الانتفاضة الشعبانية

الانتفاضة الشعبانية، هي انتفاضة الشعب العراقي التي بدأت في الـ 3 من آذار / مارس من العام 1991، في مناطق جنوب وشمال البلاد، ضد حكم صدام حسين، وسميت بالشعبانية لقيامها في شهر شعبان.

واستغل الشعب العراقي هزيمة جيش صدام في حرب الخليج الثانية، لكي يوجه الضربة لهذا الحكم بعد عقود من الاضطهاد والآلاف الشهداء.

شملت هذه الانتفاضة قيام المدنيين العزل بمحاصرة المعسكرات، والدعوة لإسقاط النظام، وبعد قيام أجهزة صدام بعمليات قمع للمواطنين وارتقاء عدد من الشهداء، تحول الأمر إلى انتفاضة شارك فيها مسلحون تابعون للمقاومة العراقية (فيلق بدر) والبيشمركة الكردية، وعناصر من الجيش قاموا بترك الجيش محتفظين بأسلحتهم وآلياتهم العسكرية.

ويقال بأن شرارة الانتفاضة كانت في مدينة البصرة، حينما انسحب جيش صدام من الكويت، بعد الاستسلام الرسمي العراقي للجنرال الأمريكي "نورمان شوارزكوف" في منفذ سفوان. حينها قامت القوات الأمريكية بتدمير الآليات العراقية، الأمر الذي اضطر الجنود العراقيين للعودة سيراً على الأقدام إلى بلادهم. وعلى إثر ذلك، قام أحد الجنود في فجر الـ 2 من آذار / مارس بإطلاق النار على تمثال لصدام حسين في ساحة سعد في البصرة، وانهال عليه بالشتائم، لتنطلق من بعدها الانتفاضة الشعبية، التي شملت 14 محافظة من أصل 18.

استمرت الانتفاضة لحوالي شهر تقريباً، واستطاعت النجاح في الأسبوعين الأولين، إلا أن صدام أرسل قوات الحرس الجمهوري بقيادة صهره حسين كامل، وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية التي أرسلت لهم طائرات الهليكوبتر بحجة نقل الجرحى والمصابين من الكويت، فتم استخدامها بقصف المدن وقمع الانتفاضة، حتى وصل بهم الأمر لاستعمال الأسلحة الكيمياوية ضد المواطنين.