في صباح الـ 8 من تشرين الأول / أكتوبر 2023، أطلقت المقاومة الإسلامية في لبنان - حزب الله "جبهة الإسناد" في الجنوب اللبناني، وذلك في اليوم التالي لانطلاق عملية "طوفان الأقصى" البطولية التي قادتها فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام، ضد الاحتلال الإسرائيلي في قلب مستوطنات غلاف غزة.
ولم يكن هذا القرار المقاوم عابراً أو رمزياً، بل كان خياراً استراتيجياً مدروساً، ضمن إطار وحدة الجبهات، ومعبّراً عن التكامل القتالي بين محاور المقاومة في المنطقة.
فمشاركة حزب الله جاءت في توقيت بالغ الحساسية، إذ كان كيان الاحتلال الإسرائيلي يئنّ تحت وقع المفاجأة الفلسطينية الكبرى التي أصابته في العمق الأمني والعسكري والنفسي. ومن هنا، اختار الحزب أن يُدخل جبهة الجنوب اللبناني على خط المواجهة، لتشتيت تركيز جيش الاحتلال الاسرائيلي وتوسيع دائرة استنزافه، ومنعه من الاستفراد بقطاع غزة.
لذلك لم تكن جبهة الإسناد مجرّد صدى تضامني، بل شكّلت امتداداً طبيعياً ومكمّلاً لساحات القتال في غزة، وعكست استعداد محور المقاومة بأكمله للدخول في المواجهة الكبرى إذا ما استدعت التطورات ذلك. وقد نفّذ المقاومة في لبنان عشرات العمليات النوعية التي أوقعت إصابات مؤكدة في صفوف الاحتلال، واستهدفت ثكناته وقواعده العسكرية ومراكزه الحيوية على طول الحدود وصولاً الى العمق.