الأحد 04 كانون الاول , 1983

اسقاط الجيش السوري لطائرة حربية أمريكية

في الـ 4 من كانون الأول / ديسمبر 1983، قامت سوريا بعملية عسكرية لم تجرؤ أي دولة عربية حتى تاريخه، على القيام بها، حينما قامت قوات الدفاع الجوي في الجيش السوري، بإسقاط طائرة حربية أمريكية في الأجواء اللبنانية.

يومها أقلعت طائرة من طراز غرومان ايه-6 إنترودر من على متن حاملة الطائرات الأمريكية جون إف كينيدي المتمركزة قبالة السواحل اللبنانية، والتي كان يقودها اللفتنانت روبرت أوو غودمان مع الليفتنانت مارك لانغ. وقد أسقطها صاروخ دفاع جوي من طراز "ستريلا – 1" عندما كانت على ارتفاع 554 متراً فوق سطح الأرض. واشتعلت النيران على الفور في جسم الطائرة وجناحها، ثم اندلعت في المحرك الأيمن، ما اضطر طاقمها لإجراء الهبوط الاضطراري بالمظلات.

ووفقاً لغودمان الذي تم أسره من قبل القوات المسلحة السورية بعد عملية إسقاط الطائرة، تمثلت مهمتهم في إسقاط ألف رطل من القنابل على دبابات سورية وقواعد صواريخ مضادة للطائرات في وادي البقاع في لبنان على مقربة من الحدود مع سوريا (ما ينسف رواية من كان في السلطة اللبنانية وقتذاك من أن القوات الأمريكية كانت تتواجد في لبنان لهدف تحقيق السلام). وذكر غودمان بأن نيران أسلحة صغيرة وصاروخ مطلق من القوات السورية على الأرض، هي التي استطاعت إصابة الطائرة فبدأت تتهاوى، ما دفعه هو ولانغ للقفز بالمظلات على الارض أثناء سقوط طائرتهما. ليتم بعدها أسر غودمان فيما قضى لانغ قتيلاً، متأثرا بإصابته.

وانتشرت أخبار أسر غودمان، بسرعة في شتى أرجاء العالم. وأرسل أمريكيون من جميع أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية بطاقات معايدة له، بمناسبة أعياد الميلاد عبر وزارة الخارجية الأمريكية. كما ناشدت والدته علنا الدولة السورية لإطلاق سراحه، وزاره في الأسر السفير الأمريكي لدى سوريا حينئذ، روبرت باغانيلي، وكذلك وفد من رجال الدين بقيادة مرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة القس جيسي جاكسون، الذي سافر إلى دمشق ملتمسا إطلاق سراحه من الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وهو ما تحقق في الثالث من كانون الثاني / يناير من العام 1984.



روزنامة المحور