في الـ 16 من تشرين الأول / أكتوبر 2024، استشهد رئيس حركة حماس يحيى السنوار عن عمر ناهز 63 عاماً، خلال اشتباك مسلح خاضه مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة مخيم تل سلطان، وهو برفقة قائد كتيبة تل السلطان في رفح محمود حمدان وحارسه الشخصي. وكان استشهاد القائد السنوار نتيجة صدفة عملياتية، وليس عبر عملية اغتيال واستهداف مخطط له، وهو الذي كان أهم الأشخاص الذين تلاحقهم إسرائيل بعد عملية طوفان الأقصى في الـ 7 من تشرين الأول / أكتوبر 2023، لدوره الرئيسي في التخطيط لها.
وفي تفاصيل العملية، وقبل تبادل إطلاق النار، أبلغ أفراد من لواء بسملاخ 828 عن نشاط اعتبروه مشبوهًا وتلقوا أوامر بالاشتباك. وعندما رصدت طائرتهم المسيرة ثلاثة مسلحين يغادرون مبنى، أطلق الجنود النار عليهم، دون علمهم بوجود السنوار بينهم. وتفرق المسلحون، ودخل السنوار مبنى قريبًا بمفرده. واندلع تبادل لإطلاق النار، أصيب فيه جندي إسرائيلي بجروح بالغة. وأطلقت دبابة إسرائيلية النار على موقع السنوار، وتقدمت القوات إلى داخل المبنى، لكنها تراجعت بعد أن ألقى عليهم قنابل يدوية. ثم أرسل جيش الاحتلال طائرة مسيّرة لمسح الداخل، وقد كشفت عن السنوار المصاب، الذي لا تزال هويته مجهولة للقوات المشاركة. بعد دخولهم مرة أخرى في اليوم التالي، عثروا على جثمان في المبنى المدمر واشتبهوا في أنه قد يكون جثمان القائد السنوار، بناءً على التشابه. قطعوا إصبعًا من الجثمان وأرسلوه إلى الكيان بغية التحقق من هويته؛ وفي وقت لاحق من اليوم، تم إرسال الجثمان أيضًا.
وقد تحولت اللقطات التي نشرت لاحقًا والتي صورتها طائرة بدون طيار إسرائيلية، التي أظهرت القائد السنوار مصابًا وهو يرمي عصا عليها، الى لقطات أيقونية تفاعل معها الكثيرون حول العالم. فهي أكّدت بالعدسة الإسرائيلية أن السنوار بما يمثله من قائد ومقاوم فلسطيني هو رمز للتحدي والبطولة، بينما عناصر جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يجرؤون على المواجهة وجهاً لوجه، لذلك يلجؤوا للطائرات والدبابات.

مواقف ما بعد استشهاد القائد السنوار
وتعليقاً على نبأ استشهاد القائد السنوار قال رئيس وزراء الكيان المؤقت بنيامين نتنياهو إن استشهاد السنوار "حسم الموقف".
فيما صرّح الرئيس الأمريكي جو بايدن قائلاً: "هذا يوم جيد لإسرائيل والولايات المتحدة والعالم"، ومقارنًا استشهاد السنوار بمقتل أسامة بن لادن، ومؤكدًا أنها تُمثل فرصة "ليوم ما بعد" في غزة بدون حماس.
أما حركة حماس الذي أكد استشهاد القائد السنوار، فقال فيه القيادي في الحركة باسم نعيم: "حماس تزداد قوة وشعبية مع كل تصفية لقادتها. من المؤلم فقدان أشخاص، وخاصة قادة مميزين مثل يحيى السنوار، لكننا على يقين من أننا سننتصر في النهاية".
في المقابل أعربت منظمة التحرير الفلسطينية عن تعازيها في استشهاد السنوار، واصفةً إياه بـ"القائد الوطني العظيم"، وداعيةً إلى الوحدة بين جميع الفصائل الفلسطينية.
أما حركة فتح فأكدت في بيان منفصل لها حول حادثة الاستشهاد بأن سياسة إسرائيل القائمة على "القتل والإرهاب لن تنجح في كسر إرادة شعبنا في نيل حقوقه الوطنية المشروعة في الحرية والاستقلال".
وفي السياق أشاد حزب الله في بيانه بالسنوار لقيادته "إحدى أكثر العمليات إذلالاً في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي"، وقال إنه نال كل "أوسمة الشرف والكرامة" في حياته النضالية ضد إسرائيل. مضيفاً بأنّ استشهاد السنوار "سيعزز عزيمة وإصرار المقاومة في جميع ساحات الوغى والساحات للمضيّ قُدمًا على درب تحرير فلسطين واستئصال الورم السرطاني الصهيوني".
ووصف قائد حركو أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي السنوار بالشهيد الذي "استشهد في ساحة المواجهة والشجاعة والشرف".
أمّا قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي خامنئي فوصف السنوار بأنه "شخصية مشرقة للمقاومة والنضال"، مؤكّداً بأن استشهاده لن يوقف "محور المقاومة".