائيليين، أو عدم قبولهم كمحاضرين ضيوف، أو عدم دعوتهم للمؤتمرات.
4)انخفاض نسبة المنشورات العلمية التي يشارك فيها باحثون إسرائيليون بنسبة 21% خلال عامين.
المصدر: كالكاليست