في الـ 3 من كانون الأول / ديسمبر من العام 1979، عرضت الجمهورية الإسلامية على الدولة اللبنانية، التي كان يحكمها وقتذاك شخصيات وقوى فئوية طائفية، إرسال مقاومين متطوعين الى جنوبي لبنان، لكي يقاتلوا الى جانب المقاومتين اللبنانية والفلسطينية، ضد الكيان المؤقت.
لكن الياس سركيس الذي كان حينها يتولى رئاسة الجمهورية، رفض هذا الأمر، بل عمد لإبعاد المتطوعين، والى إغلاق المجال الجوي اللبناني أمام الطائرات القادمة من الجمهورية الإسلامية وأمر القنصليات في الخارج بإحالة طلبات الحصول على تأشيرات إيرانية إلى بيروت. ولم يكتف بذلك فقط، بل طلب من الدولة السورية منع الإيرانيين من دخول لبنان براً من سوريا.
لكن بعض الإيرانيين المتطوعين استطاعوا الوصول إلى لبنان، والالتحاق بمخيمات تدريب المقاومة الفلسطينية، وكان شعارهم "اليوم إيران. غدا فلسطين".
وكان المتطوعين يتلقون التدريبات من مدربي المقاومة الفلسطينية على تكتيكات حرب العصابات وكيفية استخدام أنواع الأسلحة المستخدمة. وجرى إعدادهم تحت إشراف قيادة العمليات العسكرية في منظمة التحرير الفلسطينية.
وخلال زيارة له لأحد معسكرات التدريب وقتها، أشاد الشهيد القائد أبو جهاد، القيادي الثاني في حركة فتح، بالروح الثورية التي يتمتع بها المتطوعون الإيرانيون، وأعرب عن سروره لإعدادهم من أجل النضال لتحرير فلسطين.