في الـ 31 من أيار / مايو من سنة 1948، اندلعت معركة جنين الأولى ما بين الجيش العراقي وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وانتهت بتحقيق العراق النصر الهام والوحيد خلال حرب احتلال فلسطين.
وقد شارك في هذه المعركة الى جانب القوات العراقية، التي كان يقودها المقدم الركن عمر علي بيرقدار، عشرات المقاومين الفلسطينيين من أهالي الضفة الغربية، وتمكنوا من منع سقوط مدينة جنين في أيدي العصابات الإسرائيلية في ذلك الوقت.
تفاصيل المعركة
_كلّفت قيادة الاحتلال وحدة تُسمى "كرميلي" أن تشن هجوماً على مدينة جنين بقيادة مردخاي مكليف. وكان سبب هذا التكليف نجاح هذه الوحدة قُبيل معركة جنين في احتلال منطقة خليج حيفا.
_بدأ الصهاينة هجومَهم على جنين وكانت قواتهم تتراوح ما بين 4 آلاف و5 آلاف مقاتل، وقد قسَّموا قواتهم إلى 4 فرق، 3 منها تقدمت الهجوم والرابعة ظلت في المؤخرة لتأمينهم.
_ كان وضع المقاومة الفلسطينية في داخل المدينة ضعيفا، حيث تمركز فيها متطوعون فلسطينيون وأردنيون، إلا أن السرية الأردنية "اضطرت للانسحاب" فجأة، قبل مجيء القوات العراقية التي غيَّرت من وقع المواجهة بصورة كبيرة.
_ في الـ 3 من حزيران / يونيو وصل فوج عراقي بقيادة المقدم عمر علي، وكان مسلحا بخمسمئة بندقية وأربعة مدافع هاون وثمانية رشاشات وغيرها من الأسلحة الأخرى. وحاول اليهود صد هجوم هذا الفوج حتى لا يتقدم ويدعم المحاصَرين في قلعة المدينة، لكنه استطاع دحرَ القوات اليهودية عند منطقة قباطية التي تبعد 3 كيلومترات من المدينة، ثم تقدمَ في محاولة منه لإنقاذ المحاصرين.
_قام المقدم عمر بتصويب مدافعه وقنابله ضد مواضع يهودية، ثم قام بقصفها بصورة مكثفة ودقيقة. وفي المقابل أطلق الصهاينة بشكل كثيف نيرانهم على القوات العراقية التي كانت تتقدم في الشارع الرئيسي بالمدينة، وأمام كثافة النيران والقصف، قررت القوات العراقية مع المتطوعين الفلسطينيين الالتفاف خلف العصابات الصهيونية، وتمكنوا من السيطرة على سفوح برقين، مجبرين الصهاينة على الهرب بعد قتال عنيف.
_ في الساعة 11 من صباح يوم الجمعة 4 حزيران / يونيو، تم تطهير مدينة جنين كلها من الصهاينة ومنعهم من احتلالها.
_ كانت الخسائر الإسرائيلية كبيرة جداً، بحيث تجاوز عدد القتلى أكثر من 350 قتيل وكان عدد الجرحى أكثر من القتلى.
_لا تزال مدينة جنين تحتضن رُفات الشهداء العراقيين الذين بلغ عددهم 56 شهيدا، فيما استُشهد في هذه المعركة 20 من الشهداء الفلسطينيين المقاومين و46 من المدنيين.