معركة سيف القدس

يوم الجمعة في العاشر من شهر أيار / مايو عام 2021، كانت الساحة الفلسطينية على موعد مع معركة استراتيجية عرفت باسم "سيف القدس" بدّلت موازين القوّة بين كيان الاحتلال والفصائل الفلسطينية التي ثبّتت قواعد اشتباك جديدة ومعادلات جديدة، بات الساحة تقيّم وتقرأ بما قبل هذه المعركة وما بعدها.

في ذلك اليوم وصلت عند الساعة السادسة عصراً صواريخ كتائب القسّام (الجناح العسكري لحركة حماس) نحو مستوطنات القدس المحتلّة بعد تهديد قائد أركان "القسّام" المعروف بـ "محمد الضيف" بكف الاعتداءات على المسجد الأقصى وحي الشيخ جرّاح. وفي شمال قطاع غزّة عند معبر "بيت حانون" استهدفت سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) آليات الاحتلال بصاروخ من نوع "كورنيت"، لتبدأ المعركة التي استمرت 11 يوماً.

أظهرت المقاومة الفلسطينية قدرات عسكرية متطورة ومخزوناً صاروخياً مهماً، حيث أطلقت من قطاع غزة أكثر من 4300 صاروخ بما يشمل طويلة المدى التي وصل بعضها إلى مناطق في شمال فلسطين المحتلة لأول مرة، بالإضافة الى استهداف المنشآت الحيوية للاحتلال وإحداث نوع من الشلل في الجبهة الداخلية، ما كبّد الاحتلال خسائر اقتصادية قُدرت قيمتها بـ 7 مليارات "شيكل"، كما وتم التبليغ عن أكثر من 5300 ضرر من قبل المستوطنين.فيما كثّف الاحتلال غاراته على قطاع غزّة ما أدى الى استشهاد أكثر من 200 فلسطيني. 

كما شكّلت المعركة فرصة لكشف الفصائل الفلسطينية عن تطوّر صناعاتها العسكرية المحليّة اذ دخل الى الخدمة الميدانية صاروخ "عياش" الطويل المدى (250 كلم، برأس حربي يزن 400 كلغ من المواد المتفجرة)، وصاروخ "قاسم" (يزن رأسه الحربي 400 كلغ). بالإضافة الى الكشف عن الطائرة المسيّرة محلية الصنع "شهاب" ذي المهام الاستطلاعية والهجومية، كما الكشف عن الغواصات البحرية.

من ناحية المعادلات، شكّلت معركة "سيف القدس" طوت المعركة صفحة إمعان الاحتلال بانتهاك الشعب الفلسطيني أو المقدسات دون أن يتلقى رداً من المقاومة. كذلك أعادت المعركة إحياء فعاليات المقاومة في مختلف مناطق الضفة الغربية لا سيما في جنين حيث نهضت أولاً "كتيبة جنين" ثمّ تبعتها مجموعات المقاومة في مختلف مناطق الضفة الغربية. وفي مدن الدّاخل المحتل أعادت المظاهرات الفلسطينية الداعمة للمقاومة الهوية الحقيقة لتلك الأراضي المحتلّة عام 1948 وكسرت كلّ محاولات كي الوعي والأسرلة.  

إقليمياً، كانت "سيف القدس" السبب الرئيسي في إطلاق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله المعادلة التي مفادها أن "القدس يعني حرباً إقليمية" ما يضع الاحتلال أمام حرب متعددة الجبهات في حال أمعن باعتداءاته مرّة جديدة.

روابط مرتبطة بالحدث:

الخنادق – استراتيجيا – سيف القدس

سيف القدس: المقاومة تبدأ العد العكسي لزوال الكيان!

بانوراما 2021: فلسطين جبهة مشتعلة!

كتائب القسام تقصف بصاروخ عياش 250 ثاني أكبر مطار في كيان الاحتلال

ملف سرايا القدس الخاص بمعركة سيف القدس

ملف كتائب القسّام الخاص بمعركة سيف القدس

«القاسم» صاروخ أربك العدو برأسه المتفجر وفعاليته في الميدان

"سيف القدس" وما بعدها.. ارتدادات على البيت الداخلي الإسرائيلي

في ذكراها الأولى.. كيف شكّلت معركة "سيف القدس" نقطة تحوّل في المقاومة الفلسطينية؟

سيف القدس: «ولنا الحاضر، والحاضر، والمستقبل