معركة الحصن

تعدّ هذه المعركة التي خاضها الجيش السوري بمشاركة من حلفائه، من أبرز وأهم معارك التحرير خلال الحرب الكونية على البلاد، لأهمية هذه المنطقة جغرافياً ومعنوياً.

ففي الـ 20 من آذار / مارس 2014، حصلت هذه المعركة التي امتدت ليوم واحد، حول قرية الحصن في وادي النصارى غربي محافظة حمص، والتي تقع فيها قلعة الحصن الصليبية التي يعود تاريخ بنائها إلى القرون الوسطى (تم إدراجها كموقع تراث عالمي لليونسكو). وبتحرير هذه القلعة، استطاع الجيش السوري تحقيق هدفه بقطع طرق تزويد الجماعات الإرهابية بالعناصر والأسلحة القادمة من لبنان. وقد كانت هذه القرية مع قلعتها في أيدي الإرهابيين منذ سنة 2012.

بدأ القتال عند فجر ذلك اليوم، بالقصف العنيف للقلعة التي تحصّن فيها حوالي 300 إرهابي – بينهم 40 لبناني - تابعين للتنظيمات التالية: جند الشام، حركة أحرار الشام الإسلامية، جبهة النصرة، الجبهة الإسلامية، الجيش السوري الحر. وقُتل على إثر هذه المعركة أكثر من 90 إرهابي، من بينهم قائد الإرهابيين في الحصن وقائد جند الشام أبو سليمان الدندشي  - أي خالد المحمود الدندشي (لبناني من مشتى حسن في عكار، اعتقل على خلفية احداث الضنية 1999- 2000. بعدها خرج من السجن في سنة 2005 بعد العفو العام. وألقي القبض عليه مجدداً على خلفية علاقته بتنظيم "فتح الاسلام" قبل معارك نهر البارد. ومن ثمّ أخلي سبيله في العام 2011، حيث قام بتجنيد عناصر للقتال في سوريا، ومن ضمن من قام بتجنيدهم شقيقاه الذي قتل أحدهما بمعارك حلب والآخر اعتقلته الدولة السورية).

وبعد تحرير الحصن والقلعة، أعلن الجيش أنه استعاد السيطرة الكاملة على الجزء الغربي من محافظة حمص. ولا بد الإلفات بأن قلعة الحصن لم يكن من السهل تحريرها حيث إن جهاتها الشمالية والشرقية والجنوبية ذات انحدار شديد، مما كان يفرض على الجيش السوري وحلفائه سلوك ممرات إجبارية تسيطر عليها المجموعات الإرهابية.

الشهيد القائد علي الدبس من قادة هذه المعركة

وخلال معركة طوفان الأقصى، وبعد اغتيال الشهيد القائد علي الدبس في 15 شباط / فبراير 2024 في النبطية، تم الكشف بأن القائد الدبس كان من قادة هذه المعركة، حيث عُرض له مقطع فيديو بظهر فيه وهو يعلن تحرير القلعة.