الثلاثاء 13 كانون الثاني , 1998

عملية الجدار الطيب النوعية

هي من أبرز وأهم العمليات النوعية التي قام بها المقاومون في حركة أمل، خلال مرحلة ما قبل تحرير لبنان عام 2000، عندما استطاعوا خداع جهاز مخابرات الإسرائيلية وعملائه، فأرسلوا عبوة متفجرات مفخخة بطريقة مبتكرة واحترافية الى أحد المراكز الاستخباراتية، وتفجرت بأبرز عملاء الاحتلال الأمنيين في الشريط المحتلّ "سمير رسلان"، واسقطت العناصر الإسرائيلية الموجودة في المركز ما بين قتيل وجريح.

بدأت خطة الخداع، عندما تواصل سمير رسلان مع قريبه المقيم في المناطق اللبنانية المحررة المقاوم عفيف رسلان، بغية تجنيده لصالح الاستخبارات الإسرائيلية، كون الاخير كان من المقربين الى حركة أمل.عندها تواصل عفيف رسلان مع قياديين في الحركة، الذين نصحوه بالتجاوب شكلياً مع طلب ابن عمه، ليتحول الى عميل مزدوج لصالح الحركة.

المرحلة الثانية

ثم بدأت عندها عملية تزويد الإسرائيليين بمعلومات محددة عبر العميل سمير، لكي يثقوا بعفيف وقدرته على تزويدهم بمعلومات حساسة.

المرحلة الثالثة

بعد نضوج العلاقة قررت غرفة العمليات في الحركة بدء عملية الخداع، واختراق دائرة عمل الاستخبارات الإسرائيلية، من خلال إيهامها بنية الحركة تنفيذ عملية نوعية كبيرة في بلدة العديسة ضد أهداف عدة من بينها منزل العميل روبين عبود قائد القطاع الأوسط، والفوج السبعين في ميليشيا العملاء (المعروف بجيش لحد).

فقام عفيف بتزويدهم أولاً، بشريط فيديو يظهر عملية رصد تفصيلية لأهداف في العديسة من ضمنها بيت العميل عبود. ثم بعد فترة، قام بتزويدهم بشريط فيديو ثانٍ، لمقاوم مجهول الهوية وهو يتلو وصيته على أنه واحد من الاستشهاديين الاثنين الذين سيقومان بتنفيذ العملية. ولأن هذا المقاوم مجهول الهوية، طالبت أجهزة أمن الاحتلال العميل المزدوج، بأن يستقصي لها المزيد من المعلومات حول هوية الاستشهادي. عندها تدخل القسم التقني في غرفة عمليات حركة امل، مجهزاً شريط فيديو مفخخ بطريقة متقنة بعد تجارب عديدة.

وما ان وصل الشريط المفخخ الى يد العميل سمير رسلان، بادر بالتوجه الى أحد مراكز المخابرات الإسرائيلية عند "بوابة فاطمة"، حيث حصل الانفجار الذي أدّى الى سقوط قتلى وجرحى جرى التكتّم على عددهم، كما أدّى الى بتر أطراف رسلان الأربعة. كما دفعت العملية جيش الاحتلال الى إعادة هيكلة القسم 504 المسؤول عن الاستخبارات البشرية في محاولة لتلافي أي اختراق مشابه.

روابط متعلّقة بالحادثة

_طريقة تفخيخ شريط الفيديو.

_ هروب العميل رسلان وعائلته الى الكيان المؤقت بعد انتهاء حرب تموز عام 2006.

_تصريحات قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال وقتذاك الجنرال عميرام ليفين بعد العملية.


الصور


روزنامة المحور