السبت 25 حزيران , 1988

استشهاد الشهيد القائد علي هاشمي

استشهد قائد مقر نصرت في حرس الثورة الإسلامية اللواء الركن علي هاشمي، في الـ 25 من حزيران / يونيو من العام 1988، عقب الغزو العام للقوات البرية في جيش صدام لجزيرة مجنون. فبعد تأكد الشهيد هاشمي من إجلاء الناس من هذه الجزيرة، وبعد وقت قصير من الانفصال عن العميد الحالي غلام رضا كرجي‌ زادة، وتم استهدافه أثناء مغادرته مقر القيادة، من قبل مروحيات القوات البرية العراقية (هناك فرضية أخرى تقول بأنه استشهد بقذيفة هاون)، واستشهد وهو في عمر يناهز 26 عاماً.

وكان يُعتقد لفترة طويلة في الجمهورية الإسلامية بأن اللواء هاشمي أيضًا من بين الأسرى في العراق. إلا أنه في العام 2010، تم اكتشاف جثته بعد 22 عاما من شهادته، بالقرب من مقر الفيلق السادس بالجيش، وشيّع ودُفن في الأهواز.

العميد كرجي‌ زادة: كنت معه في أخطر لحظة

ويقول العميد كرجي زادة في مذكراته "سجن الرشيد": كنت في المعسكر مع علي هاشمي في أخطر لحظة يمكن أن يفهمها الإنسان. لقد كان هادئا للغاية وكان يجلس على ركبتيه كالعادة وكنت أشرح له الوضع... قبل يومين من هبوط طائرات العدو، التقيت به في معسكريفي ذلك الوقت كان حجم نيران العدو مرتفعا ولم يسمح لنا بمواصلة الاجتماعوعندما كنت على وشك ركوب السيارة، قلت له يا سيد هاشمي، انقل المعسكر إلى الخلف لأنه من الممكن أن يكون العدو قد تتبع موجاتك اللاسلكية. قال نعم ولم يرجع. وفي الوقت نفسه، قدمت هذه النصيحة إلى القائد أحمد غلام بور، الذي كان في مقر كربلاءقام السيد غلام بور بخطوة تكتيكية وعاد.

لكن الشهيد علي هاشمي لم يرغب في إظهار الضعف لأنه رأى أن هذا التراجع سيؤثر على معنويات الوحدات الأخرى ويضعف معنويات مقاتليها".

وينقل آخرون بأنه لم يتراجع الى الخلف أيضاً لأنه كان يقول: "لن أعود وهناك شخص واحد على الجزر. ماذا أقول للناس عندما أعود؟ هل أقول إنني تركت أطفالك وعدت".

وكشف كرجي زادة في مذكراته عن ميزة مهمة للشهيد هاشمي وهي أنه كان مجهولاً بالنسبة لقوات صدام حسين، حيث لم يكونوا يعلموا عنه الكثير، بسبب عدم وجود مقابلات إعلامية له، لذلك قرر كرجي زادة ورفاقه، عدم قول أي شيء عنه ما دام صدام حسين على قيد الحياة: "لهذا السبب عندما تم القبض علي، عندما قالوا إن علي هاشمي تم القبض عليه، أخبرت المحققين العراقيين الذين كانوا يعذبونني أن يذهبوا ويسألوه عما أفعله. عندها ستعرفون بأنني بريءبل إن العراقيين عرضوا صورة علي هاشمي على السجناء في معسكر الموصل، لكن لم يكن هناك أي أثر لعلي الهاشمي".

وفي ظل معاناة عائلته طوال السنين من عدم معرفة مصيره، كان الشهيد الفريق الحاج قاسم سليماني هو الشخص الوحيد الذي زار هذه العائلة، ليقوم بمواساتهم والاطمئنان عليهم وعلى أحوالهم.

مقالات مرتبطة

الشهيد هاشمي: القائد العربي الذي هزم صدّام



روزنامة المحور