يُعد السرب 69 التابع لسلاح الجو الإسرائيلي - المعروف باسم "سرب المطارق" - الذي نفّذ جرائم اغتيال سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين والشهداء القادة الجهاديين الكبار الحاج إبراهيم عقيل والحاج علي كركي والشهيد اللواء عباس نيلفروشان ورفاقهم من الشهداء قادة وحدة الرضوان والقادة الجهاديين والمقاومين، أحد أشهر وأهم أسراب الطائرات المقاتلة في الكيان المؤقت. وعلى مدار 7 عقود، تولى هذا السرب أداء دور محوري في حروب واعتداءات كيان الاحتلال الإسرائيلي، وساهم مساهمة حاسمة في التفوق الجوي الإسرائيلي وقدرات الردع الاستراتيجي.
فما هي أبرز المعلومات حول هذا السرب؟
_تأسس السرب 69 سنة 1951، في السنوات الأولى لسلاح الجو الإسرائيلي. وعمل في البداية كسرب قاذفات، بحيث كانت مهمته تشغّيل طائرات B-17 "القلعة الطائرة" التي تم شراؤها مباشرة بعد النكبة سنة 1948. وعلى الرغم من أن هذه الطائرات كانت قديمة نسبيًا، إلا أنها عملت كأول قاذفات استراتيجية لإسرائيل، ومنحت سلاح الجو قدرة قصف بعيدة المدى، شملت أيضا إمكانية شنّ اعتداءات في عمق الدول العربية.
_خلال ستينيات القرن الماضي، انتقل السرب إلى طائرات هجوم مقاتلة أكثر تطورًا - طائرات فوتور الفرنسية، ثم طائرات فانتوم الأمريكيةF-4E . وقد غيّرت طائرات الفانتوم الأمريكية التي وصلت إلى الكيان في أواخر الستينيات ملامح السرب وجعلته أحدث ما توصلت إليه القدرات الهجومية الاستراتيجية لسلاح الجو.
_خلال حرب النكسة سنة 1967، شارك أفراد السرب في مهاجمة المطارات والمنشآت المصرية والسورية، وكانوا جزءًا رئيسياً في عملية "موكيد" التي منحت الاحتلال تفوقًا جويًا في اليوم الأول من القتال.
كانت حرب تشرين التحريرية عام 1973 أصعب اختبار للسرب 69. فقد سجّلت هذه الحرب أعظم إخفاقاته، حينما شغّل السرب طائرات الفانتوم في عمليات هجومية واسعة النطاق في عمق سوريا ومصر. ومن أبرز الأحداث التي لا تُنسى مشاركته في عملية "دوغمان 5"، وهي محاولة لتدمير أنظمة الدفاع الجوي السورية في مرتفعات الجولان. حينها فشلت العملية، وتكبد السرب خسائر فادحة بشرية وفي الطائرات، وأسر له 4 أطقم.
_خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، شارك السرب في عمليات خاصة أصبحت رمزًا لطغيان سلاح الجو الإسرائيلي:
1)عملية أوبرا (1981): تم خلالها قصف مفاعل تموز النووي العراقي (والتي لم تلق أي ردّ من قبل نظام صدام حسين).
2)اجتياح لبنان سنة 1982: نفّذ السرب عمليات مكثفة دون تمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية مرتكباً العديد من المجازر بحق المدنيين.
3)سقوط رون أراد في الأسر: في ثمانينيات القرن الماضي، وخلال إحدى الطلعات الهجومية في لبنان، التي جرت في 16 تشرين الأول / أكتوبر 1986، اضطر عضوا الطاقم إلى التخلي عن طائرة فانتوم، التي كانا يحلقان بها، بسبب انفجار القنابل التي ألقياها فورًا بالقرب من الطائرة. تم إنقاذ طيار بسلام، بينما وقع الملاح الكابتن رون أراد، في قبضة عناصر أفواج المقاومة اللبنانية – أمل.
_في تسعينيات القرن الماضي، قرر سلاح الجو الإسرائيلي اقتناء طائرة مقاتلة متطورة للغاية - وهي F-15I "الرعد – رعم بالعبرية"، وهي النسخة الإسرائيلية من طائرة F-15E الأمريكية. في عام 1998، أصبح السرب 69 أول سرب (ولا يزال السرب الرئيسي) الذي يُشغّل طائرة "الرعد".
وتُعتبر طائرة "الرعد" أكثر طائرات الهجوم الاستراتيجي تطورًا في سلاح الجو الإسرائيلي. فهي قادرة على حمل أسلحة ثقيلة للغاية، والتحليق لمسافات طويلة جدًا، وضرب أهداف محصنة بدقة عالية.
ومنذ ذلك الحين، تخصص السرب في الضربات العميقة، حيث يمتلك القدرة على تشغيل مجموعة واسعة من الأسلحة المتطورة - من صواريخ JDAM إلى الذخائر الخارقة للتحصينات.
_بالرغم من أنه مخصّص نظرياً لمواجهة الجيوش الكلاسيكية، إلى أن هذا السرب استخدم كثيراً خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005)، حيث كانت لديه الكثير من المهمات في قطاع غزة والضفة الغربية، وغالبًا ما كان يستخدم أسلحة موجهة بالليزر.
_خلال حرب تموز / يوليو 2006، لعب السرب دورًا محوريًا في عملية "الوزن النوعي" ضد المقاومة الإسلامية في لبنان - حزب الله. وقد صار لقب العملية الإسرائيلية فيما بعد عملية "الوهم النوعي" بعد أن فشل هذا السرب رغم مئات الطلعات والضربات الجوية في عمق لبنان، من تدمير منظومات الصواريخ ومستودعات الأسلحة وقواعد القيادة.
_كان هذا السرب هو العنصر الأساسي في "المعركة بين الحروب" ضد حزب الله ومحور المقاومة في سوريا (خلال العدوان الكوني عليها).
_ تعدّ قاعدة حتسريم الجوية هي مقر هذا السرب، وقد استُهدفت من قبل المقاومة الفلسطينية واللبنانية ومن الجمهورية الإسلامية في إيران، خاصةً خلال حرب غزة عام 2009، وخلال معركة طوفان الأقصى وخلال عملية الوعد الصادق 2 الإيرانية (هاجمتها القوة الجو فضائية التابعة لحرس الثورة الإسلامية بحوالي 180 صاروخ).
_يتولى المقدم جاي منذ سنة 2022 قيادة هذا السرب.
الكاتب: غرفة التحرير